الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفنانون يؤكدون: حبس عادل إمام عودة لعصور الظلام




 
حالة من الجدل فجرتها محكمة جنح الهرم التى أيدت حكم حبس الفنان عادل إمام 3 شهور وكفالة 100 جنيه، بعد أن أدانته بالإساءة إلى الإسلام فى أكثر من عمل سينمائى ومسرحى، من بينها «حسن ومرقص»، و«عمارة يعقوبيان»، و«الواد محروس بتاع الوزير»، و«مرجان أحمد مرجان»، و«طيور الظلام»، و«الإرهاب والكباب»، و«الإرهابى»، ومسرحيتى «الزعيم»، و«شاهد ماشفش حاجة»، فما رأى الوسط الفنى فى ظاهرة محاكمة الفنانين بأثر رجعى؟

 
فى البداية قال عبدالجليل الشرنوبى المنسق العام لجبهة الإبداع المصرية، أن الجبهة ستعقد اجتماعات عاجلة مع الفنان عادل إمام من جهة، والأعضاء فيما بينهم من جهة أخرى للبحث عن رد مناسب يكفل حرية الفن والإبداع، مؤكدًا أن حرية الفنان اتفقنا واختلفنا معه سياسيًا تبقى الأصل الذى يجمعنا، ويوحدنا، ويدفعنا لخوض معارك نذود فيها عن حق الفنان فى أن يعبر، ولا يمكن أن تكون وسائل مراجعة المبدع قمعية بأى شكل من الأشكال.
 
وأضاف: أكن للقضاء المصرى كل التقدير والاحترام، لكن أحكامه محل نقاش من قبل أهل الاختصاص فى دوائره المختصة، ومن هذا فإن الحكم الصادر بحبس الفنان عادل إمام بدعوى ازدرائه للأديان تعد خروجًا عن السياق العام الذى تحياه الأوطان، واعتداءً على حريات كفلها للإنسان جميع الشرائع السماوية والدساتير الإنسانية.
 
كما أصدرت الجبهة بيانًا أكدت فيه كامل تضامنها مع الفنان عادل إمام ضد التهم الموجهة إليه التى لا نرى فيها إلا تربصًا واجتراءً لصرف أنظار المبدعين عن قضايا أمتهم المصيرية، وقالت إنها ستعمل على تصعيد القضية قانونيًا فى الداخل والخارج، إضافة إلى أنها بصدد دراسة الموقف مع الفنان عادل إمام لتحديد الوسائل التى يتم فيها التعبير عن التضامن معه، حتى نضمن عدم تكرار هذه المواقف، وعاشت حرية الإبداع، ولتسقط كل رايات التخلف والتقييد والتكفير.
 
ومن جانبه قال المخرج داود عبدالسيد: لم أشاهد أى أعمال أساء فيه الفنان عادل إمام للدين الإسلامى، ورد فعلى على هذا الحكم أنه لا يوجد فى أى مكان قانون يحكم على الأعمال الفنية، ولو بالفعل هناك قانون فلابد أن يتم تغيير هذا القانون فورًا، لذا فمن واجب مجلس الشعب أن يتصرف فى هذا الموقف ويقوم بإصدار بيان عاجل يؤكد فيه على حرية الإبداع وحرية التعبير، وعلى هذا البيان أن يؤيد عادل إمام وحقه القانونى فى التعبير عن آرائه.. وتابع عبدالسيد: يجب على الأدباء والمثقفين من الشعب المصرى أن يجتمعوا للبحث فى كيفية الرد على هذا القانون، كما يجب تشريع قانون يتم التأكيد فيه على حرية الإبداع وإن لم يخرج هذا القانون للنور فإننا أمام معركة كبيرة سنقاتل من أجلها بكل ما نملك وأى مساس بحرية الإبداع سنتصدى له.

 
وأبدت الفنانة سميرة أحمد حزنها الشديد تجاه تأييد الحكم بحبس عادل إمام ثلاثة شهور بتهمة ازدراء الدين الإسلامى، واعتبرت هذا الحكم صادمًا لها.
 
وأضافت سميرة: صحيح أن هذا الحكم سيتم استئنافه لكنه فى النهاية حكم قضائى بحبس مبدع له تاريخه بحجم عادل إمام، ولا يمكن محاكمة فنان على أدوار قدمها منذ سنوات بعد أن وافقت عليها الرقابة وسمحت بخروجها للجمهور وبالتالى ليس من حق أحد أن يعترض عليها، وكلامى لا يعنى الاعتراض على أحكام القضاء ولكنى أعترض على أساس هذه القضية، وإذا كان الإسلاميون يعاقبون عادل إمام على أعماله التى حفرت مكانها فى أذهان العالم العربى كله، فلماذا لم يبنوا لى تمثالا عندما قدمت فيلم «الشيماء»؟
 
وأشارت سميرة إلى أنها لا تستبعد أن يتم رفع قضايا ضدها هى وكل الفنانين بحجة أن أعمالهم تسىء للقيم والمبادئ طالما أن أعمال عادل إمام تسىء للإسلام.
 
وعن موقف نقابة المهن التمثيلية تجاه تأييد الحكم أكد سامح الصريطى وكيل النقابة أنه سيتم انعقاد اجتماع عاجل الجمعة المقبلة لأعضاء مجلس النقابة سيكون على قمة أولوياته هذا الحكم.



