الجمعة 23 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«فرحانة» المناضلة السيناوية




لم تقف المرأة فى سيناء مكتوفة الأيدى أمام العدوان والاحتلال الإسرائيلي، بل ناضلت ووقفت كتفا بكتف مع الرجال فى تلقين العدو الإسرائيلى درسا قاسيا فى الوطنية، أولى المناضلات السيناويات الست فرحانة حسين سلامة ذات الخمس وثمانين عاما تقضى أيامها الباقية بالشيخ زويد تتذكر ماقدمته لسيناء والذى تصفه بأنه لا شىء يذكر فى مقابل حب الوطن والدفاع عنه، لذلك كان أبسط تقدير لها هو أن منحها الرئيس الراحل أنور السادات وسام الشجاعة من الدرجة الأولى ونوط الجمهورية.
 
بدأت الست فرحانة كفاحها بعد الثلاثين من عمرها بعد ان اضطرها الاحتلال إلى الهجرة إلى القاهرة والإقامة بامبابة، هناك دلتها ابنة عمها على الطريق الصحيح للجهاد ضد العدو الذى سلب منهم أرضهم وشردهم وشرد أولادهم. فكانت بداية رحلات الشتاء والصيف من إمبابة إلى سيناء والعكس، بعد أن دربها رجال منظمة «سيناء العربية» التى أسسها جهاز المخابرات على حمل القنابل وطرق تفجيرها وإشعال الفتيل وتفجير الديناميت ونقل الرسائل والأوامر من القيادة إلى رجال المنظمة الذين أنفقوا الغالى والرخيص لكى تعود سيناء حرة.
 
كانت أول عملية تقوم بها الست فرحانة هى عملية تفجير قطار فى العريش، فقد قامت بزرع قنبلة قبل لحظات من قدوم القطار الذى كان محملاً ببضائع لخدمة جيش الاحتلال وبعض الأسلحة وعدد من الجنود الإسرائيليين. وفى دقائق معدودة كان القطار متفجراً بالكامل.. وتوالت العمليات بعد ذلك وكانت تترقب سيارات الجنود الإسرائيليين التى كانت منتشرة فى صحراء سيناء وقبل قدوم السيارة قامت بإشعال فتيل القنبلة وتركتها بسرعة أمام السيارة التى تحولت فى لحظات إلى قطع متناثرة ومحترقة متفرقة.
 
من أصعب المواقف التى ترويها «فرحانة» أنها كانت تحمل عددا من القنابل مخبأة بطريقة خاصة أحضرتها من القاهرة للتوجه بها إلى العريش لتسليمها للمجاهدين الرجال. وقامت دورية إسرائيلية بتفتيش القارب الذى كانت على متنه مع عدد من زميلاتها، فأحست فرحانة أن تلك اللحظات ستكون الأخيرة فى حياتها. فالمؤكد أن الإسرائيليين سيكتشفون القنابل المخبأة لديها وسينسفون رأسها بإحداها، لكن هدوءها ورباطة جأشها جعلا المفتشة الإسرائيلية تفتشها تفتيشا سطحيا فلم تعثر على القنابل، الأمر الذى أعطاها مزيدا من الثقة والقوة لتكرار هذه المخاطرة أكثر من مرة.