الأحد 14 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

معبر رفح.. «شوكة» فى حلق نتنياهو

وسط الأكاذيب الإسرائيلية حول مصير معبر رفح، يبقى القرار المصرى والرد الواضح ثابتًا، مع التمسك الراسخ برفض تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، ما يؤكد أن الادعاءات المضلّلة من جانب الاحتلال ليست سوى تصريحات تهدف إلى نشر الأكاذيب، لا سيما فى ظل الجهود المكثفة والمتواصلة لإدخال المساعدات وحماية الحقوق الفلسطينية دون السماح للكيان الصهيونى بتنفيذ مخططاته الاستعمارية.



السفير معتز أحمدين، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة سابقًا، يقول فى تصريحات خاصة لـ «روزاليوسف»: إن إسرائيل تصعّد فى كل مرة مع دولة مختلفة سواء مصر أو سوريا عندما تريد شيئًا فى المقابل، وفى الوقت نفسه تواصل إسرائيل الضغط حتى يلين الطرف الآخر، وهو ما لم تجده مع الدولة المصرية التى تظل قراراتها ثابتة وواحدة لن تتغير، ولن يؤثر الضغط الذى تمارسه إسرائيل على مصر من تصريحات مزيفة أو أخبار كاذبة، مؤكدًا أن أسلوب الاستفزاز ليس جديدًا على دولة الاحتلال، لكن القاهرة تعلم كيفية التعامل مع هذه الأساليب بشكل احترافى، وتدرك أن معبر رفح شوكة فى حلق نتنياهو.

ويحذّر اللواء محمد عبدالمنعم، الخبير الاستراتيجى، من استمرار الاحتلال فى ألاعيبه الخبيثة التى من شأنها تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسرى لسكان قطاع غزة، مؤكدًا أن الاحتلال يعلم جيدًا أن المنفذ الوحيد من خلال معبر رفح، واصفًا التحركات الإسرائيلية الأخيرة بشأن «معبر رفح» بأنها «فخ سياسى وتصريحات خبيثة» تهدف إلى توريط مصر وتصدير الأزمة إليها أمام المجتمع الدولى.

الخبير الاستراتيجى يشير إلى أن الجانب الإسرائيلى هو من يحتل المعبر من الجانب الفلسطينى ويسيطر عليه عسكريًا منذ مايو 2024، بعد أن دمّر مرافقه والطرق المؤدية إليه، ما يجعله «أرضًا محتلة» وفق القانون الدولى، مؤكدًا أن الحديث الإسرائيلى عن السماح للسكان بالعبور دون ضمان عودتهم مناورة مكشوفة لفرض أمر واقع جديدا، وأن مخطط التهجير اصطدم منذ اللحظة الأولى بـ«الخط الأحمر» المصرى، والرفض القاطع لأى سيناريوهات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار.

من جانبه، يقول جمال نزال، المتحدث باسم حركة فتح: إن مزاعم إسرائيل بفتح معبر رفح باتجاه واحد للخروج من غزة فقط تعنّت إسرائيلى لتنفيذ سيناريو التهجير، فى الوقت الذى تستمر فيه الدولة المصرية يومًا بعد يوم فى نفى كل الأكاذيب الإسرائيلية التى من شأنها تنفيذ مخطط التهجير الذى فشلت فى تنفيذه طوال العامين، بل تسعى مصر إلى فضح مزاعمها أمام الرأى العام العالمى بأنها تحاول تمرير مخطط التهجير بأساليب ملتوية، معتبرًا أن النفى المصرى يحمل دلالة وتأكيدًا جديدًا على ثبات موقف القاهرة الرافض لتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، ويأتى ذلك فى إطار سياسة المكاشفة باعتبار أن مصر ليس لديها ما تخفيه، وأن كلمتها واحدة فى الغرف المغلقة والعلن.

«نزال» يشير إلى أن أكاذيب نتنياهو وجيش الاحتلال محاولة لتصدير فشله وأزماته الداخلية إلى مصر، مستخدمًا ملف معبر رفح كورقة ضغط»، مؤكدًا أن ثبات الموقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية لن يتغير، فالقاهرة كانت ولا تزال تعمل على إدخال المساعدات وحماية الحقوق الفلسطينية، منوهًا إلى أن نتنياهو يعيش ظروفًا داخلية معقدة تتعلق بملف العفو وقضايا الفساد، إضافة إلى فتح جبهات متعددة فى غزة والضفة ولبنان لصرف الانتباه عن أزماته.