الأحد 7 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بعد سقوط كابل وعودة طالبان

رعب عالمى من عودة الإرهاب

تتسارع الأحداث فى أفغانستان بشكل كبير ومتلاحق، بعد أن دخلت حركة طالبان العاصمة كابل وحاصرتها من جميع الجهات، وسط أجواء هلع فى العاصمة الأفغانية.



 وأعلن قيادى فى طالبان أن الحركة أمرت المقاتلين بالإحجام عن العنف فى كابل والسماح بالعبور الآمن لأى شخص يختار الخروج، وطالبت الحركة النساء بالتوجه لأماكن آمنة.

وذكرت وكالة «رويترز»، أن مقاتلى حركة طالبان تمكنوا من دخول القصر الرئاسى فى العاصمة الأفغانية كابل، أمس الأحد، بينما غادر الرئيس، أشرف غني، صوب طاجيكستان، فى وقت سابق.

قالت مصادر دبلوماسية إن وزير الداخلية الأفغانى السابق على أحمد جلالى سيتولى الإدارة الانتقالية فى أفغانستان.

من جانبه، أعلن الرئيس الأفغانى السابق، حامد كرزاي، تشكيل مجلس تنسيقى بعضويته للعمل على ضمان نقل السلطة فى البلاد بشكل سلمى، بعد ساعات من إعلان حركة طالبان دخول العاصمة كابل واستقالة الرئيس أشرف غنى ومغادرته البلاد.

وقال كرزاي، عبر «تويتر»، إنه «بعد مغادرة السيد أشرف غنى والمسئولين البلاد، وبهدف منع الفوضى وتقليل معاناة الناس وتحسين إدارة الشئون المتعلقة بالسلام والنقل السلمى للسلطة، تشكل المجلس التنسيقى المكوّن من د. عبد الله عبد الله رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، والزعيم الجهادى قلب الدين حكمتيار والرئيس السابق حامد كرزاي».

وكان مصدر فى حركة طالبان قال لوكالة «سبوتنيك»، إن إدارة أفغانستان نقلت إلى المجلس الذى يضم رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية عبد الله عبد الله والرئيس السابق للبلاد حامد كرزاي.

ووفقا له، فإن المجلس سينقل السلطة فى وقت لاحق مباشرة إلى «طالبان»، مؤكدا أن وفدا بقيادة قائد قوات حركة طالبان عبدالغنى بارادار سيترأس الإدارة الرئاسية الأفغانية.

وبحسب المصدر فإن الوفد وصل إلى كابل قادما من الدوحة اليوم الإثنين.

وقال مصدر بالرئاسة الأفغانية، فى وقت سابق اليوم، إن الرئيس أشرف غنى وافق على الاستقالة فى ظل الأوضاع المتأزمة فى البلاد، موضحا أن الأنباء عن التوافق بين الأطراف الأفغانية على اختيار وزير الداخلية السابق على أحمد جلالى لرئاسة حكومة مؤقتة مجرد «شائعة».

وأكد المصدر فى القصر الرئاسى لسبوتنيك: أن «الرئيس أشرف غنى وافق على الاستقالة، وقال إنه لا احتمالية لاندلاع القتال فى كابل لأن طالبان لا ترغب فى عنف عادى».

 كما لفت المصدر إلى أن الأزمة الحالية سوف تنتهى خلال يومين أو ثلاثة أيام، مؤكدا أن الرئيس أشرف غنى ومستشار الأمن القومى حمد الله محب غادرا البلاد إلى طاجيكستان.

فى غضون ذلك، غادر السفير الأمريكى لدى أفغانستان، مقر السفارة فى كابل، متوجها إلى مطار حامد كرزاى الدولي، لأجل مغادرة البلاد.

وذكر مسئول أمريكى، أمس الأحد، أن الولايات المتحدة ستواصل حماية المطار، بعد تقدم قوات طالبان صوب العاصمة كابل.

فى غضون ذلك، ألقى وزير الدفاع الأفغاني، باللوم على أشرف غنى، فى ظل ما يقع حاليا، قائلا إنه «كبل أيدينا ثم لاذ بالفرار».

ودعت حركة طالبان، أمس، مسلحيها لاقتحام العاصمة الأفغانية كابول، بعد أن حاصرتها وسيطرت على معظم مناطق البلاد.

وقالت طالبان إنها «تدعو قواتها لدخول المناطق التى خرجت عن سيطرة القوات الأفغانية فى كابل».

وكان متحدث باسم الحركة قد قال، إن «الشرطة والمسئولين فى كابل لاذوا بالفرار، مما يمثل مشكلة أمام حفظ القانون والنظام».

وتسارع انهيار الجيش الأفغاني، خلال الآونة الأخيرة، فيما طالبت حركة طالبان بتسليم العاصمة كابل، سلميا، من أجل تفادى القتال. 

وقال المتحدث باسم طالبان: «ندعو الرئيس أشرف غنى والقادة الأفغان إلى العمل معنا».

فى المقابل قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتونى بلينكن، أمس، إن واشنطن حذرت حركة «طالبان» من رد حازم وسريع فى حال تعرضت للأمريكيين بأفغانستان.

واعتبر بلينكن أن «الأهداف من حرب أفغانستان تحققت»، مضيفا أنه «ليس من مصلحتنا البقاء فى أفغانستان».

