التغير المناخى..
مصـر تواجه التحدى

ياسر مشالى
«هذا ما جناه الإنسان على نفسه!»، ربما لخصت هذه العبارة أسباب تغول تداعيات التغير المناخى الذي أصبح ظاهرة تؤرق دول العالم وتزعج سكان المعمورة فى قارات الأرض المختلفة.
مصر ليست بعيدة عن هذه الظاهرة، بل يراها البعض فى عين العاصفة! لكن من حسن الحظ فظاهرة تغير المناخ ليست شرًا مطلقًا، فكما تسبب مشاكل وأزمات وخسائر بشرية واقتصادية فادحة، فإنها فى الوقت نفسه تتيح عدة فرص ومكاسب يمكن لمصر بمؤسساتها وشعبها الاستفادة منها.
جريدة «روزاليوسف» تطرح سؤالًا فى هذا الملف يقول: هل نحن جاهزون لمواجهة التحديات.. واغتنام الفرص؟
المخاطر جدية فتقديرات اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ ترى أن مصر قد تفقد حتى 30% من دلتا النيل بحلول عام 2050، ما يعنى نزوح نحو 1.5 مليون مواطن من المناطق الساحلية.
أيضًا تشير التوقعات إلى ارتفاع مستوى سطح البحر فى الإسكندرية بمعدل يصل إلى 12 سم بحلول 2030، وهو ما يهدد المدن الساحلية مثل مرسى مطروح والإسكندرية وغيرهما.
وكما يمثل التغير المناخى ضغوطًا على قطاع الزراعة، خاصة محاصيل أساسية كالقمح والأرز والذرة بسبب ارتفاع الحرارة والجفاف والشح المائى، استغلت مصر التحديات المناخية للتحول إلى الزراعة الذكية بتطوير أصناف مقاومة للجفاف والملوحة، واعتماد رقمنة الرى والتطبيقات الشمسية، وإنشاء مجمعات ومراكز لوجستية متقدمة.
«الصحة العالمية»: يخلق أمراضًا جديدة ومعدية وأشخاصًا مصابة بالتوتر والاكتئاب
كتب - محمود جودة
لم تعد التغيرات المناخية شأنًا بيئيًا فحسب، بل أصبحت أزمة صحية ونفسية متكاملة، تفرض تهديدات حقيقية على حياة الأفراد وسلوكياتهم، فأصبح الصيف يزداد سخونة، والشتاء يشهد تقلبات جوية غير معتادة، ما انعكس سلبًا وتسبب فى ظهور أمراض جديدة، وتفاقم حدة أمراض أخرى قائمة بالفعل، من بينها زيادة الأمراض المرتبطة بالحرارة، مثل: حالات الإجهاد الحرارى وضربات الشمس وغيرها.
كذلك، أمراض تلوث الهواء، ومنها القلب والرئة، إضافة إلى انتشار الأمراض المعدية، حيث يؤدى تغير المناخ إلى تغيير مواطن الحشرات والحيوانات، ما يزيد من احتمالية انتقال الأمراض الحيوانية المنشأ، مثل حمى الضنك والملاريا إلى البشر، كما أن الفيضانات والأمطار الغزيرة تسهم فى انتشار الأمراض المنقولة بالمياه.
صحة نفسية
تؤكد منظمة الصحة العالمية، أن مشاكل الصحة النفسية، تزداد بقوة بسبب التغيرات المناخية، خاصة حالات التوتر والانفعال، كما تسبب مشاكل فورية فى الصحة العقلية، مثل القلق والاكتئاب التالى للصدمة، وكذلك اضطرابات طويلة الأجل بسبب عوامل، منها النزوح واضطراب التماسك الاجتماعى.
كما يؤثر تغير المناخ على توافر الأغذية وجودتها وتنوعها، الأمر الذي يفاقم أزمات الغذاء والتغذية، ففى ظل غياب استراتيجيات واضحة لمواجهة هذا الخطر المركب، تتحول ظواهر الطقس من استثناءات إلى أنماط متكررة، لذلك بات من الضرورى إعادة التفكير فى تبعاتها الصحية والنفسية.
