الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هل تساعد بدائل التدخين فى تقليل التعرض للضرر

التسخين لا الحرق

ممّا تتكوّن السيجارة؟ أول إجابة تتبادر إلى الأذهان «أنها تتكون من مادة النيكوتين»، لكن الحقيقة غير ذلك تماما.. فالسيجارة تتكون من أوراق التبغ الملفوفة بورق السجائر فقط. بينما النيكوتين هو مادة موجودة فى ورق نبات التبغ، وبالتالى فإن حرق التبغ هو الذى ينتج المواد الكيميائية الأخرى المؤذية لصحّتنا.



ووفقا لأحدث التقارير الصادرة عن مؤسسة (Our Word In Data) العالمية، والمتخصصة فى مجال الأبحاث العلمية فإن التدخين مسئول عن نحو 15% من مجموع الوفيات حول العالم، أى ما يقترب من 8 ملايين وفاة سنوياً، من بينهم أكثر من 7 ملايين يتعاطونه مباشرةً، ونحو 1.2 مليون من غير المدخّنين لكنهم يتعرضّون لدخانه دون إرادتهم، وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية.

وواقع الأمر يؤكد أن حثّ مدخّن على الإقلاع عن التدخين ليس بالمهمّة السهلة اطلاقا، بل وفى بعض الأحيان تكون شبه مستحيلة، فالنيكوتين مادة منبّهة، وبالتالى فإنّ التوقّف عن استهلاكها بعد فترةٍ من الزمن يُشكّل تحديًّا لأى مدخّن، لأنّ جسمه اعتاد عليها ويجب أن يعتاد من جديد على العمل من دونها. 

لذلك يطرح هذا السؤال نفسه وبقوة ..هل تكون بدائل التدخين التى تعمل بتكنولوجيا تسخين التبغ وليس حرقه بديلا أقل ضررا لمدخنى السجائر؟ 

وللإجابة عن هذا السؤال يجب أولا أن نعرف عملية الحرق التى تتم فى طرف السيجارة المشتعل تتم عند درجة حرارة تصل إلى 600 درجة مئوية، وهذه الدرجة التى تولد كل الدخان الذى ينتج عن عملية الحرق، وهذا الدخان يحمل بداخله أكثر من 7000 مركب كيميائى ضار ويسبب الأمراض.

لذلك فإن تكنولوجيا التسخين وليس الحرق تعتمد على تسخين التبغ عند درجة حرارة لا تتجاوز 350 درجة مئوية كحد اقصى، وهى الدرجة التى لا يحترق عندها التبغ وبالتالى لا تُنتج دخان وانما بخار أو هباء جوى تقل فيه نسبة انبعاثات المواد الكيميائية الضارة التى تصدر عن السيجارة العادية بنسبة تصل الى 95%. دون أن يعنى ذلك انخفاض الاضرار بنسبة 95% إذ أن هذه البدائل لا تخلو كلياً من الضرر.

ووفقًا لمنظمة الأبحاث البريطانية حول السرطان (Cancer Research UK)، فإن السجائر الإلكترونية، التى تُعتبر من بدائل التدخين، هي»أقل ضررًا من تدخين التبغ، ويمكن أن تُشكّل أداة فعّالة للإقلاع عن التدخين»، وفى هذا السياق، تُشير إحصاءات أجرتها منظمة ASH المناهضة للتدخين إلى أن السجائر الإلكترونية فعّالة فى مساعدة الأشخاص على الإقلاع عن التدخين، إذ إنّ 28 % من مستخدمى السجائر الإلكترونية فى بريطانيا اعتبروا أنّ السبب الأول لتدخين هذه السجائر هو للمساعدة على الإقلاع عن التدخين و18% اعتبروا أنّها ساعدتهم على عدم انتكاسهم وعودتهم إلى التدخين من جديد. 

وتُظهر هذه الأرقام أنّ الاعتماد على تكنولوجيا التسخين وليس الحرق تُساعد فى الإقلاع عن التدخين. لذلك قامت أحد أكبر الشركات العاملة فى مجال إنتاج التبغ وبدائله بابتكار منتجات الكترونية جديدة خالية من الدخان، تعمل بتكنولوجيا تسخين التبغ لتجنب الأضرار والأمراض التى تنتج بسبب عملية حرق التبغ، واستثمرت فى ذلك أكثر من 8 مليارات دولار أمريكى، منذ العام 2008، لتنفيذ رؤيتها المعلنة عالميا تحت عنوان» مستقبل خالٍ من الدخان».

وقد استنبطت مجلة BMJ الطبية نموذجًا توقّعت من خلاله ما قد يحدث إذا تحول المدخّنين إلى السجائر الالكترونية أو منتجات التبغ المسخن، وخلصت إلى أنه من شأن ذلك أن ينقذ حياة 1.6 مليون إلى 6.6 مليون شخص فى غضون 10 سنوات فى الولايات المتحدة وحدها. إنّ السجائر البديلة التى تعتمد التسخين وليس الحرق هى خيار يجب أن يسلكه المدخنون البالغون، الذين يرغبون الاستمرار فى التدخين أو استخدام منتجات النيكوتين.

هذا المقال برعاية فيليب موريس مصر.