الحصاد المر
روزاليوسف اليومية
مقدمات توصل لنهايات، ووسائل تؤدى إلى غايات، وغرس ينتج حصادًا، تلك أمور بديهية لا تحتاج لحشد أدلة أو براهين.إذا علم هذا: فإن الحراك الاجتماعى ببلادنا - ومن تماثلها وتناظرها - أخرجت إخلاصاً غريبة عن البيان الاجتماعى الأصيل، فمن متسمح بالدين، وسلوكياته المسيئة وتصرفاته المعيبة تناقض ما يردده أو يدعو إليه، تخالف وتناقض مظهره الموحى بتدين إلى تصرفات العنف الفكرى من بذاءات السنة، ولمز وتنابز بالألقاب، وسخرية وشتائم وسباب وخوض فى الأعراض ومعايرة ومعايبة، وصخب فى الشوارع والطرقات وصراخ ووعيد وتهديد!، وإلى العنف المسلح من ضرب وجرح وإتلاف، وتخريب وتدمير! تنسب هذه الهمجيات والممارسات البربرية مع اعتذرنا للقومية البربرية ولكنه مجرد ضرب مثل ـ أن القوم «مسلمون» وعلى نهج «السنة والسلف»، و«شرع الله» سائرون وأن سبيل «التمكين» وصبغ المجتمع بأصول مرشدهم العشرين، بذل النفس والنفيس! لو على أشلاء الدين وحطام المجتمع!، ينضم المشهد المأسوى العبثى «متصوفة» - لا صوفية يغيبون عن الواقع، يعيشون فى أحلام «الوصول» وحكايات الكرامات، والعكوف على مواقد الأولياء! هكذا صارت أمانيهم ومبتغاهم، ومتشيعة تحت ستار «نصرة آل البيت» ينشرون أصولًا تخالف صحيح الإسلام وأبشعها جعل أئمة لهم «عصمة» إلهية فإن لم يكونوا أنبياء فهم إليهم ككيانات أقرب، أو إلى «الباباوات» أشبه!.
أصبح الحليم حيرانًا، ويتعاون الأربعة دون اتفاق مكتوب على ضبغ المجتمع «غثاء سيل» «حفالة شعير» لا يبالى بهم الله عز وجل،لأنهم بالأخبار النبوية الصادقة.. «.. يدعون إلى كتاب الله وهم ليسوا منه فى شيء، يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يقرأون القرآن لا يجاوز حلوقهم.. وفى رواية حناجرهم، تحقرون صلاتكم، وصيامكم إلى صيامهم، يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية» - من عدة أحاديث صحيحة إلى مرحلة صادمة قاب قوسين أو أدنى من غثاء سبل إلى «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء» - غربة الإسلامة. وهكذا أوصلنا أدعياء فيهم الدين، وأوصياء عرضه إلى الحصاد المر «غثاء سبل» و«غربة الإسلام». ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، يارب لانسألك رد القضاء ونسألك اللطف فيه.
أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الازهر الشريف