أمراض جديدة
رغم تلك التحديات، إلا أن الدكتور نعمة عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، أشاد بالدور الريادى المصري فى تطوير نظم صحية متكاملة ومستجيبة للتحديات المناخية، مؤكدًا استعداد المنظمة لدعم مصر فى تنفيذ خطتها وتحقيق أهدافها، خاصة أن تغير المناخ يعد أكبر تهديد للصحة فى القرن الـ 21، فارتفاع درجات الحرارة، وتغير نمط سقوط الأمطار، وسرعة الرياح، كلها عوامل تخلق بيئة ملائمة لانتقال العديد من الأمراض المعدية، وتفاقم الأمراض غير المعدية.
ورصدت وزارة الصحة زيادة فى الأمراض المرتبطة بالتغير المناخى فى مصر، وبسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الأمطار، كذلك وجود العدوى المعوية والتسمم الغذائى، نتيجة فساد الأغذية بسبب ارتفاع الحرارة، إضافة إلى أمراض الجهاز التنفسى، كالربو الشعبى والانسداد الرئوى، التي تزداد بسبب ارتفاع التلوث، وزيادة نسبة الجسيمات الدقيقة الناتجة عن عواصف ترابية، والاحتباس الحرارى، بخلاف الإجهاد الحرارى وضربات الشمس، التي ترتفع معدلاتها بشكل حاد خلال فصول الصيف، وتؤثر على الفئات الأكثر عرضة للخطر من الأطفال وكبار السن والعاملين فى الهواء الطلق.
خطة قومية
الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الصحة والسكان، أكد العمل على تعزيز قدرة مصر على مواجهة تداعيات التغيرات المناخية، التي باتت تهدد الصحة العامة، وتؤدى إلى ظهور وانتشار أمراض جديدة، وذلك من خلال خطة تنفيذية قومية أطلقتها الوزارة للصحة الواحدة «2024-2027»، وإطار استراتيجى للتكيف الصحي مع التغيرات المناخية «2024-2030»، مشددًا على أن تفعيل نهج الصحة الواحدة لم يعد خيارًا، بل ضرورة لمواجهة التحديات الصحية المستجدة، خاصة فى ظل التزام مصر بقرارات منظمة الصحة العالمية، واتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ.
وترتكز هذه الخطة، على نهج متكامل يجمع بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، بما يعكس التزام الدولة بتحقيق أهداف رؤية مصر 2030، وأجندة التنمية المستدامة، وتتضمن عدة محاور رئيسية، منها مكافحة الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وتحسين الترصد الوبائى، وتعزيز نظم الإنذار المبكر، والاستجابة للطوارئ، إلى جانب دمج مفهوم «الصحة الواحدة» فى السياسات البيئية والغذائية والمائية، وذلك تزامنًا مع التغير المناخى الذي أصبح أحد أبرز العوامل المسببة لزيادة الأمراض المعدية، مثل حمى الضنك والملاريا والكوليرا، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وتغير أنماط الطقس.
التأثير النفسى
د. سمير على، خبير الصحة النفسية، قال: إن التغيرات الجوية تخلف موجات من القلق والتوتر، خاصة لدى مرضى اضطرابات النوم، ونوبات الهلع، والاكتئاب الموسمى، حيث يسبب المناخ الحاد اضطرابًا فى الساعة البيولوجية، وانخفاض جودة النوم، وزيادة إفراز هرمونات التوتر ومنها الكورتيزول.
وبحسب دراسة نشرتها مجلة «نيتشر» العلمية العالمية، فإن كل زيادة بمقدار درجة مئوية واحدة فى متوسط الحرارة اليومية، تؤدى إلى زيادة بنسبة 0.7% فى معدل السلوك العدوانى والانفعالات العصبية.
لذلك فإن شهور الصيف تشهد ارتفاعًا فى معدلات حوادث الطرق، والعنف، والتهور، والانفعال الزائد، كذلك حالات العنف فى الشارع، وحوادث الطرق الناتجة عن التهور والانفعال الزائد.
ولفتت الدراسة إلى أن تغير المناخ قد يضع الأفراد فى ضغوط نفسية، تجعلهم غير قادرين على تحمل المواقف البسيطة، وتتراجع قدراتهم على ضبط النفس، لذلك دعا برنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى تقريره عن مصر لعام 2024، إلى دمج البعدين «الصحي والنفسى» فى خطط التكيف المناخى الوطنية، لأن تكلفة التغاضى عن ذلك ستكون أضعاف تكلفة الوقاية.
