السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حشيش وبانجو و40ألف لتر بنزين و3 آلاف أسطوانة غاز بـ6




وجهت وزارة الداخلية خلال فترة وجيزة لا تزيد على شهر واحد فقط ضربة موجعة للخارجين على القانون واستطاعت تنفيذ  25 ألف حكم قضائى فى 6 محافظات فقط هى الغربية وكفر الشيخ والجيزة وأسيوط والمنيا وسوهاج واستطاعت القبض على 21 من الهاربين من السجون خلال فترة أحداث ثورة 25 يناير كما ضبطت أجهزة الأمن 144 كيلو بانجو فى محافظات الجيزة وكفر الشيخ فى حين وصل رصيد محافظات الصعيد من البانجو المضبوط إلى 158 كيلو فى أسيوط وسوهاج والمنيا، كما ضبط 238 قضية سلاح متنوعة ما بين السلاح الآلى والرشاشات والجرينوف والفرد الخرطوش والكلاشنكوف وتم ضبط 27 ألف طلقة متعددة الأحجام والأنواع كما تم ضبط 118 هاربا من أحكام بالسجن تزيد على 25 عاما وتم ضبط أكثر من 250 مسجل خطر و66 تشكيلا عصابيا ما بين عصابات لخطف الأطفال لطلب فدية وعصابات لسرقة السيارات
 
نجحت الحملات فى ضبط أكثر من 300 سيارة مسروقة خلال هذه الفترة فقط وجاءت محافظة المنيا فى المركز الأول فى عدد الحوادث والخارجين على القانون تليها أسيوط ثم كفر الشيخ والجيزة ثم سوهاج والغربية وقد شهدت المحافظات الـ6 أكثر من 14 حملة أمنية شارك فيها أكثر من 5 آلاف ضابط وجندى وصف ضابط على مراحل متعددة ومختلفة تم خلالها تمشيط الظهير الصحراوى لتلك المحافظات بحثا عن الخارجين على القانون والهاربين من أحكام وكذلك ضبط مزارع البانجو خاصة فى المناطق الواقعة شرق النيل فى المنيا وسوهاج وأسيوط كما تمكنت الحملة من ضبط أكثر من 40 ألف لتر بنزين مهربة وثلاثة آلاف أسطوانة غاز مهربة فى المحافظات الست وأكدت الحملة للمرة الأولى استجابة الأهالى لهذه الحملات بشكل كبير ومنهم من شارك وساعد أجهزة الأمن فى القبض على الخارجين على القانون.
 
 
المنيا
 
وقد سجلت محافظة المنيا أعلى معدل للجريمة فى المحافظات الثلاث سواء فى حوادث القتل أو الخطف أو السرقة أو فى قطع الطرق حيث سجلت المحافظة خلال ثلاثة أشهر أكثر من 43 حالة قطع طريق كان أغلبها فى معركة سمالوط وشهدت خلال ثلاثة أشهر أيضا 17 حادث خطف لطلب فدية كان أقربها الحادث الذى وقع فى مدينة سمالوط عندما اختفى طفل وابن عمته وتبين لأجهزة الأمن أن الخاطف هو والد الأول ومعه ثلاثة آخرين وقام بهذه الحيلة لابتزاز شقيقته وزوجها بالإضافة إلى حوادث سرقة السيارات وحوادث إطلاق النار وكم الأسلحة والذخيرة التى ضبطت فى المنيا فى الشهور الثلاثة وعدد الجرائم البشعة التى وقعت فيها كان آخرها قيام أمين شرطة بقتل أطفاله الثلاثة عن طريق لدغات ثعبان الكوبر لتخلصه منهم لشكه فى نسبهم إليه.
 
