الإمام الأكبر جاد الحق على جاد الحق: الشيخ الفقيه المتمكن والقاضى العادل
روزاليوسف اليومية
الشيخ جاد الحق على جاد الحق ولد فى إبريل عام 1917 بقرية بطرة محافظة الدقهلية تلقى تعليمه بالأزهر الشريف حتى تخرج فى كلية الشريعة والقانون عام 1943 ثم حصل على الشهادة العالمية مع إجازة القضاء الشرعى عام 1945 ثم عين قاضيًا بالمحاكم الشرعية فى 29/1/1946 ثم أمينا للفتوى بدار الإفتاء المصرية ثم قاضيا بالمحاكم العامة فى 1954 ثم رئيسا للمحكمة عام 1971 ثم مفتشا قضائيا بوزارة العدل عام 1974 ثم مستشارا بمحاكم الاستئناف عام 1976 ثم مفتيا للديار المصرية فى 1978 ثم عضوا بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر عام 1980 وعين وزيرا للأوقاف فى إبريل 1984 وقبل أن ينتهى هذا العام اختير شيخا للأزهر كما اختير فى 1988 رئيسا للمجلس العالمى للدعوة والإغاثة.
حصل الإمام الراحل على وشاح النيل عام 1983 ووسام الكفاءة عام 1984 وجائزة الملك فيصل عام 1995، وسافر معظم دول العالم خاصة جميع الدول العربية والإسلامية: المغرب، الجزائر وليبيا والسعودية وباكستان وأندونسيا.
يعد علامة مضيئة فى تاريخنا لأنه تربى على كرسى القضاء فكان الفقيه المتمكن والقاضى المتبحر الذى لا يخشى فى الله لومة لائم، اقتحم الكثير من المسائل والقضايا الحساسة التى كان الكل يهابالاقتراب من ساحتها، احتلت آراؤه وفتاواه ثقة الجميع وذلك لحرصه على الالتزام بالمنهج الإسلامى الصحيح وجاءت أبحاثه الفقهية وآراؤه العلمية ومواقفه المعلنة لتؤكد للجميع أننا أمام عالم من طراز فريد.
للشيخ جاد الحق بصمات بارزة أثناء توليه وزارة الأوقاف كان حريصا على القيام بالزيارات لمدن وقرى مصر ليتعرف على مشاكل الدعاة ويضع الحلول الفورية لها وهو أول من وضع ضوابط لمجالس إدارات المساجد توجيهاته دائما لقيادات الدعوة فى الوزارة افتحوا عيونكم على الأماكن النائية وابعثوا إليها وكان لفضيلته مواقف وكان دائمًا يخاطب الدعاة ويحملهم مسئولية تردى الأوضاع وكانت قضية القدس تشغل كثيرًا من عقله وقلبه وكانت أيضًا قضية الأقليات المسلمة المستضعفة ويقول إن الأقليات تتعرض لمحن قاتلة فهى مستضعفة فى أوطانها مطرودة من ديارها ومساجدها ومدارسها وقد دخل الشيخ معارك عديدة مع المتطاولين علىالإسلام والشريعة الإسلامية باسم حرية الرأى والفكر والإبداع ولم يعبأ بالاتهامات الواهية مدافعا عن الشريعة مؤكدا أن الشريعة جمعت كل مطالب الإنسانية الراشدة وشملت كل سمات العلاقات الدولية.
اهتم بقضايا الشباب وطالب الدعاة بالاهتمام بهم مؤكدا على ضرورة ربط شبابنا وأطفالنا بقضايا الدين ويقول إذ بيننا للشباب حقيقة الدين وترابط العقيدة والأخلاق والسلوك مع العمل وبناء نفوسهم منذ نشأتهم بناء سلوكيا قويا اجتماعيا وثقافيا أحب الفضيلة من أعماقه عازفا عن الرذيلة مبغضا لها واستقام واعتز بدينه وبذاته وباعد بين نفسه وبين كل أساليب الانحراف وأشكاله وكان يطالب الدعاة بأن يوضحوا دور المرأة فى الإسلام وأن الإسلام ضد حبس المرأة فى البيت فالعمل خارج البيت للمرأة ليس ترفيهًا ولا مهنة وإنما حاجة وضرورة وتفرغها لمهمة عظمى يعجز عنها الرجل وتربية الأبناء فالمرأة تعمل إذا احتاجت العملواحتاجها العمل.
أصدر قرارًا بإنشاء 1500 مكتب لتحفيظ القرآن الكريم بالمساجد وتعيين محفظين للقرآن الكريم من خريجى معهد القراءات ووضع الأسس والقواعد لإعداد الدعاة للابتعاث للخارج لتعليم اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والسواحلية والأردية ليستطيعوا أداء رسالتهم فى الدعوة فى مختلف أنحاء العالم.