مصر تستضيف أكبر تجمع لصناعة البترول والغاز فى «المتوسط وشمال إفريقيا»

افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس مؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول «إيجبس 2022» فى دورته الخامسة، وذلك بمشاركة دولية ومحلية واسعة من وزراء البترول والطاقة ورؤساء الشركات العالمية والمحلية والمنظمات الدولية للبترول والغاز وخبراء الصناعة البترولية، حيث يعد المعرض أكبر وأهم تجمع دولى وإقليمى لصناعة البترول والغاز فى منطقتى شمال إفريقيا والبحر المتوسط. وقبل بدء المؤتمر حرص الرئيس السيسى على التقاط صورة تذكارية مع المشاركين بمؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول إيجبس 2022، كما حرص على مصافحة أحد الحضور من ذوى الاحتياجات الخاصة، فضلًا عن مشاهدته فيلمًا تسجيليًا عن إنجازات قطاع البترول وأهمية انعقاد المعرض.

وأشار الفيلم التسجيلى إلى أن بعد جائحة كورونا تأثرت جميع الدول وتراجع الطلب على المواد البترولية بسبب توقف الأعمال وغلق الحدود، إلا أن مصر استطاعت المضى قدمًا بقيادة الرئيس السيسى لتصبح الدولة الوحيدة فى المنطقة التى حققت نموًا اقتصاديًا، موضحًا أن مصر حققت الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى حيث ارتفع معدل إنتاجها بمعدلات غير مسبوقة، وأن مؤتمر إيجبس 2022 وقمة المناخ القادمة سيجذبان العالم إلى مصر، لافتًا إلى أن مصر أصبحت الآن لديها الرؤية والبنية التحتية للعب دور محورى فى عملية الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.

وفى بداية كلمته، رحب الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالمشاركين فى مؤتمر معرض مصر الدولى للبترول، قائلًا: «اسمحوا لى أرحب بالحضور الموجود هنا.. الوزراء والشركات والشركاء الموجودين معانا.. وأشكرهم على التواجد.. ونقدر من خلال تواجدهم نقدر نعمل دفعة قوية فى الموضوعات التى يتم تناولها»، مضيفًا: «أن الموضوع الخاص بالطاقة مهم جدًا وجزء من القضية التى تمر بها القارة الإفريقية لأسباب تاريخية دائمًا متأخرة ونحن جزء منها.. والثمن ده مش ممكن كدول إفريقية تدفعه.. مش معقول تدفع الآثار الناجمة على الفترة التى تواجد الاستعمار واستغلالهم لموارد القارة لسنوات طويلة جدًا.. فالقارة بقت بمنتهى التواضع.. أقل قارات العالم تقدمًا.. وأكثر قارات العالم يمكن فى محدودية الدخل.. حجم الفقر والتخلف والجهل بها ضخم جدًا».

حياة كريمة

وأكد الرئيس، أن القارة الإفريقية تعانى من العديد من المشاكل فى ملف الطاقة، متابعًا: «نصف سكان القارة بدون طاقة.. 400 ألف يموتون بسبب استخدام الخشب ونتيجة مواد أولية جدًا جدًا فى الإشعال.. تفتكروا دول زى كده تستطيع أن تتعامل مع مطالب الطاقة الجديدة والمتجددة».

وأضاف السيسى: «فى مصر.. نفذنا مشروعات فى البنية الأساسية على مدار 7 سنوات تكلفتها 400 مليار دولار.. ومشروع حياة كريمة يكلفنا 40 مليار دولار.. عشان نقدر نقول إننا بنضع نفسنا فى مجال مناسب.. عاوز تقارن زى مصر.. عشان أقدر أكون محطة ومركز للطاقة.. طاقة الكهرباء على سبيل المثال.. لابد أن تكون شبكة الكهرباء والتحكم والنقل والإنتاج.. قادرة على استيعاب النقل إلى دول مثل ليبيا والسودان وإسرائيل والأردن السعودية.. طب ده موجود فى كل قارات القارة الإفريقية؟». 

وقال الرئيس: «كلنا شوفنا لما الاستثمار قل خلال جائحة كورونا تحسبًا أن الجائحة دى نهاية الدنيا.. قلت الاستثمارات وقل الإنتاج بصفة عامة فى العالم.. ولما قل الإنتاج ومع عودة الحياة مرة تانية ويمكن تزيد يبقى إحنا بنتكلم على استثمارات أكثر»، موضحًا أن مؤتمر المناخ القادم فى مصر يحتاج إلى صدور قرارات موضوعية ومتوازنة وعادلة، مضيفًا: «حتى لا يدفع شعوب القارة الإفريقية الثمن مرتين للظروف إللى مروا فيها.. وأنا بتكلم عن تجربة مصرية خالصة.. خلال 7 سنوات علشان نوصل حالة الرضا للمواطن فى مصر.. صرفنا 400 مليار دولار».