 
أسيوط
 
 
أما فى أسيوط فكانت حوادث القتل والتعدى على الأراضى الزراعية وحيازة الأسلحة هى الأكثر شيوعا خلال الشهر الماضى فقد استطاعت أجهزة الأمن ضبط 28 قطعة سلاح فى أسيوط وضبط ثلاث عصابات تقوم بتهريب الأسلحة من ليبيا عبر الطريق الصحراوى الغربى وضبطت أجهزة الأمن أكثر من 40 كيلو بانجو مع عدد من العصابات المتخصصة فى ذلك كما قامت أجهزة الأمن بحملة مكبرة لإزالة التعدى على الأراضى الزراعية أسفرت عن إزالة أكثر من ثلاثة آلاف حالة تعد على أملاك الدولة وأزالت أجهزة الأمن الاشغالات عن الطرق حتى تستطيع فتح الشوارع والطرق وقد شهدت أسيوط خلال الشهر الماضى 13 حادث قتل أخذا بالثأر أو الخلافات بسبب الجيرة وهو ما يحدث أيضا فى محافظة سوهاج التى تشهد توترا كبيرا بين عائلاتها مما جعل تجارة السلاح فيها رائجة، وتم ضبط 12 تشكيلا عصابيا تخصص فى تجارة وبيع المخدرات بكل أنواعها.
 
 
السويس
 
 
البلطجى... لم تعد صفة تطلق على الخارجين على القانون فى السويس ولكنها أصبحت الآن مهنة يحترفها الكثيرون ويتزايد الإقبال عليها بسبب البطالة التى يعانى منها أغلب الشباب وتحول الخارجون على القانون فوق القانون.. ينشرون الفساد فى المدينة.. عاهدوا أنفسهم على إسقاط الأمن والأمان وإرهاب وإفزاع المواطنين بالإضافة إلى مشاجرات دامية فى شوارع الأحياء الشعبية والفقيرة ناهيك عن تجارة المخدرات علنًا بالشوارع نداءات واستغاثات المواطنين للشرطة فاقت كل الحدود حتى أصبح البعض يصف السويس بأنها أصبحت (جمهورية البلطجة والخارجين على القانون).
 
 
تعيش مدينة الغريب حاليًا حالة من الفوضى والانفلات فى غياب الأجهزة الرقابية حيث سيطر البلطجية والمسجلون خطر والعاطلون عليها بتأجير مساحات من أراضى الشوارع للباعة الجائلين فى صورة إتاوات يتم دفعها لهم يوميًا حتى الباعة الجائلين والبلطجية كل ميادين وشوارع السويس وخاصة ميدان الأربعين حيث يفترش الباعة بضائعهم بعرض الشارع فى مشهد يتكرر يوميًا دون أى حسيب أو رقيب وغياب تام لإدارة شرطة المرافق التى لم تبدأ عملها حتى الآن وما بين بلطجية يسيطرون على تلك ميادين وشوارع السويس ويديرونها فى نشاطات غير مشروعة، ولم يعد يمر يوم إلا وتنشب مشاجرات بين الباعة الجائلين فى سباقهم على حجز أماكنهم فى تلك الميادين والشوارع وسقوط عشرات القتلى والجرحى بين الباعة الجائلين وأصحاب المحلات بسبب أماكن الفرش والتى استخدمت فيها الأسلحة النارية وكشفت حملات الجيش والشرطة فى هذه المناطق عن تواجد أعداد كبيرة من الأسلحة النارية والآلية لدى هؤلاء الباعة إلا أن محاولات القضاء عليهم لم تفلح وأصبح البلطجية هم المتحكمين فى هذه الميادين.
 
كما شهدت المدينة انتشار البناء بدون ترخيص فى حماية البلطجية بناء عشوائيا من مافيا المقاولات فهناك شوارع بالكامل تم هدمها وإعادة بناء عقارات مخالفة تتعدى الـ10 طوابق دون مراعاة لسلامة قاطنى تلك العقارات وهو ما حدث فى حى السويس حيث تسبب برج سكنى تم بناؤه بمعاونة البلطجية إلى تصدع كل المبانى المحيطة له وهدم ثلاثة منها فضلا عن هدم سور إحدى المدارس القريبة له (مدرسة الفرنسيسكان) وسقوط سقف إحدى الغرف فيها مما اضطر المسئولين إلى تهجير مئات الطلبة وتوزيعهم على مدارس أخرى وتشريد عشرات الأسر وترك البناء ليقوم صاحبه بأعمال التشطيبات تحت حماية وسطوة البلطجية بينما تم تهجير الطلبة والأسر كما لو كان هناك كارثة حدثت بالمنطقة.
 
