الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حصاد الخير من أرض الخير

الرئيس يشهد بدء موسم حصاد القمح بـ«توشكى»

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، بدء موسم حصاد القمح فى منطقة توشكى بجنوب الوادى بمحافظة أسوان، بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى وعدد من الوزراء والمسئولين وكبار رجال الدولة، حيث بدأت الفعاليات بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقب ذلك عرض فيلم تسجيلى من إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة بعنوان “أرض الخير”.



كما افتتح الرئيس عبر “الفيديو كونفرانس”، خلال احتفالية بدء موسم حصاد القمح فى توشكى، عددًا من مشروعات الصوامع الجديدة فى محافظات الشرقية والجيزة والقليوبية والإسماعيلية، وذلك ضمن المشروع القومى للصوامع.

وشملت المشروعات التى افتتحها “السيسى”؛ صوامع سعة 90 ألف طن بمدينة الصالحية الجديدة، بمحافظة الشرقية، ومجمع صوامع سعة 90 ألف طن بمدينة عرب العليقات بمحافظة القليوبية، ومجمع صوامع سعة 60 ألف طن بمدينة بنى سلامة بمحافظة الجيزة، وصومعة سعة 30 ألف طن بمدينة أبوصوير بمحافظة الإسماعيلية.

عقب ذلك، تفقد الرئيس أراضى مشروع توشكى، واستمع إلى شرح من أحد القائمين على المشروع عن أنواع المحاصيل المختلفة، كما تفقد الرئيس الصوب الزراعية المختلفة للمشروع، ومحاصيل القمح والسمسم، ومزارع النخيل وغيرها.

ورافق الرئيس السيسى خلال الجولة د.مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، ووزير الزراعة السيد القصير، ووزير التموين د.على المصيلحى، وعدد من قيادات القوات المسلحة.

وأعطى الرئيس الإشارة ببدء موسم حصاد القمح بالأراضى الزراعية بتوشكى، بعد تفقده أراضى المشروع، وذلك خلال الاحتفال ببدء موسم حصاد القمح.

وفى كلمته، أكد وزير الزراعة السيد القصير، أن ملف الأمن الغذائى يشكل أولوية قصوى للدولة المصرية من خلال العمل على مسارات متوازية؛ لتحقيق هذا الهدف بإتاحة توفير الغذاء عبر الإنتاج المحلى والتخزين الاستراتيجى مع تأمين مصادر الاستيراد، والحرص على أن تكون الأسعار مناسبة وفى متناول الجميع، وأن يكون الإنتاج صحيًا وآمنًا مع الحفاظ على استدامة الموارد.

وقال القصير، إن دول العالم تواجه العديد من الأزمات التى تؤثر على عمليات تأمين الغذاء، فمن أزمة كورونا إلى الأزمة الروسية الأوكرانية، ظهرت الحاجة إلى مضاعفة الجهود المبذولة لتحقيق الأمن الغذائى للشعوب، مضيفًا أن مشكلة العجز الغذائى لم تعد مجرد مشكلة اقتصادية زراعية فحسب، بل تعدت ذلك لتصبح قضية استراتيجية سياسية ترتبط بالأمن القومى والإقليمى، وأصبح الغذاء سلاحًا استراتيجيًا فى يد الدول المنتجة والمصدرة له تضغط به على الدولة المستوردة؛ لتحقيق أهداف سياسية.

وأكد الوزير، أن قطاع الزراعة فى مصر هو إحدي الركائز الأساسية للاقتصاد القومى؛ نظرًا إلى مساهمته فى توفير الغذاء للمواطنين وتوفير الخامات للصناعات، وأيضًا المساهمة الملموسة فى الناتج القومى، والصادرات الزراعية وتشغيل الأيدى العاملة.

من جانبه، قال وزير التموين والتجارة الداخلية د.على المصيلحى، إن استراتيجية الدولة المصرية تهدف إلى توفير السلع الغذائية وضمان احتياطى لا يقل عن 6 أشهر منها، وزيادة منافذ التوزيع، مؤكدًا أهمية مشروع الصوامع للحفاظ على مستوى آمن من احتياطيات السلع الغذائية.

وأوضح المصيلحى، أن استراتيجية توفير السلع الأساسية ترتكز على محاور منها؛ توجيه القيادة السياسية بأهمية ألا يقل الاحتياطى الاستراتيجى من هذه السلع عن ستة أشهر، ورفع كفاءة منظومة توزيع السلع وضمان وصولها لكافة أنحاء الجمهورية، بما أدى إلى زيادة المناطق اللوجستية وسلاسل التوزيع، وكذلك المنافذ التى وصلت اليوم إلى 40 ألف منفذ على مستوى الجمهورية.

