للموتِ ألف وجه

فوتوغرافيا وتعليق ـ أحمد الرومى
هذا الذى أمامك ليس إلّا سقف بهو مدفن أسرة محمد على باشا، مؤسس مصر الحديثة. قطعة فنية بديعة، تتعانق فيها الألوان والخطوط فى انسجام وهدوء. كما لو أنّها تقف ثابتة احترامًا لجلال الموت وهيبته.. استوقفنى هذا السقف الفنّى، رُغم أنّه تفصيلة صغيرة فى مُجمّع مقابر ملكية. كل ركن فيها يذخر بتفاصيل فنية؛ يكسوها التراب والغبار والظلام.
هناك يخطف روحك جلال الموت ورائحته؛ التى تفوح من كلِّ رُكن، لكنّك تشعر بسكينة الأموات فى مراقدهم، فتدرك كم أن العزّ جميل.
فرُغم حقيقة أنَّ الموتَ واحد، إلّا أنَّ مقابر الإمام الشافعى تقول لك إنّ الموت له ألف وجه. فمرقد الصدقة لا يشبه مرقد الملوك، وشواهد العلماء ليست كبعضها البعض. هناك الطبقية تتجلى أحيانًا. فترى بأُمِّ عينيك كيف أنَّ الجاهَ والمال يفرضان نفسيهما على المقبرة من الخارج. أمّا داخلها ـ ما هو تحت الأرض ـ لا يعلمه إلا الواحد الأحد.