وتعليقا على التطورات الجارية فى أفغانستان، قال بلينكن إن القوات الأفغانية «لم تكن قادرة على الدفاع عن أفغانستان».

وأضاف المسئول الأمريكي، فى تصريح لشبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، أن بلاده تعمل على «ضمان أمن وسلامة موظفى السفارة الأمريكية فى كابول».

وبيّن بلينكن أن واشنطن تعمل على «نقل موظفى السفارة الأمريكية إلى مطار كابل»، مشددا على أن الولايات المتحدة لديها «لائحة بأسماء الشخصيات المهددة فى كابل، ونضاعف جهودنا لحمايتهم».

وفى مسعى إلى الطمأنة بشأن حكم «طالبان» فى الفترة المقبلة، أورد المتحدث أن الحركة ستسمح للمرأة بالتعليم والعمل، لكن بشرط أن ترتدى الحجاب.

وبالأمس نقلت شبكة «سى إن إن»، عن مصدر دبلوماسى أن أحد التقييمات الاستخباراتية يشير إلى أن كابل قد تصبح معزولة من قبل «طالبان» فى غضون أسبوع وربما خلال الـ 72 ساعة القادمة.

كما تم تداول مقطع فيديو عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، أمس، يظهر ازدحاما مروريا لمئات السيارات فى العاصمة الأفغانية كابل، فى محاولة من السكان للفرار من المنطقة بشكل جماعي.

من جانبه ذكر مسئول بحلف شمال الأطلسى «الناتو» أن عددا من موظفى الاتحاد الأوروبى انتقلوا إلى مكان أكثر أمنا فى العاصمة.

غير أن مسئولين روس قالوا إن «روسيا لا تعتزم إخلاء سفارتها فى كابل».

وأبدى المبعوث الخاص للرئيس الروسى إلى أفغانستان، ضمير كابرلوف، استعداد بلاده للتعاون مع حكومة أفغانية مؤقتة.

وقال «كابرلوف»، إن روسيا كانت تدعو دومًا لتشكيل حكومة انتقالية فى أفغانستان، و«بالطبع سوف نتعامل معها».

وحول استعداد موسكو للاعتراف بشرعية حكومة «طالبان» فى حال حدوث انتقال سلمى للسلطة، أشار «كابرلوف» إلى أن بلاده «لم تعترف بها بعد، ولكن كل شيء فى أوانه ومن يعش يرى».

من جانبها أعلنت الخارجية الكندية عن تعليقها لنشاطاتها الدبلوماسية فى كابل.

وقامت السفارة الهولندية بنقل الطاقم الخاص بها إلى مكان آمن قرب مطار كابل.

أفادت صحيفة «بيلد أم زونتاج» بأن الجيش الألمانى يرسل طائرات نقل من طراز «إيه400إم» إلى كابل مع 30 فردًا من جنود المظلات على متن كل منها، لإجلاء طاقم السفارة الألمانية ومساعديهم الأفغان، مع تطويق مقاتلى «طالبان» العاصمة الأفغانية.

ونقلت الصحيفة، أمس الأحد، عن مصادر لم تحددها قولها إن الطائرات ستنقل من يتم إجلاؤهم إلى مركز قريب، قد يكون العاصمة الأوزبكية طشقند، ليستقلوا رحلات جوية مستأجرة.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع إنه جرى الإعداد لمهمة إجلاء الليلة الماضية بشكل طارئ للغاية، لكنه أحجم عن الإدلاء بمزيد من التصريحات تعليقًا على تقرير الصحيفة.

واعتبر حلف شمال الأطلسى أن التوصل إلى حل سياسى للنزاع فى أفغانستان «ملحّ اليوم أكثر من أى وقت مضى»، فى وقت بات متمردو طالبان على مشارف العاصمة كابل.

وقال مسؤول فى الحلف لوكالة فرانس برس «ندعم جهود الأفغان لإيجاد حلّ سياسى للنزاع، وهو أمر ملحّ اليوم أكثر من أى وقت مضى».

وأغلقت باكستان أمس معبرًا حدوديًا رئيسيًا مع أفغانستان، تاركة آلاف المسافرين عالقين على جانبى الحدود، وذلك بعد أن سيطرت طالبان على الجانب الآخر من الحدود.

فى الأثناء، أعلنت ولاية برلين الألمانية استعدادها لاستقبال لاجئين من أفغانستان.

كما قال رئيس وزراء ألبانيا إن بلاده قبلت طلبا من الولايات المتحدة باستضافة مؤقتة للاجئين أفغان يسعون للحصول على تأشيرات لدخول الولايات المتحدة مع دخول قوات طالبان العاصمة كابل.

وقال مفوض الاتحاد الأوروبى مارجريتيس شيناس، إن الأزمة التى تعانيها أفغانستان وما تقدم عليه بيلاروسيا من أفعال تظهر الحاجة إلى إصلاح سريع لقواعد الهجرة واللجوء فى الاتحاد الأوروبي. 

وتشعر العديد من الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى بالقلق من أن التطورات فى أفغانستان يمكن أن تؤدى إلى عودة أزمة الهجرة التى شهدتها أوروبا عامى 2015 و2016 عندما أدى وصول أكثر من مليون شخص من الشرق الأوسط إلى إنهاك أنظمة الأمن والرعاية الاجتماعية وزيادة شعبية الجماعات اليمينية المتطرفة.