أوكرانيا تدعو إلى محادثات جدية.. وروسيا متفائلة بالموقف الجديد لكييف
بارقة أمل
بولندا تقترح فرض أوروبا حظرًا شاملًا على التجارة مع روسيا.. والأخيرة تستخدم «الخنجر» لقصف مستودع أسلحة أوكراني
ماكرون وجونسون أكبر المستفيدين من الأزمة
وجه الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى نداء إلى موسكو، معتبراً أن «الوقت حان» للبحث فى «السلام والأمن» وإلا فإن العواقب بالنسبة إلى روسيا ستبقى آثارها لأجيال عدة. وقال زيلينسكى فى مقطع فيديو نشر على فيسبوك إن «مفاوضات حول السلام والأمن لأوكرانيا هى الفرصة الوحيدة لروسيا لتقليل الضرر الناجم عن أخطائها»، وأضاف: «حان الوقت للالتقاء. حان وقت المناقشة، حان وقت استعادة وحدة الأراضى والعدالة لأوكرانيا»، محذراً من أنه بخلاف ذلك سيتطلب الأمر تَعاقُب أجيال عدة قبل أن تتمكن روسيا من التعافى.. ومنذ الغزو الروسى لأوكرانيا الذى بدأ فى 24 فبراير جرت جولات تفاوض عدة بين كييف وموسكو. وافتتحت الجولة الرابعة عن بُعد على مستوى الوفود.
وأعلن رئيس الوفد الروسى فلاديمير ميدينسكى أنه لاحظ «تقارباً» فى المواقف بشأن مسألة حياد أوكرانيا، متحدثاً أيضاً عن إحراز تقدم بشأن تجريد البلاد من السلاح. ونقلت وكالات أنباء روسية عن ميدينسكى قوله إن «مسألة وضع حياد أوكرانيا وعدم عضويتها فى حلف شمال الأطلسى هى واحدة من النقاط الرئيسة للمفاوضات، وهذه هى النقطة التى قرّب فيها الأطراف مواقفهم إلى أقصى حد ممكن»، بيد أنه أشار إلى وجود «اختلافات» حول «الضمانات الأمنية» التى تطالب بها أوكرانيا.
من جانبه، قال حاكم منطقة لوغانسك سيرهى غايداى إن ممرا إنسانيا لعمليات الإجلاء سيُفتح فى المنطقة أما موسكو فأعلنت أنها تستخدم صواريخ أسرع من الصوت فى قصف مستودع أسلحة بأوكرانيا.
وقالت روسيا إنها استخدمت الصواريخ كينجال (الخنجر) التى تفوق سرعتها سرعة الصوت في تدمير مستودع أسلحة كبير بمنطقة إيفانو فرانكيفسك فى شرق أوكرانيا.. فيما قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إنها فقدت الوصول إلى بحر آزوف «مؤقتا» بعد إحكام القوات الروسية قبضتها على ميناء ماريوبول الرئيسى على البحر.
على الصعيد نفسه، قال رئيس الوزراء البولندى، ماتيوس مورافيسكى: إن بلاده اقترحت على الاتحاد الأوروبى أن يفرض «حظرا شاملا» على التجارة مع روسيا، وحثت على تشديد العقوبات على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.. وكانت الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، قد وافقت الأسبوع الماضى على فرض حزمة رابعة من العقوبات على روسيا.
ولم تكشف عن تفاصيل العقوبات، لكن الرئاسة الفرنسية قالت إنه سيتم إلغاء وضع روسيا التجارى «كدولة أولى بالرعاية».
مع استمرار العمليات العسكرية الروسية فى أوكرانيا، تلقت موسكو ضربة موجعة أخرى بعد مقتل قائد عسكرى روسى بارز خلال المعارك.
العقيد سيرجى سوخاريف، قائد فوج الهجوم بالمظلات التابع للحرس الوطنى رقم 331 فى الجيش الروسى، قُتل فى معركة مع أربعة أعضاء آخرين فى نفس الفوج هم الرقيب الأول سيرغى ليبيديف والرقيب ألكسندر ليمونوف والعريف يورى ديغاريف والضابط أليكسى نيكيتين.
فيما قلبت الحرب الروسية – الأوكرانية الكثير من المسلمات وبات هناك مستفيدون منها بشكل واضح، ففى فرنسا المستفيد الأول من تلك الحرب فى انتخابات الرئاسة فى فرنسا هو الرئيس الفرنسى الحالى إيمانويل ماكرون، المرشح الأوفر حظا فى الانتخابات الرئاسية المقبلة بفضل المعارضة المتواضعة، والتطورات الاقتصادية الإيجابية، والتراجع فى أعداد الإصابات بكوفيد، وذلك حتى قبل الغزو الروسى لأوكرانيا.
لكن ما حدث الشهر الماضى من تطورات على صعيد الغزو الروسى جعل إعادة انتخاب ماكرون لفترة رئاسية ثانية يبدو نتيجة حتمية لتلك التطورات.. ومع استمرار القتال فى أوكرانيا، تحول اهتمام الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعى فى فرنسا إلى تغطية الحرب، مما أدى إلى تراجع التركيز على حملات انتخابات الرئاسة الفرنسية.
أما رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون فلن يشعر بتأثير أزمة تكلفة المعيشة فى الانتخابات المحلية فى مايو إذا كانت حرب أوكرانيا لا تزال تتصدر عناوين الأخبار.