الإثنين 8 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأسرى.. «قرابين» نتنياهو لاحتلال غزة

بكل قوة، يدفع رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نحو احتلال مدينة غزة، ضاربًا عرض الحائط كل المناشدات والتحذيرات الأممية والدولية، ومن بينها الهيئة الدولية للصليب الأحمر التى وصفت مسألة تهجير سكان المدينة، البالغ عددهم أكثر من مليون، إلى جنوبى القطاع فى المناطق التى يزعم الاحتلال أنها آمنة بالأمر المستحيل.



ومع الصمت الإسرائيلى إزاء المقترح الذى قدمه الوسطاء «مصر وقطر»، للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، والمرتكز على المقترح الذى قدمه ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكى وسبق أن وافقت عليه إسرائيل، يغض نتنياهو الطرف عن أي حلول سياسية ويتجه نحو التصعيد.

وحسب تقرير سابق نشرته هيئة البث الإسرائيلية «كان»، فإن نتنياهو يريد خوض المفاوضات «تحت النار»، أى أنه يريد استغلال العملية العسكرية فى مدينة غزة واحتلالها للضغط أكثر على حركة حماس من أجل تقديم تنازلات خلال التفاوض.

 خلافات مع الجيش

وفى تعهد قدمه نتنياهو لدونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، أكد أن عملية «السيطرة» على غزة ستتم بسرعة ولن تستغرق وقتًا، وهو ما ألزمه بالضغط على المؤسسة العسكرية للمضى فى عملية «عربات جدعون 2»،   فى مدة الشهرين، إلا أن الضغط أدخله فى خلاف مع قادة الجيش.

صحيفة «يديعوت أحرونوت» تقول: إنه خلال مناقشات هيئة الأركان مع قادة الفرق الـ 5 التى ستشارك فى العملية المقبلة فى غزة، تم الاتفاق على الخطوط الحمراء التى وضعها رئيس الأركان، إيال زامير، موضحة أنه رغم الضغوط، إلا أن الجيش غير مستعد لاستنزاف القوات المنهكة.

كذلك، أكدت صحيفة هآرتس، أن مصادر فى الجيش الإسرائيلى حذرت الحكومة من أن «تدمير» غزة فوق الأرض وتحتها مثل بيت حانون يحتاج أكثر من عام.. مصادر عسكرية أوضحت أن خطة زامير تسمح بوقف القتال فور التوصل لاتفاق مع حماس، وأن الجيش يدعم استنفاد المفاوضات لإعادة أكبر عدد من المحتجزين، ناهيك عن اندلاع خلاف داخل جلسة المجلس الوزارى الأمنى المصغر «الكابينت»، عندما أعرب رئيس الأركان عن دعمه للتوصل لصفقة، بينما قال نتنياهو إن مسألة الصفقة ليست مطروحة على الطاولة خلال الاجتماع.

مظاهرات واسعة 

ومع توسيع العمليات العسكرية فى غزة، بات واضحًا للجميع أن جيش الاحتلال الإسرائيلى فى حاجة لزيادة القوى البشرية، ما يعنى تمديد مدة الاحتياط فى الخدمة وزيادة أوامر الاستدعاء لجنود الاحتياط.

وشهدت العديد من المدن الإسرائيلية مظاهرات واسعة للضغط على حكومة نتنياهو والمطالبة بوقف الحرب والإفراج عن المحتجزين، أسفرت عن إغلاق المتظاهرين للطرق والتقاطعات، وإضرام النار فى إطارات السيارات، ورفع صور المحتجزين ولافتات عليها شعارات تطالب بإنهاء الحرب.

وأكدت عائلات المتحتجزين أن حكومة نتنياهو كان بإمكانها إنهاء الحرب قبل عام وإعادة جميع المحتجزين والجنود، متهمون رئيس الوزراء بأنه اختار مرارًا وتكرارًا التضحية بالمدنيين من أجل حكمه ومصلحته، مطالبون فى بيان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بوضع «مبادئ قابلة للتطبيق» لإنهاء الحرب، متهمين إياه بوضع العراقيل أمام فريق التفاوض والوسطاء لإفشال المفاوضات.