الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المهمة.. حماية الـوطن أو الشهادة

الرئيس يشهد الاحتفال بعيد الشرطة الـ 68.. ويضع إكليلًا من الزهور على النصب التذكارى لشهداء الداخلية



 

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، الاحتفال بعيد الشرطة الـ 68، بمقر أكاديمية الشرطة فى القاهرة الجديدة، بحضور رئيس مجلس النواب على عبدالعال، ورئيس مجلس الوزراء د.مصطفى مدبولي، والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ووزير الداخلية اللواء محمود توفيق، وعدد من الوزراء، والإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وأعضاء المجلس الأعلى للشرطة، وكبار رجال الدولة.

بدأ الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وعقب ذلك تم عرض فيلم تسجيلى حول بطولات ونضال وتاريخ الشرطة المصرية منذ القدم، وتحدث عن بطولات الشرطة فى عام 1952 عندما وقف رجال الشرطة يوم 25 يناير أمام أقوى الجيوش ليحمى مدينة الإسماعيلية وأهلها، ورفضوا الاستسلام وفى عام 1956 وعلى طول معارك القناة وقف رجال الشرطة لحماية الوطن وشعبه. وأوضح الفيلم التسجيلى، أنه فى عام 1973 كان رجال الشرطة يؤمنون الجبهة الداخلية، وفى الثمانينيات والتسعينيات تصدت الشرطة للإرهاب بقوة وشراسة، وقدمت شهداء لحماية مصر وشعبها، وقامت الشرطة المصرية بدور عظيم فى مواجهة جماعات الشر أيضا وانتصر الشعب المصرى فى النهاية. وعقب الفيلم التسجيلى، تم عرض فقرة فنية غنائية بأداء المطرب مصطفى حجاج والفنانة هبة مجدى بصحبة عدد من الأطفال، ثم قدم مجموعة من الأطفال فقرة غنائية وطنية فى حب مصر، وبعد ذلك قدم مجموعة من الفنانين فقرة فنية وغنائية عن بطولات وتضحيات شهداء الشرطة وأسرهم، عرض خلالها صور لشهداء الشرطة، وقصص بطولاتهم، منها قصة الشهيد البطل العميد وائل طاحون مفتش مباحث الأمن العام، وزوج ابنته الشهيد البطل معاون قسم النزهة الرائد ماجد عبدالرازق. بدوره، قال عاطف وائل طاحون نجل الشهيد وائل طاحون والطالب بكلية الشرطة «إن لديه عزيمة وإصراراً لمواصلة كفاح وبطولة والده وزوج شقيقته الشهيدين، ثم قام بتقديم التحية لأسرته، كما قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بمصافحة أسرة الشهيد العميد وائل طاحون. وعقب ذلك، تم عرض فيلم تسجيلى لحصاد عام ماضٍ من الجهود والإنجازات الأمنية لوزارة الداخلية، أشار إلى نجاح الخطط الأمنية فى دحر فلول الإرهاب وتوجيه ضربات استباقية فاعلة للتنظيمات الإرهابية، كان أبرزها إحباط مخططات لقيادات جماعة الإخوان الإرهابية الهاربة بإحدى الدول، من أجل الإضرار بمقدرات الدولة الاقتصادية وتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية بالبلاد. كما استعرض الفيلم الجهود الأمنية فى مواجهة الجريمة الجنائية فى شتى صورها ومختلف أنماطها من خلال استهداف البؤر الإجرامية شديدة الخطورة، أبرزها منطقتا بحيرة المنزلة والسحر والجمال، والقضاء على 65 من العناصر شديدة الخطورة فى تلك البؤرة، وكشف غموض الجرائم المختلفة، مما أدى إلى انخفاض معدلات ارتكاب الجرائم بنسبة 6.5%، مقابل ارتفاع نسب الضبط من 95% إلى 97%، عن