تقارير دولية
وصدرت أرقام من منظمات وجهات دولية تتعلق بالصحة والتكيف المناخى، إذ قدرت منظمة الصحة العالمية، أن 250 ألف وفاة إضافية سنويًا ستحدث بسبب التغير المناخى بين عامى 2030 و2050، نتيجة تضاعف حالات سوء التغذية، والملاريا، والإسهال والإجهاد الحرارى.
وتشير دراسات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، إلى أن 58% من الأمراض المعدية التي تواجه الإنسانية، تأثرت بعوامل مناخية، مثل: الحرارة والجفاف والفيضانات، وهذا ما يفسر إعادة ظهور أمراض مثل الملاريا، وحمى الضنك، فى مناطق كانت خالية منها سابقًا.
وكان البنك الدولى قدر التكاليف الصحية الناجمة عن تغير المناخ، بنحو 21 تريليون دولار بحلول عام 2050، ما يعادل 1.3% من الناتج المحلى للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، كما يقدر المنتدى الاقتصادى العالمى، أن التغير المناخى سيسبب 14.5 مليون وفاة إضافية، وفقدان اقتصادى بقيمة 12.5 تريليون دولار بحلول 2050.
القطاع الزراعي.. الطريق لتحقيق الأمن الغذائى
كتبت - ناهد إمام وأمانى حسين
القطاع الزراعي المصري، يواجه ضغوطات متزايدة ناجمة عن تغير المناخ، فارتفاع درجات الحرارة وتفاقم شح المياه، تتسبب فى تملح التربة وتغير أنماط الأمطار، إضافة إلى ظواهر مناخية متطرفة كالجفاف والفيضانات، كل هذه العوامل تؤثر بشدة على نمو المحاصيل الأساسية والاستراتيجية، منها القمح والأرز والذرة، فضلًا عن زيادة تكاليف الإنتاج نتيجة الحاجة للتقنيات الحديثة، ما يزعزع الأمن القومى الغذائى ويضعف كفاءة السوق.
مشروعات عملاقة للتكيف
وفى مواجهة هذه الضغوط، أطلقت الدولة عدة مشاريع ضخمة لتعزيز الإنتاج والتوسع الزراعي، بقيادة مشروع «الدلتا الجديدة»، الذي يستهدف استصلاح 2.2 مليون فدان بتكلفة تقارب 300 مليار جنيه، وتم استصلاح نحو 800 ألف فدان حتى عام 2024، بدعم شبكة بنية تحتية تشمل 277 كم من القنوات و114 كم من الأنابيب، وتوفير أكثر من 2.5 مليون فرصة عمل.
كما استمر مشروع «مستقبل مصر الزراعي»، على مساحة 1.05 مليون فدان فى مراحلة الأولى، باستخدام تقنيات رى حديثة، بتكلفة 8 مليارات جنيه، وإنشاء أكثر من 30 ألف بيت محمى ذكى بتكلفة تقدر بأكثر من 8 مليارات جنيه، بجانب تشغيل أكثر من 10 محطات لتحلية المياه ومعالجة الصرف باستثمارات تزيد عن 12 مليار جنيه، وتطبيق نظم الرى بالتنقيط على أكثر من 1.2 مليون فدان، مما خفض استهلاك المياه بنحو 40%.
مشروع «مصر المستقبل»، يأتى فى إطار النظرة الأوسع للدولة، ليشمل بناء شبكة صناعية وزراعية، إذ نجحت فى استصلاح 350 ألف فدان باستخدام 2600 وحدة رى دوارة العاملة مرتين سنويًا، وتم تأسيس محطات ضخ وخطوط كهرباء بطول 200 كم، وطرق داخلية اقتربت من 500 كم، وخزان مياه 7.5 مليون م3 يوميًا، وتوفير وظائف مباشرة لأكثر من 10 آلاف ولا تقل عن 360 ألف وظيفة غير مباشرة .
