الجمعة 1 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شبهة السنة غير محفوظة مثل القرآن الكريم (1)

شبهة السنة غير محفوظة مثل القرآن الكريم (1)
شبهة السنة غير محفوظة مثل القرآن الكريم (1)




فى كل يوم نعرض لأحد الشبهات الواردة عن السنة النبوية أو الرسول صلى الله عليه وسلم ونعرض الرد الوافى لها من الأزهر الشريف واليوم نعرض لشبهة ان السنة غير محفوظة مثل القرآن الكريم.
ورد إلى الأزهر ادعاء بان السنة غير محفوظة مثل القرآن الكريم، وقال إن  الادعاء  بأن السنة لم يحفظها الله كما حفظ القرآن؛ فهذه دعوى كاذبة مجردة من البرهان والحجة، فما دليله على ذلك؟ ربما هو يستند إلى قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (9) (الحجر)، حيث اقتصر فهمه على أن المراد بكلمة الذكر فى الآية هو «القرآن الكريم» فقط، والحقيقة أن ما وعد الله به من حفظ الذكر لا يقتصر على القرآن وحده، بل المراد به شرع الله ودينه الذى بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو أعم من أن يكون قرآنا أو سنة، وإذا رجعنا إلى الكتب المتخصصة نجدها تعدد معانى الذكر التى وردت فى القرآن، فقد وردت كلمة «الذكر» فى القرآن اثنين وخمسين مرة، ولها معان كثيرة؛ فهى تأتى بمعنى القرآن، وبمعنى الرسالة والشريعة، وبمعنى الحفظ، وبمعنى السنة، وبمعنى التذكرة، وبمعنى الشرف، وبمعنى العبادة... إلخ». وفى ذلك نقل صاحب كتاب «بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز» عن أحد العلماء قوله: «ذكر الله الذكر فى القرآن على عشرين وجها، وفيها الذكر بمعنى رسالة الرسول».
وما يدل أيضا على أن الله - عز وجل - قد تكفل بحفظ الشريعة كلها: كتابها وسنتها قوله عز وجل: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبـى الله إلا أن يتـم نـوره ولـو كـره الكافرون (32) (التوبة)، ونور الله: شرعه ودينه الذى ارتضاه للعباد وكلفهم به وضمنه مصالحهم، والذى أوحاه إلى رسوله - من قرآن أو غيره - ليهتدوا به إلى ما فيه خيرهم وسعادتهم فى الدنيا والآخرة.
إذن فالمعنى المناسب «للذكر» فى قوله عز وجل: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (9) هو رسالة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بصفة عامة بما فى ذلك الكتاب والسنة، وذلك أن القرآن والسنة وحى من الله عز وجل، ولم يكن النبى - صلى الله عليه وسلم - ليقول شيئا من عنده: (إن هو إلا وحى يوحى (4) (النجم). فلماذا يتكفل الله تعالى بحفظ القرآن، ولا يتكفل بحفظ السنة مع أن كليهما وحى من عنده سبحانه وتعالى؟!