ونوه إلى توجيه القيادة السياسية بتوفير الاعتمادات اللازمة لهذه السلع، حيث تم توفير 1.8 مليار دولار فى أواخر 2016 لرفع مستوى الاحتياطى الاستراتيجى من السلع المختلفة، ما أدى إلى تعزيز قدرة مصر على تحمل الصدمات الخارجية سواء أثناء فترة جائحة كورونا أو ما يسمى بموجة التضخم ما بعد كورونا، أو حتى ما نشهده اليوم من التداعيات المترتبة على الأزمة الروسية ـ الأوكرانية.

وأشار الوزير إلى أن مخزون مصر من القمح المستورد يبلغ 2.6 مليون طن، ومن المستهدف جمع ما بين 5.5 و 6 ملايين طن من القمح المحلى، وبالتالى يغطى المخزون مدة تصل إلى أكثر من 6 أشهر، منوهًا إلى أن مخزون القمح يخدم 71 مليون مواطن، حيث يوفر من 250 إلى 270 مليون رغيف يوميًا.

وأضاف، أن مصر لديها مخزون استراتيجى حتى نهاية يناير العام المقبل، كاحتياطى استراتيجى أى أن كل المخزون يصل من 6 إلى 9 أشهر.

فيما أكد اللواء أركان حرب وليد حسين أبوالمجد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، أن القمح سلعة استراتيجية تحظى بعناية كبيرة وأهمية قصوى لدى الدولة المصرية.

وقال أبوالمجد، إن الدولة المصرية خطت خطوات كبيرة نحو العمل على زيادة المساحات المنزرعة بالقمح والاعتماد بشكل متزايد، على ما تخرجه أرض مصر الطيبة من نواتج هذا المحصول الاستراتيجى.

وأضاف، أن القمح يعد أهم المحاصيل الغذائية وأكثرها تأثيرًا على الحياة اليومية المصرية، مشيرًا إلى أنه بعد مضى أربعة أشهر من افتتاح مزرعة توشكى يأتى لقاء اليوم؛ تأكيدًا على العهد الذى قطعناه على أنفسنا بالسعى، ومحاولة سد الفجوة الغذائية من المحاصيل المهمة والأساسية وخاصة محصول القمح.

وأوضح، أنه تم استصلاح وزراعة 220 ألف فدان من محصول القمح بتوشكى والعوينات والفرافرة وعين دله بإجمالى إنتاجية مستهدفة تصل إلى 550 ألف طن، تخزن بصوامع وزارة التموين والتجارة الداخلية وشركة “سايلو فودز”.

وتابع: “إننا نتطلع فى نهاية هذا العام والعام المقبل إلى استصلاح وزراعة 530 ألف فدان إضافية ضمن المرحلتين الثانية والثالثة من مشروع توشكى بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضى والجهات المعنية فى الدولة، ليصبح الإجمالى 750 ألف فدان بمتوسط إنتاج مليونى طن”، مشيرًا إلى أنه فى المستقبل القريب سيتم إضافة 400 ألف فدان بمنطقة الضبعة ضمن مشروع الدلتا الجديدة؛ ليصبح الإجمالى العام 1.2 مليون فدان، بإجمالى إنتاجية مستهدفة 3 ملايين طن قمح.

وأكد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، أن دور الجهاز لم يقتصر على الزراعة فقط، بل امتد إلى التعاون مع أجهزة الدولة فى توفير السلع الغذائية الاستراتيجية من خلال 1400 منفذ ثابت ومتحرك فى كل ربوع الجمهورية، وبأسعار مخفضة تقل عن مثيلاتها فى السوق المحلية من 20% إلى 30%، بالتنسيق مع وزارة التموين والتجارة الداخلية والمحافظات.

وعقب ذلك، توسط الرئيس عبدالفتاح السيسى صورة تذكارية مع القائمين على موسم حصاد القمح بمشروع توشكى، خلال جولته التفقدية بمنطقة توشكى.

ويعد مشروع توشكى الأكبر من نوعه فى قطاع الاستصلاح الزراعى فى الشرق الأوسط، وأحد المشروعات القومية العملاقة التى نجحت الدولة بتوجيهات الرئيس السيسى فى إعادة الحياة لها بحل كل المشاكل التى كانت تعوق المشروع عن تحقيق مستهدفاته، وكذلك توفير جميع المقومات اللازمة لنجاحه، وهو الأمر الذى تطلب القيام بحجم أعمال هائل فى جميع جوانب ومكونات المشروع للنهوض به سواء على الجانب الإنشائى والبنية الأساسية، أو الفنى، أو ما يتعلق بتوفير مياه الرى ومصادر الطاقة، وكذلك إنشاء المحاور لربط المشروع بشبكة الطرق القومية، وتوفير الموارد المالية لكل تلك العناصر.