 
وأشار الصريطى إلى أن النقابة ستبذل أقصى طاقتها للدفاع عن حرية الإبداع والمبدعين مؤكدًا أن أى قرار ستأخذه النقابة سيكون نابعًا من دعمها للفنانين ولا يعنى الاعتراض على أحكام القضاء، حيث أن أى مبدع يقدم عملاً فنيًا لا يعبر عن نفسه أو صناع العمل، وإنما يعبر عن ضمير أمة بأكملها وأن هذا الحكم لن يتسبب فقط فى إشاعة الذعر بين الفنانين وإنما سيتسبب فى ذعر الشعب المصرى كله.
 
ونادى السيناريست بشير الديك بضرورة تحرك النقابات الفنية الثلاث والفنانين مبكرًا تجاه هذا الحكم لمنع تغول التيار الإسلامى الذى يقف وراء هذه القضايا ضد المبدعين، وإلا سنتحول إلى صورة أخرى من طالبان وقال: بعد أن تخلصنا من نظام فاسد استمر 30 عامًا كيف نعود إلى الوراء 300 عام وإذا كانت وثيقة الأزهر اعترفت بالمبدعين فلماذا يرفض التيار الإسلامى الاعتراف به؟
 
مؤكدًا أن الدستور يجب أن يتضمن حقوقنا حتى لا يخرج أى شخص ويرفع قضايا تطالب بمحاكمة الفنانين بأثر رجعى عن أعمالهم.
 
وأضاف الديك أن قضية عادل إمام مؤشر خطير لشىء قادم خاصة أن هناك قضايا مرفوعة ضد مبدعين آخرين مثل وحيد حامد ولينين الرملى، مما سيفتح الباب أمام ظاهرة جديدة لمحاكمة الفنانين ووضعهم فى قفص الاتهام.

 
وبانزعاج شديد أكدت الفنانة معالى زايد أن هذا الحكم يمثل ضربة قوية للفن المصرى والفنانين وقالت: لم أكن أتوقع أن تصل الأمور لهذه الدرجة خاصة أنه ليس من المنطقى أن يحاكم الفنان على عمل فنى قدمه منذ سنوات وهذا لم يحدث فى أى دولة من العالم سواء الدول المتقدمة أو حتى دول العالم الثالث، فمن العيب أن يخرج مثل هذا الحكم فى بلد بحجم مصر، والتى تعتبر هى الدولة الأولى فى مجال الفن فى الوطن العربى، ومن الصعب أن يتم قمع الفن لهذه الدرجة فى بلد الفن.
 
وأضافت: هذه القضايا تجعلنى مصابة بالقلق لأنه ليس من المستبعد أن أجد نفسى متورطة فى مثل هذا النوع من القضايا، وعلينا أن نرى مثل هذه الجماعات تقوم برفع قضايا على الفنانة الراحلة تحية كاريوكا أو محمود المليجى وغيرهم من رموز الفن العظيم.. ومن جانبه أبدى المؤلف المسرحى لينين الرملى استياءه الشديد من هذه القضية خاصة أنه ضمن أسماء الفنانين التى رفعت ضدهم نفس الدعوى القضائية وعلق قائلاً: دائمًا أؤكد أننا مازلنا نعيش فى القرون الوسطى، فما حدث مع عادل إمام مسألة غير مسبوقة فى العملية الفنية على مستوى العالم، ولا أعتقد أن هناك قضية رفعت على ممثل بالعالم لهذا السبب، ليس هذا فحسب فالأعمال التى ذكرت ضد عادل إمام مثل فيلم «الإرهابى» و«شاهد ما شفش حاجة» و«حسن ومرقص» هى نصوص وأعمال سبق وأجازتها الرقابة على المصنفات الفنية ولاتزال تعرض بالتليفزيون المصرى حتى هذه اللحظة.
 
وبالتالى فعادل إمام ليس مسئولا بمفرده، وإذا كانت هناك مسئولية حقيقة فهناك رقابة ووزير ثقاقة ورئيس وزراء ومؤلف ومخرج، فهل كل هؤلاء كانوا يزدرون الأديان وقت موافقتهم على هذه الأعمال الفنية، كما أن المسئولية فى النهاية تقع على المؤلف والمخرج طالما العمل خرج إلى النور والممثل يكون بعيدًا تمامًا عن هذه المشكلة.
 
وتساءل لينين: إذا كان عادل إمام يزدرى الأديان فكيف بنى هذه الجماهيرية العريضة من الشعب المصرى والعربى مع العلم أن أعماله الفنية عرضت فى أشد الدول العربية تزمتا.
وأكد لينين أن عادل إمام كان يحارب فى أعماله الإرهاب لأنه جريمة مثل جرائم تجارة المخدرات وغيرها لكننى فى النهاية أعتقد أن هذه القضية وهذا الحكم يفتح الباب لأشياء غريبة مثل المطالبة فيما بعد بإلغاء مشاهد لمن يشرب الخمر فى الأعمال الفنية.
 
واختتم لينين كلامه متسائلاً: هل سيسكت الجمهور على هذا الحكم ضد عادل إمام أم سنكتشف أن له مؤيدين مثل أنصار أبو إسماعيل.