العام الماضي. ولفت الفيلم أيضا إلى جهود الوزارة فى إحباط محاولة دخول أكثر من طنين من مخدر الهيروين إلى داخل البلاد على إحدى السفن بالبحر الأحمر، ومحاولة أخرى لتهريب 3 أطنان من مخدر الحشيش، كما استعرض الفيلم جهود الشرطة فى التصدى إلى جرائم الهجرة غير الشرعية وضبط التشكيلات العصابية القائمة عليها، وتأمين قرارات الإزالة للمتعدين على أراضى الدولة، ومكافحة الفساد والرشوة والاختلاس والتزيف وتزوير العملة وجرائم التهرب الضريبى والجمركى. عقب ذلك، عرض فيلم تسجيلى بعنوان (المهمة)، والذى يعكس المحاكاة الواقعية لدور وطنى يقوم به مجموعة من أبطال قوات مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية، الذين يستمدون قوتهم فى مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة من قوة الحق، ويبذلون من أجل هذا ليس من حياتهم فحسب بل حياتهم نفسها لينالوا شرف الدفاع عن أمان المواطن وأمن الوطن. وتناول الفيلم مجموعة (البلاك كوبرا) وقوات الدعم، لمتابعة ورصد القيادات الإرهابية التى تقوم بالتخطيط لعمليات إرهابية وتفخيخ الأماكن الحيوية، والتى أودت بحياة المدنيين، وكيفية القبض على تلك القيادات والقضاء عليها، وأشاد الفيلم بأداء قوات مكافحة الإرهاب وقدراتهم الخاصة وبطولاتهم العظيمة فى القضاء على العناصر الإرهابية والاستشهاد فى سبيل الله والوطن. فيما قدمت مجموعة من قوات مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، ووعدوه بأن رجال الشرطة قادرون على حماية الشعب المصري، الذى يعد أمانة فى أعناقهم، مؤكدين أنهم جاهزون وعلى أعلى مستوى من التدريب والتسليح فى أى وقت وفى كل مكان وبدعم من الرئيس السيسى والشعب المصري، لمواجهة من يهدد أمن أى مصرى، لافتين إلى أن رجال مكافحة الإرهاب يقدمون أرواحهم فداء لمصر. وأضافوا: «نردد مثلما قال الرئيس السيسى فى وقت سابق (إن من سيقترب من مصر سنمحيه من ظهر الأرض)»، ثم  ألقى الملازم أول محمد أشرف خليل، قصيدة شعرية بعنوان «اسمعينى يا بلادى». وبعد ذلك، قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بتكريم عدد من شهداء ضباط الشرطة، حيث تسلم أهالى الشهداء أوسمة التكريم، كما قام الرئيس بتكريم عدد من ضباط الشرطة ومنحهم أنواط الامتياز من الدرجة الأولى والثالثة. ثم ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، كلمة خلال الاحتفال، قال فيها: «فى يوم من أيام العزة والكرامة والوطنية، تمتزج فيه مشاعر الفخر بتضحيات رجال هانت عليهم أنفسهم، ولم يهن عليهم وطنهم، فقاتلوا وصمدوا، وضربوا أروع الأمثلة فى الذود بالروح والنفس، دفاعًا عن شرف الوطن، وإعلاًء لقيمته العليا، التى سكنت داخل نفوسهم واستقرت داخل ضمائرهم»، مضيفًا: «ومع شعورنا بالفخر الذى يعلو جبين أمتنا، يتنامى لدينا إحساس بأن جينات الصمود وسمات البطولة، متأصلة ومتوطنة، تنبت بها الأرض المصرية الطيبة، أجيال وراء أجيال، فالملحمة التى سطرها السابقون من رجال الشرطة البواسل، يوم الخامس والعشرين من يناير عام 1952، ستبقى محفورة فى وجدان وذاكرة الأجيال المتعاقبة من أبناء هذه الهيئة الوطنية الموقرة، الذين يعيدون صياغة التاريخ، للحفاظ على أمن الوطن واستقراره». وتابع: «إن عيد الشرطة ليس يومًا مقصورا على رجالها فحسب وإنما هو عيد لكل المصريين، فأبناؤها لم يكونوا منفصلين فى يوم من الأيام، عن آمال الوطن وآلامه، وهم أيضا جزء من نسيجه الوطنى، كما أنه فرصة لاستعادة الذكريات، وتدبر المعانى والقيم الأصيلة والنبيلة، الراسخة فى قلب المجتمع المصرى، والتى يأتى فى مقدمتها الولاء والانتماء المطلق لمصر أرضا وشعبا، هذه القيم التى تعرضت خلال السنوات الماضية لمحاولات مستميتة من قبل أهل الشر ومن يعاونهم للقفز عليها والنيل من ثوابتها طمعا فى تنفيذ مخططاتهم وأهدافهم الخبيثة فى القضاء على أسس ومبادئ الدولة الوطنية، لكن الله سبحانه وتعالى، يسخر دائما لهذا الوطن من أبنائه من يقف حائلا أمام أطماع الطامعين، وتآمر المتآمرين». وقال الرئيس: «إن التاريخ سيتوقف طويلا بإعجاب أمام التجربة المصرية النابعة من قوة الإرادة وصلابة وعزيمة شعب مصر الأبى الذى أدرك بحسه الوطنى أن مستقبله لن يبنيه أحد غيره، فصبر وتحمل قسوة إجراءات اقتصادية غير مسبوقة فى ظل أوضاع إقليمية ومحلية غير مستقرة، ولكنه مضى فى طريقه رافعا شعار نكون أو لا نكون»، موضحًا: «لقد رأى العالم أجمع كيف تحولت مصر فى أعوام قليلة إلى واحة من الأمن والاستقرار، كما تحقق على أرض مصر من إنجازات اقتصادية ونهضة عمرانية ستكون مرتكزا للانطلاق نحو بناء الدولة المصرية الحديثة التى يسودها العدل وتعلو فيها قيمة الإنسان المصري، فتحية لكل امرأة مصرية حافظت على بيتها وكانت ظهرًا وسندًا لعائلتها وتحية لكل رجل مصرى قاهر المستحيل وواجه الشدائد والمحن وتحية لشباب مصر الواعد وقود الوطن وذخيرة مستقبله». واستطرد السيسى: «يتواكب اليوم مع ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير بمطالبها النبيلة لتحقيق سبل العيش الكريم للمواطن المصرى، ولا يفوتنى أن أتوجه بتحية تقدير واعتزاز لأبناء شعب مصر العظيم فى هذه المناسبة الغالية، متطلعين لاستكمال مسيرة البناء والتنمية لنوفر لمصر وشعبها واقعًا جديدًا ومتطورا، متابعًا: «إن ما تخوضونه «رجال الشرطة» من حرب شرسة بالتعاون مع أقرانكم من رجال القوات المسلحة البواسل ضد الإرهاب الأسود سيظل محل تقدير واعتزاز منى ومن جميع أفراد شعبنا العظيم، فالمهام المقدسة والتضحيات الجسام لا يستطيع حمل أمانتها إلا رجال أشداء يدركون جيدا قيمة الانتماء الوطنى فأنتم أبناؤه الأوفياء ومصدر فخره وعزته، وأن مصر تتطلع إليكم وإلى دوركم الرائد فى حماية الوطن من كل شر». وأضاف: «مرة أخرى تحية لكم فى يوم عيدكم، وتحية لشهدائنا الأبرار الذين تطوف أرواحهم حولنا تزهو بعزة وكرامة بمنزلتها العليا فى الدنيا والأخرة، كل عام وأنتم بخير ومصر العزيزة الغالية فى تقدم وازدهار دائما وأبدا، تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى، قد وضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى لشهداء الشرطة بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة الـ 68 برفقة وزير الداخلية اللواء محمود توفيق وعقب وضع الإكليل عزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطنى لجمهورية مصر العربية.