فى عيد الكاريكاتير المصرى الخامس
العالم يحتفى بالمتحف المصرى الكبير فى معرض فنى استثنائى
يُفتتح اليوم الخميس، معرضٌ دولى ضخم لرسامى الكاريكاتير من مختلف أنحاء العالم، فى قاعتى نهضة مصر وإيزيس بمركز محمود مختار الثقافى بالجزيرة وذلك فى إطار مبادرة «فرحانين بالمتحف الكبير ولسه متاحف مصر كتير» التى أطلقتها وزارة الثقافة برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة.
وتأتى هذه المبادرة بوصفها أحد البرامج التى أطلقتها وزارة الثقافة، بهدف تعزيز ارتباط المصريين بتراثهم الثقافى والفني، وترسيخ الشعور بالهوية المصرية عبر إعادة تسليط الضوء على ما تمتلكه مصر من متاحف وقيمة حضارية فريدة، وتشجيع المشاركة المجتمعية فى الفعاليات الثقافية والفنية التى تنظمها المتاحف المصرية، وتعميق الوعى بأهمية الدور الذى تلعبه باعتبارها جسورا تربط المصريين بتاريخهم العريق، وتغرس الانتماء من خلال الاحتفاء بموروثهم الإنسانى والحضاري.
ويقدّم المعرض، الذى تنظمه الوزارة بالتعاون بين قطاع الفنون التشكيلية والجمعية المصرية للكاريكاتير، مجموعة واسعة من الرسومات التى تحتفى بافتتاح المتحف المصرى الكبير، وتعكس بلمسات ساخرة وراقية فرحة المصريين والعالم بهذا الحدث.
وتطرح الأعمال رؤى فنية مبتكرة تبرز دور المتاحف القومية فى صون التراث وتعزيز الهوية بوصفها فضاءات حيّة تحفظ الذاكرة وتتيح للجمهور تفاعلًا مباشرًا مع تاريخه، ويتزامن المعرض مع الدورة الخامسة لعيد الكاريكاتير المصري، تأكيدًا لأهمية هذا الفن وتشجيعًا لجيل الشباب، وتقديرًا لإسهامات روّاده ودور الكاريكاتير فى مناقشة القضايا المجتمعية.
وأكد الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، أن هذا النشاط يجسّد حالة الزخم الثقافى التى تعيشها مصر احتفاءً بافتتاح المتحف المصرى الكبير، الذى أصبح أحد أهم الصروح الثقافية على مستوى العالم، موضحًا أن المعرض يأتى ضمن خطة القطاع الهادفة إلى إبراز أهمية المتاحف ودورها التنويري، وتسليط الضوء على ما تمتلكه مصر من رصيد ثرى من المتاحف الثقافية والفنية والتاريخية والقومية والنوعية، إلى جانب غرس قيم احترام التراث والحفاظ على الهوية المصرية من خلال تعزيز الوعى بأهمية مقتنيات هذه المتاحف.
وشدّد «قانوش»، على اهتمام القطاع بفن الكاريكاتير بوصفه أحد الفنون القادرة على تبسيط المفاهيم الثقافية وخلق تواصل حى مع الجمهور عبر لغة بصرية مؤثرة وسهلة الوصول.
وفى هذا السياق، أوضح الفنان مصطفى الشيخ، رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير، أن الدورة الخامسة من عيد الكاريكاتير تخصص مساحة واسعة لتكريم الفنان الكبير أحمد طوغان، أحد أبرز روّاد الكاريكاتير فى مصر والوطن العربي، وصاحب البصمة الفنية التى مزجت بين الوعى السياسى والإنسانى وقدّمت رؤية ساخرة راقية شكّلت علامة فارقة فى الصحافة الفنية.
وأكد «الشيخ»، أن تكريم «طوغان» هو احتفاء بتاريخ طويل أثْرى الذاكرة البصرية، ورسّخ مكانة الكاريكاتير كفن قادر على تقديم قراءة نقدية للمجتمع بأسلوب يجمع بين البساطة والعمق، معتبراً أن هذا الفن يلعب دورًا مهمًا فى توجيه الرأى العام وإثارة النقاشات حول قضايا الناس.
من جانبه، أكد الفنان فوزى مرسي، قوميسير المعرض، أن النسخة الحالية تأتى بطابع استثنائي، حيث يضم المعرض أكثر من 150 عملًا فنيًا موزعة على محورين رئيسيين الأول يقدّم بورتريهات كاريكاتيرية لطوغان تُبرز تأثيره الفنى ومكانته لدى أجيال من الفنانين، بينما يعرض المحور الثانى أعمالًا لرسامين من 35 دولة تعبّر عن احتفاء العالم بافتتاح المتحف المصرى الكبير بوصفه حدثًا ثقافيًا عالميًا يتجاوز الحدود الجغرافية.
وأشار إلى أن الأعمال المشاركة تعكس تنوعًا بصريًا وفنيًا لافتًا، إذ تجمع بين النقد المرح، والفلسفة الساخرة، والطرح الإنساني، بما يمنح الجمهور تجربة غنية تُبرز قدرة الكاريكاتير على تناول القضايا الكبرى بلغة فنية جذابة قريبة من الناس، مؤكدًا أن فن الكاريكاتير، بما يمتلكه من قوة تعبيرية وبساطة فى الوصول إلى المتلقي، يُعد أداة فعّالة للتوعية والتعبير عن هموم المجتمع وتقديم رسائل رصينة فى إطار فنى مرح وساخر.