 
كما استغل البلطجية الموسم الصيفى واستولوا على شواطئ السويس ومتنزهاتها على الكورنيش الجديد والقديم ومنطقة الخور وحتى الشاطئ العام وشواطئ ملك شركات سياحية وملك الدولة وقاموا ببناء الأكشاك والكافيتريات ومطاعم أسماك وأكشاك لبيع المشروبات الغازية فى ظل عجز المحافظة عن مواجهة أعمال البلطجة المنتشرة بالمدينة.
 
 
كما تم الاستيلاء على أكثر من 52 كافيتريا بآخر منطقة الكورنيش الجديد والتى كان من المفترض دخولها مزاد علنى إلا أن البلطجية أقاموا مزادهم الخاص وفتحوا المحلات بل وقام البعض منهم بتأجيرها واكتفت الأجهزة المعنية بالأحياء السكنية بتوجيه اللوم على البلطجية بكلمة (عيب يا جماعة) واكتفت بالتحذير الشفوى فى حملاتها كما استغل بعض التجار الجشعين أن مديرية التموين بالسويس خارج الخدمة وقاموا بزيادة أسعار السلع الغذائية والتحكم فى السلع الأساسية بأسواق المدينة وانتشرت المواد الغذائية الفاسدة واختفت أسطوانة البوتاجاز والسولار والبيع أصبح من خلال السوق السوداء وكل هذا يتم تحت حماية البلطجية وكأنها حلت محل الشرطة فى حمايتها وأوامرها واحتلالهم لقسم شرطة الأربعين أعطاهم الحق فى اتخاذهم لهذا الدور.
 
وحدث ولا حرج لمافيا الميكروباصات الذين احتلوا الشوارع الرئيسية بالمدينة وأصابت فوضى الميكروباصات شوارع المدينة بالشلل التام لعدم الالتزام بخط السير وعندما حاولت شرطة المرور اتخاذ موقف جاد معهم قام البلطجية بقطع الطريق بالإطارات المشتعلة حتى عاد الوضع كما هو مرة أخرى وقام عدد كبير من البلطجية من الاستيلاء على مئات الأفدنة الزراعية ملك الدولة وتبرير أجود الأراضى الزراعية بالقطاع الريفى بالسويس تحت حماية قبضة البلطجية.
 
وحتى نستطيع أن نرصد سطوة البلطجية وحرافيشهم على شوارع السويس فيجب أن نعلم أنواعهم وتسعيرة كل بلطجى فيهم فهناك (البلطجى التصادمى وهو غشيم لا يعى ما يفعل) و(البلطجى العائد للجريمة ونشاطه زائد على الحد ليعوض ما فاته) و(البلطجى المباغت وهو سريع التعامل بالسلاح) و(البلطجى الذى يعمل مع مجموعات وآخر يعمل منفردا) و(البلطجى الفشنك الذى يرسل رسائل تهديد فقط) و(البلطجى العضلات الذى يعلن عن رجولته وإثبات وجوده فيرتكب العديد من الجرائم العلنية والمروعة) أما أحدث المسميات فى عالم البلطجية فهو (بلية) وهو البلطجى المستجد وهناك (رمى البلى) وهو الذى يفتعل إصابات بجسده لإرهاب من أمامه ويتم استخدامه مع قوات الشرطة وهناك (البوب) وهو متخصص فى مقاومة السلطات وأيضًا (النواقص) وهم (البودى جارد) وهو بلطجى يستخدم للتباهى والتفاخر وتأجيره بـ200 جنيه فى اليوم وهناك (إتاوات) وهو بلطجى فرض السيطرة والإتاوة الشهرية.. وأيضًا هناك (جنازة) وهو الذى يصر على القتل حتى لو كانت مهمته لاتستدعى ذلك.
 
