فى دورته الـ «23».. لا محاذير على موضوعات صالون الشباب الفنية
سوزي شكري
أكد الدكتور صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية أن الفترة التاريخية التى تمر بها مصر اليوم مؤثرة على فكر الفنان، وقال: ما نمر به من حالات أحيانا تكون متناقضة ومتعارضة أو متوافقة مع الواقع، مما سيعمل على تشكيل الحالة المزاجية للفنان التشكيلى المصرى، خصوصاً الشباب باعتبارهم أصحاب الثورات فى كل الميادين، ونحن كقطاع للفنون ليس لدينا أى توجهات ممنوعة ولم يصلنا أى تحذيرات على الموضوعات الفنية، فالصالون هذا العام يحمل عنوان ( اتجاهك )، بمعنى من أنت؟ وما هى خصوصيتك الفنية والفكرية؟ ولأن الإبداع لا ينضج بدون الحرية الكاملة إلا أنها من المفروض أن تكون حرية مسئولة، لا تؤذى أو تجرح مشاعر الآخر، نوجه النقد الموضوعى بأدواتنا الفنية دون أى تطاول حتى لا يفقد النقد قيمته الإيجابية، فنحن مع الفنون الاحتجاجية والاعتراضية والثورية نحترم كل الآراء والاتجاهات، لكننا فى غنى عن أى ابتذال فى الفن التشكيلى.
وأضاف المليجى: جديد الصالون هذا العام يبدأ بطرح الاستمارة على الانترنت، فهو لغة العصر ولا نستطيع تجاهله، وهذا الطرح قلل من التكلفة وإهدار المال، وذلك لما كان يعانيه القطاع من تكلفة طباعة آلاف الاستمارات مما كان يستنزف أموالا كثيرة، أما بالنسبة للفنانين فالطرح الإلكترونى يعد تطويراً وتحديثاً لطريقة المشاركة مثلما يحدث فى الفعاليات الدولية والتى تتم فيها المشاركة من خلال الانترنت، وأيضا توفيرا لجهد فنانى المحافظات وحصولهم على الاستمارة بطريقة أسهل.
وقال الدكتور ياسر منجى قوميسير عام صالون الشباب: إن الصالون يعد أهم فعالية فنية فى الحركة التشكيلية، فمن خلالها يمكنا قراءة الحركة الفنية التشكيلية والنحتية وفنون الميديا لنتعرف على توجهات واتجاهات الشباب، ووجود «التيمة» المعتادة للفعالية الفنية التى تكون تحت عنوان مسابقة مثل صالون الشباب اعتبرها «شبح» يطارد الفنان ويعوق إبداعه الفكرى والتقنى والموضوعى، لذلك اختارنا هذا العام أن تكون التيمة «اتجاهك أنت وحدك»، وهذه التيمة تعنى منح الفنان جميع الحريات بدءًا من الموضوع وصولاً إلى التقنية وأساليب المعالجة، فاتجاه الفنان هو الاستقلالية التامة ولا منع لأى موضوع، والفيصل فى التقييم هو معيار الجودة على أساس الكفاءة والخصوصية والفردية فى الموضوع والتقنية، وغيرها من القيم الفنية والجمالية والفكرية، وقيم أخرى سوف تحددها لجنة الاختيار والفرز والتحكيم.
وأضاف منجى: اخترنا تعدد وتنوع الاتجاهات لأن هذا التعدد يسهم فى استمرار الحيوية الثقافية، وضمان استمرار الحوار الإبداعى، ومن يمكنه أن يغفل دور ما مضى من اتجاهات الفن ومدارسه وأساليبه فى إثراء الذائقة الإنسانية وما كان لها من فضل على ظهور ما نشهده حالياً من اتجاهات جديدة، قد نختلف مع بعضها وقد نتحمس لبعضٍ آخر، لكنها تظل فى النهاية حتمية التاريخ وقوانينه التى تقضى بالتعدد والتنوع وتحقق الديمقراطية الفنية.
وتابع منجى: لا نقبل أى قيود على الفن من أى جهة، لأن حرية الفن من حرية الفنان، من يملك أن يمنع فناناً من تقديم عمل فنى يشكل له عقيدته الفنية، كما نريد إزالة رواسب وتراكمات سنوات مضت من تقديم أعمال كان يقال أنها تتفق مع بالفكر المؤسسى للمسئول، واطمئن الفنانين الشباب أنه لا يوجد ما يسمى الفكر المؤسسى، ونحن لا نميل لأى توجهات فنية معينة، ونرفض أى مزايدات أو دخولنا فى حوارات بعيدة عن الفن ولا نقبل مغازلة السلطة على حساب قيم الفن، الفن أولا وأخيرا، ولا أحزاب فى الفن، ومن خلال هذه الدورة نرسى تقليداً جديداً، تمثل فى إهدائها شرفياً إلى روح أحد الفنانين الشباب الراحلين، فجعلناها هذا العام إهداء لفنان الجرافيك «نحميا سعد» (1912 – 1945)، الذى كانت حياته القصيرة الشقية نموذجاً فريداً، ونأمل أن يستمر هذا التقليد مع الدورات القادمة، لنساهم فى توثيق وإنعاش الذاكرة الفنية.
وعن وجود ناقد فنى قوميسير لصالون الشباب لأول مرة قال «منجى»: هذا الدور تأخر كثيرا مما تسبب فى غياب دور الناقد الفنى الموازى للإبداع، لكننا كنقاد سعداء جدا باستراتيجية رئيس القطاع الجديدة بوجود ناقد فى كل الفعاليات، وهو ما قدمه القطاع مؤخرا من خلال إصدار كتابات متميزة للزملاء المحترمين من النقاد مثل كتابى (السنابل المضيئة – الدراسات النقدية)، فينبغى تمثيل النقاد فى كل اللجان الفنية المصاحبة لفعاليات التشكيليين، كلجان التحكيم، لجان المقتنيات، وغيرها، لتوثيقها أو لرصد إيجابياتها وسلبياتها.
وأوضح منجى أن ما يحدث فى أى فعالية من رفض بعض الأعمال الفنية أمر معتاد وليس جديداً، وقال: كم من أعمال رفضت من لجان وقبلتها لجان أخرى، وهذا لا يعنى أن اللجان الأولى أخطأت ولكنها وجهات نظر نقدية لابد وأن تحترم، وأنا على يقين من أن شبابنا الفنانين سوف يقدمون عرس ديمقراطياً تشكيلياً.