الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كيف أصبح الأهلى غريباً فى بيته؟!

كيف أصبح الأهلى  غريباً فى بيته؟!
كيف أصبح الأهلى غريباً فى بيته؟!




كتب - ماجد غراب

ليلة حزينة عاشتها جماهير الكرة  الأهلاوية والمصرية عقب نهاية المباراة التى جمعت بين الأهلى بطل مصر والترجى بطل تونس بالتعادل الإيجابى بهدفين لكل منهما فى لقاء الذهاب بدور الثمانية  لبطولة  دورى الأبطال  الأفريقى.
تلك النتيجة التى وضعت ممثل الكرة المصرية فى ورطة حقيقية وجعلته مهددًا بالخروج الأفريقى قبل خوضه للقاء العودة السبت القادم على ستاد رادس والذى يحتاج فيه الأهلى الفوز بأى نتيجة  لمواصلة المشوار الأفريقى  فى الوقت الذى يكفى  فيه الترجى التعادل السلبى على أقل تقدير لبلوغ الدور  قبل  النهائى وهو يلعب على أرضه ووسط جماهيره.
لكن كل هذه المعطيات لن تجعلنا  نفقد  الأمل فى إمكانية تأهل البطل المصرى   خاصة أنه سبق وفعلها من قبل مرتين على حساب الترجى وتأهل لنهائى دورى الأبطال 2001  من استاد المنزه  وفى 2012 عندما حقق لقب البطولة ذاتها بالفوز على الترجى 1/2 إيابًا  عقب التعادل 1/1 ذهابا بستاد برج العرب وهو نفس ملعب اللقاء الأخير  الذى شهد تفاوتًا واضحًا فى أداء نادى القرن الأفريقى  خاصة بعدما لاح للاعبيه العديد من الفرص التى كانت كفيلة  بقتل المباراة فنيًا مبكرًا  حال استغلالها بشكل أمثل.
لكن الثنائى أحمد الشيخ ووليد أزارو أضاعا  على الأهلى فرصة التقدم بهدف فى الخمس دقائق  الأولى  وفرصة أخرى  لتعزيز الهدف الأول الذى سجله عبد الله السعيد من ركلة جزاء احتسبت  للمهاجم المغربى وليد  أزارو  الذى عابه إهدار الكثير  من الأهداف  السهلة أمام المرمى  رغم تحركاته  الواعية وهو ما جعله يتعرض لانتقادات لاذعة مع تكرار فشله فى حل أزمة العقم التهديفي التى عانى منها الأهلى فى الكثير من المباريات ولم يشفع له لدى النقاد أو الجماهير  تسببه فى ركلة الجزاء الأولى وتسجيله  هدف التعادل الثانى بعدما وضح أنه يفتقد لحاسة التهديف وللخبرات التى تؤهله لقيادة الهجوم الأحمر الذى غاب تمامًا  بعد ربع الساعة الأولى من اللقاء  ليفرض الترجى سيطرته على باقى فترات الشوط الأول للدرجة التى جعلته يستحوذ على الكرة فى هذا الوقت   بنسبة   70% مقابل 30% للنادى الأهلى مما سهل من مهمة الترجى فى إدراك هدف التعادل سريعا بعد خطأ دفاعى ساذج  للاعبى الأحمر الذى أكتفوا بمشاهدة فرجانى ساسى يمرر الكرة برأسه داخل منطقة الست ياردات للمهاجم  التونسى طه ياسين الخنيسى الذى وضعها  بسهولة  داخل  الشباك.
واستمر ضغط الترجى حتى نهاية الشوط الأول ومع بداية الشوط الثانى.
وطوال هذه الفترة شعر الجميع بأن الأهلى أصبح غريبًا فى بيته وعلى ملعبه ووسط جمهوره  وبدأ يلعب بأسلوب دفاعى  ويعتمد على الهجمات المرتدة مع إلزام  الظهيرين  بعدم التقدم فى أسلوب مشابه لطريقة الأرجنتينى هيكتور كوبر المدير الفنى لمنتخبنا الوطنى الذى يتعرض لانتقادات  لاذعة بسببه  بجانب قيامه بالتغييرات  كرد فعل  لتقدم المنافس أثناء المباراة بغض النظر عن  أهدافه منها. وهو ما فعله حسام  البدرى المدير الفنى للأهلى  والذى دخل فى بداية  الشوط الثانى بنفس حسابات الشوط الأول  إلى أن فوجئ بتقدم الترجى المباغت  من ضربة حرة مباشرة  بتسديدة  غيلان  شعلالى التى أخطأها بغرابة  شريف إكرامى حارس الأهلى الذى حملته  الغالبية العظمى  من الجماهير  مسئولية  النتيجة التى انتهت إليها  المباراة  برغم نجاحه فى التصدى للعديد من الكرات الصعبة والهجمات  الخطيرة  لنادى الترجى  الذى بالغ الأهلى فى احترامه تكتيكيا  داخل الملعب ووضح تماما ذلك مع التغييرات الهجومية التى أجراها البدرى  بالدفع بوليد سليمان وصالح جمعة وعماد متعب على التوالى بدلًا  من أحمد الشيخ وحسام عاشور  وجونيور أجايى  ليدرك  الأهلى هدف التعادل بعد نزول سليمان وصالح جمعة الذى كان يحتاجه الفريق  منذ البداية فى التشكيلة الأساسية  التى لا يزال  يشارك بها عبد الله السعيد رغم حالة الإجهاد التى يعانى  منها اللاعب  منذ فترة ليست بالقصيرة .
لكن قناعات البدرى بالسعيد تعطيه دائمًا  الأفضلية، ونفس الأمر بالنسبة للاعبى  الوسط المدافع عاشور والسولية وكل منهما لا يستطيع حتى الآن تعويض رحيل الكابيتانو  بتمريراته  وفاعليته  الهجومية  التى يمتاز بها هشام محمد العائد  مؤخرًا  للقلعة الحمراء ورغم ذلك لم يحصل على أى فرصة مع الفريق رغم  قيده فى القائمة الأفريقية وحاجة الفريق فنيا لجهوده داخل المستطيل الأخضر والذى أفتقد  فى فترات كثيرة  لتقدم أحمد فتحى فى الجانب الأيمن وعلى معلول فى الجانب الأيسر  والأخير أصبح أدائه يمثل لغزًا كبيرًا خاصة مع تألقه اللافت ضمن صفوف نسور قرطاج مع منتخب بلاده ما يزيد علامات الاستفهام  حول اللاعب وحسام البدرى الذى لم يستطع بعد الاستفادة من قدرات معلول خاصة فى الشق الهجومى وهو ما ظهر واضحًا مع تراجع أداء الترجى فى نهاية المباراة  وانخفاض معدل اللياقة البدنية بصورة واضحة لكن الأهلى لم  يستطع فى النهاية استغلال  هذا التراجع فى أداء الترجى والذى كاد يخطف الفوز فى النهاية من خطأ آخر لإكرامى لكن الدفاع تدخل لإنقاذ الموقف  ليخرج الترجى بتعادل ثمين من برج العرب  انتظارا لموقعة العودة التى لن تكون بأى حال من الأحوال سهلة لأى من الفريقين فى ظل الخبرات الكبيرة التى يتمتع بها المارد الأحمر  وتجعله قادرًا على تحقيق نتيجة  إيجابية  فى رادس  رغم  الأفضلية التى تعطيها نتيجة مباراة الذهاب  على أرض الواقع للترجى التونسى.