الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أطلس تطلق الرواية الصينية «بائع الدم» بعد ترجمتها إلى العربية

أطلس تطلق الرواية الصينية «بائع الدم» بعد ترجمتها إلى العربية
أطلس تطلق الرواية الصينية «بائع الدم» بعد ترجمتها إلى العربية




 صدر حديثا عن أطلس للنشر الرواية الصينية العالمية «بائع الدم» بعد ترجمتها إلى العربية، تحكى الرواية باختصار حياة بطل الرواية (شيوسان قوان)  خلال فترة الخمسينات والستينات من القرن العشرين، منذ أن كان شابًا يعمل بمصنع الحرير بالمدينة (التى لم يسمها يوهوا فى الرواية، وإن كانت الرواية تدل على أنها إحدى مدن جنوب الصين القريبة من شنغهاى)، وفى زيارة له لجده فى الريف، يعرف من عمه فجأة الطريق إلى بيع الدماء، ليبدأ مشواره مع بيع الدماء لكسب المال الذى يعينه بداية على الزواج  ممن أحب وتأسيس بيت بالمدينة،
والرواية للروائى الصينى يوهوا المولود فى 3 أبريل 1960 بمدينة خانغجوو جنوب الصين، تخرج من كلية طب الأسنان، ومارس مهنة الطب خمس سنوات قبل أن يتفرغ للكتابة التى بدأ مشواره معها فى عام 1983، أبدع عددًا من الأعمال فى مجال القصة والرواية والمقالة، من أهمها روايات: «مناجاة تحت المطر» (1991)، «على قيد الحياة» (1992)، «مذكرات بائع الدماء» (1995)، «الأشقاء» (2005) و«اليوم السابع» (2013) وغيرها من الأعمال، ترجمت أعماله إلى أكثر من عشرين لغة أجنبية، بدأت ترجمات أعماله بعد سنوات قليلة من بداية مشواره الإبداعى، نشرت أول ترجمة لروايته «على قيد الحياة» عام 1992 إلى اللغة الألمانية فى نفس العام التى صدرت فيه باللغة الصينية، لتتوالى بعدها ترجمات أعماله إلى العديد من اللغات العالمية، فى حين تتأخر ترجمات يوهوا إلى العربية كحال غيره من رواد الأدب الصينى المعاصر حتى عام 2015 (بصدور الترجمة العربية لروايته ذائعة الصيت «على قيد الحياة» عن سلسلة إبداعات عالمية المجلس الوطنى للثقافة والفنون الآداب).
يوهوا: أحد الروائيين البارزين من جيل الرواد الذى يضم أديب نوبل مويان وسوتونغ وآخرين، تؤكد الدراسات المعنية بتلقى الأدب الصينى وترجماته خارج الصين، إلى أن كاتبنا يوهوا ومويان يعدان أكثر الأدباء الصينيين الذين تتمتع أعمالهم بانتشار وترجمات متعددة خارج الصين، وهو أيضًا أحد أهم الكتاب الصينيين المعاصرين الذى حصلوا على جوائز عالمية فى مجال الإبداع الأدبي، حصل على جائزة «جرينزان كافور» الإيطالية (1998) و«وسام الفنون والآداب بدرجة فارس» من فرنسا (2004) و«جائزة الإسهام المتميز فى الكتاب الصيني» (2005) وغيرها من الجوائز المحلية والعالمية.
ويوهوا أحد الكتاب المعاصرين الذين ساروا على نهج المؤسس لوشون رائد الأدب الصينى الحديث (1886-1936) فى الاهتمام بالواقع الصينى وقضايا الإنسان العادى وصراعه من أجل العيش، رافعًا راية التحدى للتقاليد الصينية القديمة، مع تميز أعماله بأسلوب الواقعية النقدية والسخرية أو ما يعرف بالكوميديا السوداء التى يعد يوهوا من أهم روادها فى الأدب الصينى المعاصر، فهناك وجه شبه واضح بين قصة «الدواء» (1919) البديعة للرائد لوشون ورواية «مذكرات بائع الدماء» (1995) ليوهوا.
سيرًا على درب المؤسس لوشون، نجد تأثر يوهوا الواضح بالفلسفة الغربية والوجودية على وجه التحديد، فى تصوير صراع الإنسان العادى فى الواقع المعاصر من أجل البقاء على قيد الحياة، من خلال الربط بين معاناة وواقع شخوص أعماله والواقع الأليم والشقاء الذى يعيشه الإنسان الصينى بل والإنسان بوجه عام، أو كما قال يوهوا «الإنسان لا ينفصل عن أمته والعصر الذى يعيش فيه، والكمال يتحقق بنجاحنا فى التعبير عن العوالم الداخلية لهذا الإنسان بكل صدق».
«مذكرات بائع الدماء» والتى نشرت لأول مرة عام 1995، ثانى أهم عمل ليوهوا بعد رائعته «على قيد الحياة»، وثانى عمل يترجم له إلى العربية.