إذا أردته مبدعًا.. اترك طفلك يختار هوايته

كتبت - علياء أبوشهبة
تحرص الأمهات على تعلم أبنائهن الكثير من المهارات سواء الفنية أو الرياضية وفى سن مبكرة، لكن كثرة هذه النشاطات لا تؤدى بالضرورة إلى نتيجة إيجابية.
تحرص ندى مجدى، المحاسبة فى إحدى الشركات الخاصة على إعداد جدول للأنشطة لأبنائها مع بداية الإجازة الصيفية يشمل أنشطة فنية ورياضية، بعضها تعتبره استغلالا جيدًا للوقت أثناء انشغالها بعملها، والبعض الآخر يستمر باقى اليوم، وهو ما تعتبره أفضل استغلال لفترة الإجازة الصيفية.
شغل أوقات الأطفال
قالت رنا ممدوح، سيدة منزل: إنها تحرص أن تكون الإجازة الصيفية فرصة لحفظ القرآن وتعليمه وأيضا تعلم مهارات جديدة منها اليوسى ماس الذى يقال إنه يساعد على زيادة القدرات الحسابية للطفل.
فيما يشعر المهندس خالد زغلول، بالملل من تبدل رأى أبنائه بالنسبة لشغفهم وتعلقهم بممارسة أى موهبة أو نشاط، لدرجة دفعته إلى إجبارهم على ممارسة رياضة كرة اليد التى كان يحب ممارستها فى طفولته، وهو ما لم تتقبله ابناؤه فى البداية ثم اعتادوا على ممارسة هذه الرياضة.
وفى المقابل قالت فريدة كريم، التى لم تتجاوز عامها الثانى عشر: إنها تشعر بالملل من ضغط أسرتها لممارسة نشاطات فى الصيف ترهقها فى حين أنها فترة الراحة التى لا تحصل عليها بسبب رغبة والديها فى شغلها أثناء وجودهم فى العمل.
وتفضل جنى مدحت ممارسة الرياضة أو تعلم الموسيقى بشكل غير منتظم، لأن الالتزام بمواعيد الدروس والتمرينات يرهقها، وقالت: إن والدتها توصلها يوميا باستثناء الإجازة الأسبوعية إلى مكتبة مصر فى الجيزة وهو ما تعتبره مملا.
ضرر فرض النشاط
من جانبها أكدت دكتورة ليلى كرم الدين، أستاذ علم النفس بمعهد دراسات الطفولة فى جامعة عين شمس، أن مواظبة الطفل على ممارسة هوايته المفضلة، يخرج ما بداخله من طاقة، لكن بشرط كشفها عن ما بداخله من إبداع، وهو ما يلزمه تجنب فرض نشاط معين على الطفل، بأن يختار بنفسه رياضته المفضلة.
وقالت دكتورة ليلى كرم الدين لـ«روزاليوسف» إن قيام الأم بشغل وقت أطفالها بممارسة أكثر من هواية فى نفس الوقت، يجعله بعيدا عن التميز فى أى من هذه النشاطات، ولن يتمكن حتى من تحقيق التفوق الدراسى، لذلك من الأفضل التركيز على هواية واحدة أو نشاط واحد حتى لا يصاب بالتشتت.
اكتشاف موهبة الطفل ونشاطه المفضل يأتى من خلال ملاحظة ما إذا كان يمتلك أذنًا موسيقية أو متميزًا فى الرسم أو غيرها من الأنشطة، وذلك عبر إتاحة الفرصة له لتجربة نشاطات متنوعة، وإعطائه الفرصة لإبداء رأيه، والتحاور معه.
أما عن استخدام الطفل للكمبيوتر، له قواعد خاصة، تحددها دكتورة ليلى قائلة استخدام الطفل للكمبيوتر فى سن مبكرة يرفع من مستوى قدراته الذهنية، وذلك بعيدا عن سلبياته، التى يمكن التغلب من خلال وضع قواعد مكتوبة يتم الاتفاق عليها مع الطفل وتتضمن تحديد وقت معين للاستخدام مع مشاركة الوالدين فيما يمارس من أنشطة، وينصح بإغلاق المواقع الإباحية.