برنامج الاصلاح الاقتصادى

وأشار «السيسى»، إلى أن الدولة المصرية نفذت برنامجًا للإصلاح الاقتصادى، قائلًا: «نفذنا مشروع حقيقى للاقتصاد المصرى.. وفى أى وقت من الأوقات كنا بنعمل اصلاح اقتصادى المواطن مكنشى عنده استعداد يتجاوب معانا.. لكن لما وجد النتائج والآثار الخاصة بالنية التحتية تحمل آثار اقتصادية صعبة.. شاف الواقع نتائجه إيه». 

وأضاف الرئيس: «نرجع بقى للأشقاء مع إفريقيا.. أرجو من شركات البترول والغاز الموجودة معانا.. توصل صوتنا من دلوقتى لأسباب إنسانية وأخلاقية واقتصادية.. أكثر من 50 دولة إفريقية.. تفتكروا أنها جاهزة لتنفيذ متطلبات الطاقة الجديدة والمتجددة خلال 20- 30 سنة قادمة.. أرجو تتابعوا حالة عدم الاستقرار الموجود فى القارة.. وتنامى الإرهاب والتطرف ناجم عن قدرات محدودة».

دعم إفريقيا

وتابع السيسى: «أن القارة الإفريقية تحتاج مزيدًا من الوقت لتحقيق الأهداف المرجوة فى مجال الطاقة، كما تحتاج إفريقيا إلى فترة انتقالية أكبر للقارة الإفريقية لأسباب أخلاقية وإنسانية واقتصادية.. حد يقولى أسباب اقتصادية.. حد يقولى أنت تقولى دعم إفريقيا.. ده سوق إفريقى فيه مليار ونصف نسمة.. من أكبر القارات إللى فيها نسبة سكان بعد آسيا.. يتحول على سوق غنى يقدر يشترى منتجات العالم الصناعى».

واستطرد الرئيس: «قدرات إفريقيا متواضعة كدول.. البترول والغاز يساوى إيه.. المال.. أنت بتحرمنى من المال.. بعد ما خدت الكلام ده على مدار 50 و60 و70 سنة إللى فاتوا.. وأنت بقيت غنى وأنا زى ما أنا.. الدول الإفريقية زى ما هي.. زى ما أنا فقير.. لما بقى عندى فرصة تقولى مش تطلع.. طب لا.. عاوزين تقولوا أن الأمر ده كده.. الغنى يطلع يدى الفقير».

وقال السيسى: «قولت الكلام ده فى مصر.. لما جت الجائحة العالم تصور أنها نهاية الدنيا.. إحنا عارفين أنها مش نهاية الدنيا ومش هتنهى بالطريقة دي.. قدرات الإنسان العلمية.. هذا العقل الجبار إللى ربنا وهبه للإنسان دون المخلوقات لها قادر على التغلب.. ومصر من الدول القليلة فى العالم إللى حققت نمو إيجابى فى الظروف دى.. لم نتوقف.. خدنا إجراءات احترازية وفق معايير منظمة الصحة العالمية.. ولم نتوقف لحظة عن العمل.. قبل الجائحة زى بعد الجائحة بالنسبة لنا.. وأنا بقولكم البشر قادر على تجاوز تغير المناخ.. وبقول للشباب الصغير والأجيال القامة.. لا تنزعجوا من هذه التحديات.. الإنسان هيفضل يطور ويكبر ويخلى الكرة الأرضية معجزة كبيرة جدًا».

وطالب الرئيس، الشركات اللى موجودة معانا تكون صوتنا من دلوقتى.. حتى شهر نوفمبر المقبل وانعقاد قمة المناخ فى مصر.. ومراعاة أن القارة الإفريقية محتاجة تعمل بنية أساسية من ثرواتنا.. فترة انتقالية أكبر.. للانتقال من الحالة الموجود دى.. للحالة إللى يخص القارة بشكل أكبر.. بشكركم وسعيد باللقاء».

وفى نهاية كلمته، وجه الرئيس، رسالة لمذيع محطة «سى ان ان»، والذى شارك فى إدارة جلسة وزارية حوارية، ضمن فعاليات افتتاح معرض ومؤتمر مصر الدولى للبترول، قائلًا: «بنرحب بك.. وبنقولك عندك فرصة أنك تنزل وتلف مصر.. وتتكلم مع الناس وتشوف الموقف فى مصر إيه».