السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بريد روزا

هلاوس وتدابير شيطانية

تحية وتقدير من القلب لبريد روزا وبعد.. أنا رجل فى العقد الخامس من العمر حاصل على مؤهل فوق المتوسط وأعمل بالتجارة، كنت أعيش بأحد الأحياء الشعبية قبل أن يمن الله علىَّ ويرزقنى من حيث لا أحتسب وانتقل بعد زواجى لحى راقِ بالقاهرة، بينما زوجتى حاصلة على بكالوريوس هندسة، ووالدها رحمة الله عليه كان رجلا صالحًا وجاراً مخلصا، رغم ظروفة المادية الصعبة عرف كيف يربى أبناءه وبناته على التواضع والعطاء والعفاف، لفت نظرى فى ابنته تفوقها الدراسى واعتبرت الارتباط بها فرصة مثالية لتكون خير أم تربى ابنائى، اشترطت عليها عدم مطالبتى بالعمل بعد الزواج وأن تشغل بالها بالبيت والتزاماته وأنا سأجعلها ملكة متوجة على عرشها، لم أقصر معها يوما وهى تعيش معى منذ ١٧ عاما وكل طلباتها مجابة، انعكس ذلك على أبنائنا بفضل الله وتفوقهم الدراسى، كل تلك السعادة التى تعيشها معى زوجتى لا ينقصها إلا  شيء واحد فقط هو إخلاصى لها،، نعم سيدى الفاضل تلك هى المشكلة الكبرى التى تواجهنى الآن، فأنا رجل خائن للأمانة وأعترف بذلك، أدمنت خيانتها مع سيدات الفيس بوك اللعينات بمجموعات تعج بالفجور، والسبب فى ذلك يرجع لوقت الفراغ الكبير الذى أعانى منه فى عملى أو بالمنزل أحيانا، فبعد أن توسعت تجارتى وزاد رأس مالى عينت من يدير أعمالى وفضلت الإشراف من بعيد بدلا من التفرغ التام، لأجد نفسى أسير إرهاصات شيطانية اندمجت بسببها مع هذا العالم، جروبات كثيرة مشبوهة ساقنى إليها شيطانى للبحث عن ضالتى فيمن يعانين الفراغ مثلى، بادئ الأمر كنت أتابع منشورات بعض السيدات وأقوم بالتعليق عليها لإصطياد من أجد منهن استجابة، ثم ارسل إليهن طلب صداقة، وعندما تقبله يحدث التعارف بيننا ليكون فى النهاية الشيطان ثالثنا، نتخطى حاجز الكلام ونصل للقاءات محرمة بإحدى الشقق التى استأجرتها خصيصا لهذا الغرض الدنيء، حتى تعرفت على أرملة ووقعت فى حبها وحاولت أن أصل لغرضى منها كالعادة لكنها رفضت التعدى على حدود الله، وعرضت علىِّ الزواج إذا كنت أرغبها بحق على سنة الله ورسوله، وهى لا تنجب ووحيدة أمها المريضة كما تقيم معها الآن، أكثر ما لفت نظرى فيها هو جمالها الصارخ وجاذبيتها التى تميزها عن زوجتى المشغولة دائما عنى بأعمالها المنزلية وروتينها البغيض، تلك السيدة الفيسبوكية أصبحت تطاردنى بدلالها وسؤالها الدائم عنى وحبها الشديد لى، مشكلتى أستاذ أحمد أننى حائر ما بين إرضاء نفسى بالزواج من هذه السيدة التى دخلت حياتى فجأة وتدهشنى بقربها من قلبى وإعجابى الشديد بها وبين زوجتى التى وإن علمت بزواجى الثانى ربما تطلب الطلاق وحينها قد يدفعنى غرورى وضعفى أمام حبى الجديد للإقدام على خسارة أم ابنائى وربما أبنائى المتعلقين بها بشدة،، فماذا أفعل!؟



إمضاء  هـ. ب

عزيزى هـ. ب تحية طيبة وبعد...

من الرائع أن يأخذ الإنسان بمحض إرادته الحرة قرار الخلاص من قبضة الشيطان المستحوذ عليه والعودة إلى الطريق المستقيم، ذلك بجعل ضميره هو بوصلته وبصيرته وليست أهواءه ونزواته، وإذا رجعنا لأبعاد مشكلتك نفسها سنجد أنك عددت ميزات زوجتك الأصيلة معترفًا بقيمتها فى حياتك وحياة ابنائك ومدى تأثيرها الإيجابى عليك وتحقيقك للاستقرار الأسرى الذى كنت تنشده بفضل الله ثم مجهودها وتفانيها من أجلك، ولولا أنها تحبك ولا تريد من الدنيا إلا رضاك عنها ما كانت وافقت على تنفيذ رغبتك المُقيدة ربما لطموحها فى العمل كمهندسة ينتظرها مستقبل مشرق، بل فضلت أن ترضخ لرغبتك وصانتك وحفظتك فى غيابك، عكس ما فعلته أنت مع سبق الإصرار والترصد باستئجار شقة من أجل نزوات أباحها شيطانك وسببها لك بالفراغ الذى صنعته لنفسك، وهذا دليل على عدم تقديرك لقيمة وأهمية الوقت وتعدد مصادر الاستفادة منه مثل استغلاله فى التقرب إلى الله وصلة الرحم وإسعاد الأسرة التى تنتمى إليها زوجتك نفسها وهى الأحق بكل لحظة من وقتك الشاغر تقديرا لها، كما أنها لا تستحق إدخالها فى مقارنات عبثية مع إنسانة عرفتها من مجموعاتك الفيسبوكية التى وصفتها أنت شخصيا بأنها غير لائقة، مع كامل الاحترام والتقدير لشخص هذه السيدة وظروفها. أما بالنسبة لسؤالها الدائم عنك واهتمامها البالغ بك فهو لسببين، الأول حرصها على الظفر بفرصة جديدة للاستقرار مع رجل يستطيع التكفل بها وهذا حقها بكل تأكيد، والسبب الثانى هى تلك المقارنة الظالمة التى يدفعك إليها باستمرار عقلك الباطن بين زوجة تحارب للنجاح فى المهمة التى اسندت إليها ببيت زوجها وبين إنسانة تعيش بمسئوليات محدودة داخل عائلة صغيرة من فردين فقط، وإن كان لها أن تجتهد للفوز برجل تكمل معه حياتها - فهى ملزمة أيضا بحسن الاختيار وعدم تغليب مصلحتها الشخصية على مصلحة غيرها، حتى لا تبنى عش زوجيتها الجديد على أنقاض زوجة أخرى تعيش حالة من الهناء والسعادة فى كنف زوجها، وثق تماما بأن الرجل الذى يقهر زوجته بصدمة لا تتوقعها ولا تستحقها يكون ظالما بكل تأكيد، وإذا فرضت أنا مقارنة بين زوجتك وصديقتك فبدون تفكير تفوز الزوجة الجميلة الجذابة بشخصيتها وتأثيرها العميق فى حياة زوجها واحترامها وتقديسها لطاعتها له،،، أخيرا تكون نصيحتى لك بالتقرب إلى الله والتوبة عن المعاصى واستثمار وقت فراغك فى تعويض أم ابنائك عن خيانتك لها وإضعافها حتى بينك وبين نفسك، وأترك تلك السيدة يرزقها الله بإنسان مناسب لها غيرك.

دمت سعيدًا وموفقًا دائمًا هـ. ب