الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى ذكرى رحيله الـ43الضيف أحمد مايسترو ثلاثى أضواء المسرح




تواجده بالحياة والفن كان أشبه ما يكون بالضيف.. من أدق التعبيرات التى أطلقها أصدقاء «الضيف أحمد» عنه فى ذكرى وفاته، فبالرغم من قصر عمره الفنى إلا أن هذا الرجل ترك بصمة لا تنسى فى قلوب الجميع حتى أن أصدقاءه فى فريق ثلاثى أضواء المسرح قرروا حل الفريق بعد وفاته لصعوبة استبداله بشخص جديد، فضلا عن حالة الحزن الشديدة التى تركها فى قلب سمير غانم وجورج سيدهم، وفى قلوب محبيه الذين تحدثوا عنه فى لهفة وشوق وكان على رأسهم الفنانة لبنى عبدالعزيز التى قالت: كان صديقًا لشقيقى.
 


 
 
لبنى عبدالعزيز: كان سيصبح الكوميدان الأول فى مصر لولا رحيله
 
 إن علاقتها بالضيف لم تقتصر فقط على العمل وإنما كانت علاقة قوية جدًا أشبه بالعائلية فبالاضافة إلى أنه كان صديقًا مقربًا جدًا لشقيقها تقول عنه: كنا نعتبره فردًا من عائلتنا وكنت بمجرد أن أراه أضحك فهو كان دائم الابتسامة خفيف الظل يستطيع أن يحول أى موقف إلى كوميديا حتى هيئته كانت تدل على أنه كوميديان بارع: فهو كان يقدم كوميديا غير مبتذلة يستطيع اخراج الضحكة من قلب من يراه بعيدًا عن الكوميديا المصطنعة التى يستخدم فيها الأجساد وتعتمد على الرقص لاجترار الضحك وذكرت لبنى عبدالعزيز أنها قامت بالعمل معه فى ثلاثة أفلام وهى عروس النيل و«هى والرجال» وأيضا «اضراب الشحاتين» وقالت بمجرد وصوله موقع التصوير كان يسببب حالة من المرح والبهجة.
 
وفى كل موقف يحدث كان يبهرنا بذكائه وبساطته وتواضعه ولذلك تألمت جدًا عندما سمعت بخبر وفاته وكنت اتمنى أن يظل معنا عشرات وعشرات السنين حتى يمتعنا أكثر بفنه.
 
وأنا أعتقد أنه كان سيصبح نجم مصر الأول فى الكوميديا لولا رحيله المفاجئ.. ولكن لاشك أنه أصبح علامة من علامات السينما المصرية ستظل مئات السنين فى قلوب الجميع.
 

 
حسن يوسف: كنت أتفاءل به فى أفلامى والابتسامة لا تفارق وجهه
 
الفنان حسن يوسف اعتبر الراحل الضيف أحمد أذكى عضو فى فرقة ثلاثى أضواء المسرح حيث كان يشترك مع سمير غانم وجورج سيدهم فى كتابة المنولوجات والأفيهات التى كانوا يقدمونها فى أعمالهم سواء فى الحفلات أو المسرحيات أو الأفلام وأنه رغم خفة دمه وبساطة أدائه الذى جعله يدخل القلوب إلا أنه كان شخصاً مثقفاً جداً وواعياً للحركة الفنية فى هذا الوقت الذى كان مليئاً بعباقرة الموسيقى والتمثيل والثقافة لذلك عندما ظهر هو وجورج وسمير قدموا شيئاً جديداً ومميزاً لفت إليه وللفرقة الأنظار.
 