ارتفاع الصادرات الزراعية
كل هذه المشروعات، أحدثت نتائج ملموسة فى صادرات مصر الزراعية، إذ ارتفعت إلى أكثر من 8.6 مليون طن فى 2024 مقابل 4.2 مليون طن فى 2015، أى نمو بأكثر من 100% خلال تسع سنوات، وتصدرت الحمضيات بـ2.39 مليون طن، وتلاها البطاطس بـ977 ألف طن، إلى جانب محاصيل أخرى كالملفوف والفراولة والرمان، وسجلت قيمتها عند 4.13 مليار دولار، بزيادة 9.3% عن 2023، لتصل إلى نحو 160 سوقًا حول العالم، فيما عززت جودة المنتج وكفاءة التصدير القدرة التنافسية المصرية.
التحول للزراعة الذكية
ظاهرة «التغيرات المناخية»، استغلتها مصر كأساس للتحول إلى الزراعة الذكية، عبر تطوير أصناف مقاومة للجفاف والملوحة، واعتماد الرقمنة فى الرى والتطبيقات الشمسية، وإنشاء مجمعات متكاملة ومراكز لوجيستية متقدمة، فضلًا عن دعم الدولة الابتكار بالأبحاث المتخصصة، وعززت من قدرة المزارعين على التكيف، بما يحافظ على مستوى الإنتاج والاستمرارية.
المناخ والثروة الحيوانية
الثروة الحيوانية، تعد كذلك واحدة من الركائز الأساسية لتحقيق الأمن الغذائى المصري، لكنها تتأثر بشدة بتأثيرات المناخ، خاصةً ارتفاع الحرارة التي تؤثر على صحة الحيوان وإنتاجه، وتقلل الأمن الغذائى وتزيد التكاليف، وقد بلغ إنتاج اللحوم الحمراء والبيضاء نحو 2.5 مليون طن فى 2024 بزيادة 4.5% عن العام السابق، وبلغ إنتاج الحليب 5.7 مليون طن بزيادة 2%، فيما تجاوز عدد رؤوس الماشية 11 مليون رأس، تشمل 5.3 مليون بقرة، 4 ملايين جاموس، وأكثر من 7 ملايين من الأغنام والماعز، بالإضافة إلى إنتاج بيض يحدث سنويًا بأكثر من 15 مليار بيضة، ورغم هذه الأرقام، إلا أن نقص المياه والأعلاف وارتفاع الحرارة من أكبر التحديات، ما يستدعى توظيف تقنيات متقدمة لإدارة المياه والتغذية، وتطوير سلالات مناسبة والاعتماد على التلقيح الاصطناعى، مع تدعيم الإدارة البيطرية والتغذية لضمان استمرار هذا القطاع فى مواجهة المناخ المتغير.
«روزاليوسف»، حرصت على استطلاع رأى عدد من خبراء الاقتصاد والزراعة، حول تأثير التغيرات المناخية على الزراعة والثروة الحيوانية وإنتاجيتهما فى مصر، والخطط التي وضعتها الدولة لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة ضمن رؤية مصر 2030، التي تستهدفت مواجهة الانعكاسات السلبية للتغير المناخى والحفاظ على الموارد الاقتصادية الزراعية المتاحة وتنميتها، وتحقيق قدر كبير من الأمن الغذائى.
الزراعة الذكية مناخيًا
وفى البداية قالت د. سحر طحلاوى، الخبير الاقتصادى: «أن التغير المناخى له تأثيرات سلبية على الزراعة، لكن مصر تمكنت من تطبيق العديد من المشروعات لمواجهة ذلك، أهمها مشروع الزراعة الذكية مناخيًا والتنوع البيولوجى فى مصر»، مشيرة إلى أن تطبيق ذلك المشروع يعمل على تحسين قدرة المزارعين على مواجهة التحديات المناخية وزيادة الإنتاجية الزراعية بطرق مستدامة وتعزيز التنوع البيولوجى فى المناطق الزراعية، وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمزارعين.
«الزراعة الذكية مناخيًا»، وفق تصريحات «طحلاوى» تعتمد على استخدام تقنيات حديثة وممارسات زراعية مستدامة لتحقيق الأمن الغذائى فى ظل الظروف المناخية المتغيرة، منها «الزراعة الدقيقة واستخدام أجهزة الاستشعار والطائرات بدون طيار لتحليل البيانات الزراعية واتخاذ القرارات المناسبة، الرى الذكى واستخدام أنظمة رى فعالة وموفرة للمياه، واستخدام البذور المقاومة وتطوير بذور قادرة على تحمل الظروف المناخية الصعبة، وإدارة التربة واستخدام تقنيات تحسين التربة لزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالمياه والمغذيات».
زيادة الرقعة الزراعية
د.إبراهيم درويش، أستاذ الزراعة بجامعة المنوفية، أكد فى تصريحاته أن الدولة اتخذت العديد من المشروعات القومية العملاقة فى الزراعة ، لمواجهة انعكاسات التغير المناخى، والتي حرص السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى إطلاقها، وذلك من خلال استراتيجية للتنمية الزراعية المستدامة ضمن إطار رؤية مصر 2030، استهدفت الحفاظ على الموارد الاقتصادية الزراعية المتاحة وتنميتها وتحقيق قدر كبير من الأمن الغذائى.
من ضمن تلك المشروعات الاستراتيجية، حسب تصريحات «درويش»، مشروع «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعي الذي يعد قاطرة مصر الزراعية وباكورة مشروع الدلتا الجديدة لتحقيق الاكتفاء الذاتى وتصدير الفائض، ويقع على امتداد طريق محور «روض الفرج - الضبعة الجديد»، فضلًا عن مشروع شرق العوينات الذي يمثل أحد أكبر مشروعات التنمية الزراعية المنفذة فى مركز الداخلة بمحافظة الوادى الجديد بالصحراء الغربية، بهدف إضافة نحو 220 ألف فدان للرقعة الزراعية، ومشروع «توشكى الخير» الذي تبلغ مساحته 1.1 مليون فدان، ومشروعات بجنوب الصعيد والوادى الجديد بمساحة 650 ألف فدان، وتنمية شمال ووسط سيناء ومساحته 456 ألف فدان.
الحفاظ على الثروة الحيوانية
فيما أوضح د.عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، أن التغيرات المناخية لم تؤثر فقط على المحاصيل الزراعية، وإنما تركت آثارًا كبيرة على تربية الحيوانات والطيور والماشية، إذ تواجه تربية الدواجن والطيور تحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية، خاصةً ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، مما يؤثر سلبًا على صحة وإنتاجية هذه الحيوانات، كما أن التغيرات المناخية قد تؤثر على توافر الغذاء وتزيد من انتشار الأمراض، مما يتطلب اتخاذ تدابير للتخفيف من هذه الآثار.
رغم تحديات التغير المناخى، إلا أن الدولة اتخذت العديد من الإجراءات داخل عنابر التربية لمواجهة الآثار الناتجة، ومنها تطبيق الخلايا الشمسية فى صناعة الدواجن والبيض، وضمان حركة هواء مستمرة داخل العنابر وتحقيق ذلك من خلال الفتحات الطبيعية أو باستخدام المراوح.
استنباط أصناف مقاومة للحرارة
د. سعيد سليمان، أستاذ وراثة النبات بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، قال: «إن العالم مقبل على تغيرات مناخية قاسية جدًا، وتتأثر بعض المحاصيل مثل الطماطم وارتفع سعرها فى الفترات السابقة»، مطالبًا بضرورة وجود برنامج قومى لاستنباط أصناف جديدة للمحاصيل الرئيسية، يكون لديها القدرة على مقاومة الجفاف والحرارة المرتفعة والبرودة والملوحة وكذلك الأمراض، وأكد أهمية اللجوء إلى علم الوراثة فى تربية النبات والحيوان، لاستنباط أصناف تتأقلم مع الظروف البيئية، مضيفًا «مثلما نجحنا من عام 2010 استنباط أصناف للأرز تستهلك نصف كمية من الماء ومقاوم للحرارة حتى 50 درجة مئوية».
«جلال»، اختتم تصريحاته، قائلًا: «فى مصر نحاول قدر الإمكان استنباط أصناف جديدة تتواءم مع التغير المناخى، تكون قادرة على تحمل الظروف القاسية مثل الجفاف والملوحة ودرجات الحرارة المرتفعة، منها القمح والأرز وبعض الخضر، وكذلك أصناف لديها القدرة على الإزهار فى درجات الحرارة المرتفعة، لأنها تحتاج لنسبة معينة من البرودة، بالتالى نلجأ إلى الهندسة الوراثية واستخدام المبيدات الحيوية، فضلًا عن استخدام الوسائل الحديثة مثل الرى الذكى والزراعة الذكية لتخفيف حدة مخاطر التغير المناخى».