أما عن أسعار البلطجية فى السويس فقد ارتفعت إلى ضعفين أو ثلاثة عن العام الماضى بسبب الأحداث التى تمر بها البلاد.. والمقاومة تتم مع رئيس البلطجية وتبدأ من 10 آلاف جنيه لتصل إلى 300 ألف جنيه وقد تزيد إذا كانت المسألة تتطلب استيلاء على أراض بالسلاح وحراستها أو عقارات ونعود للأسعار التى يحصل عليها البلطجى من معلمه نظير تنفيذ المهام المختلفة وتعد بمثابة يومية يحصل عليها البلطجى بينما المعلم يحصل على (المقاولة) بالكامل وغالبًا يكون الدفع مقدمًا لضمان إكمال المهمة. فالبلطجى (البساريا) يحصل على 50 جنيهًا فى اليوم وهو لايزال فى فترة التدريب أما البلطجى بآلة حادة فيتقاضى حتى 500 جنيه والبلطجى مستخدم السيراميك أو الطوب 400 جنيه فى اليوم أما بلطجى المولوتوف فيتقاضى ألف جنيه والبلطجى الذى يستخدم السلاح الآلى 2500 جنيه يوميًا والبلطجى الذى يستخدم فرد الخرطوش 1200 جنيه وبلطجى سرقة المحال يتقاضى 350 جنيهًا فى العملية أما البلطجى الذى يتنكر فى زى المنتقبات فيتقاضى 100 جنيه وبلطجى القتل يتقاضى 8 آلاف جنيه والضرب بدون إصابة 500 جنيه والضرب بجرح نافذ «2500 جنيه» والبلطجى إفساد الندوات أو المؤتمرات «500 جنيه» وخطف الأطفال «3 آلاف جنيه» وبلطجى قطع الطريق العام «1400 جنيه» البلطجى «المغيب» وهو متعاطى المخدرات باستمرار «350 جنيهًا» والبلطجى «البالع للموس» 250 جنيهًا أما بلطجية مهاجمة الأقسام وتهريب السجناء «1400 جنيه» أما بلطجى «تحليق وتشفيط» سرقة بالإكراه «500 جنيه» وعلى مستوى «المرأة» أصبحت التى تحترف البلطجة والتى عادة تكون من أسرة «مسجلة» وتحترف المهنة إما بالوراثة أو بالزواج من «بلطجى» ويطلق عليها (العياشة) والأكثر شهرة فيهم (أم أدهم وصباح وشر الطريق وفضة) وتبدأ أسعارها من «1400 جنيه» لعملية الردح وافتعال مشاجرة أما «الفضيحة» فتصل إلى «500 جنيه» وأحيانًا «ألف» حسب الشخصية التى ستتعرض للفضائح والتحرش الجنسى «1400 جنيه» وتقوم المرأة بجميع أعمال الرجل البلطجى.
 
 
الداخلية
 
وقد صرح مصدر أمنى بوزارة الداخلية بأن هذه الحملات لن تتوقف وستشمل جميع المحافظات لعودة الأمن وأن وزارة الداخلية وضعت على عاتقها إعادة الانضباط إلى البلاد مرة أخرى وقد شهد الجميع بأن الأمن بدأ يتعافى بالفعل واستطاع الأمن أن يسترد أكثر من 60٪ من عافيته بل أكثر من 70٪ فى عدد كبير من المحافظات والدليل على ذلك أن حوادث السطو على البنوك أو على سيارات الأموال تراجعت بشكل كبير وكذلك عمليات السطو على السيارات وعمليات الخطف وكذلك تجارة السلاح والتى ساعد على ترويجها عمليات التهرب التى تتم عن طريق الحدود الغربية للبلاد وتحديدا فترة قيام الثورة الليبية.
 
وأضاف أن عددا كبيرا من الضباط والصف والجنود من وزارة الداخلية استشهدوا فى هذه المواجهات مع الخارجين على القانون وهو دليل على أن الداخلية مصممة على عودة الأمن إلى الشارع المصرى.