وقال حسن يوسف: شخصية الضيف أحمد أمام الكاميرا لا تختلف كثيراً عن خلف الكاميرا فقد كان يملأ الدنيا مرحاً وابتسامة وافيهات ضاحكة لا تنتهى أثناء التصوير وأنه لحسن حظى اننى عملت معه ومع الثلاثى أكثر من 13 فيلما منها «الزواج على الطريقة الحديثة» و«شاطئ المرح» وعندما كنت أعلم أن الثلاثى موجودون فى أى فيلم أشارك فيه واتفاءل حيث يعتبرونه تيمة حظ لأى عمل وسراً من أسرار نجاحه لذلك عندما توفى الضيف أحمد ظل سمير غانم وجورج سيدهم غير مستوعبين المفاجأة حتى بدأ كل منهم فى شق طريقه واذكر عندما علمت بنبأ وفاته كان ذلك فى مكتب المخرج محمود ذو الفقار الذى كان سيخرج لى فيلماً وعندما دخلت عليه وجدته حزيناً جداً وعندما سألته عن سبب حزنه اتانى بخبر وفاته المفاجئ خاصة أنه لم يكن مريضاً.
 

 
زيزى البدراوى: التسامح والطيبة الشديدة أبرز صفاته
 
أكدت الفنانة زيزى البدراوى أن الضيف أحمد كان بمثابة المايسترو لفرقة ثلاثى أضواء المسرح وكان عقلها المدبر وسر نجاحها ومع ذلك كان انساناً متواضعاً وبسيطاً لأبعد حدود وكان يمتلك قدرة واسعة على التسامح وشديد الطيبة ولذلك بعد وفاته انحل ثلاثى أضواء المسرح وأيضاً ترك حسرة لا تغادر قلوبنا خاصة أن خبر وفاته جاء مفاجئاً لنا لأنه كان فى ريعان شبابه وكان الجميع يتوقع له نجاحاً أكثر مما كان عليه ولكن الضيف كان اسماً على مسمى وذلك لأنه رغم البصمة الكبيرة التى تركها لنا كفنان كوميديان لا مثيل له إلا أن تواجده فى الحياة والفن كان اشبه ما يكون بالضيف.
 
كمال رمزى: لم يستخدم جسمه لإضحاك الناس
 
الناقد كمال رمزى يرى أن سر نجاح الضيف أحمد وفريق ثلاثى أضواء المسرح هو أنهم ظهروا فى العصر الذهبى للفن والثقافة حيث تميزت هذه الفترة باجماع العباقرة عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم ووردة ونجاة وفاتن حمامة وشادية وسعاد حسنى وغيرهم من النجوم كذلك الفرق الموسيقية مثل الفرقة الماسية وفرقة الإذاعة ووسط الأعمال الكلاسيكية ظهر الضيف وفريقه ليغنوا كلمات غريبة على الأذهان والحاناً معتمدة فقط على الطبلة وصنعوا لأنفسهم شخصية مستقلة بعيداً عن الأعمال الكلاسيكية وأثارواً ضجة وقت ظهورهم لدرجة أن كبار المطربين كانوا يطلبون أن يشاركهم فى حفلاتهم ثلاثى أضواء المسرح ليكونوا فاكهة الحفلة.
 
واضاف رمزى أن الضيف أحمد كان يكتب المنولوجات والنكت بشكل جديد عن الذى كان مشهوراً به مثلا شكوكو وإسماعيل يس وهو اشبه بالنقد الساخر للأوضاع السلبية فى المجتمع لكن لم يصل لدرجة الإساءة لرئيس الجمهورية وهذا ليس خوفاً وإنما لأن شخصية مثل عبد الناصر كان يعشقها الجميع.
 
وأشار إلى أن الملامح الشخصية وضآلة جسم الضيف أحمد كان سبباً فى تأهيله لأن يصبح من عباقرة الكوميديا فى مصر ومع هذا لم يكن يستخدم جسمه حتى يضحك الناس وإنما اعتمد على موهبته وهذا يذكره بممثل ايطالى شهير كان يشبه الضيف أحمد فى ملامحه لذلك اعتبره نجماً كبيراً غاب قبل أوانه.