ارتفاع التضخم فى منطقة اليورو يدفع «المركزى الأوروبى» لرفع سعر الفائدة
ارتفع معدل التضخم فى أوروبا الشهر الماضي، لتتواصل الضغوط على الأسر والبنك المركزى الأوروبى لإطلاق العنان لزيادة كبيرة أخرى فى أسعار الفائدة.
وذكر مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبى «يوروستات»، أن أسعار المستهلكين فى 20 دولة تستخدم عملة اليورو قفزت بنسبة 7% فى أبريل مقارنة بالعام السابق.
وشهدت أسعار المواد الغذائية تراجعا محدودا، حيث انخفضت من 15.5 بالمائة فى مارس إلى 13.6% سنويا، فى الوقت الذى ارتفعت فيه أسعار الطاقة بنسبة 2.5 بالمائة.
وتباطأ التضخم الأساسى، الذى يستثنى أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، بشكل طفيف لكنه ظل مرتفعا عند 5.6%، ما يؤكد التوقعات بمضى البنك المركزى الأوروبى قدما فى حملته للتغلب على التضخم عبر رفع أسعار الفائدة.
وكان صندوق النقد الدولى قد أشار فى توقعات سابقة الأسبوع الماضى إلى أن التضخم فى المنطقة لن يقترب من الهدف حتى عام 2025.
وتباطأ التضخم بشكل حاد من قراءات فى خانة العشرات فى أواخر العام الماضي، لكنه لا يزال مرتفعا بشكل كبير عن مستهدف المركزى الأوروبى البالغ 2 بالمئة، مما يجعل رفع أسعار الفائدة مجددا ضرورة ويكون حجم هذا الرفع محل النقاش، إذ تتراوح تقديرات صناع السياسة فى البنك المركزى الأوروبى لحجم الرفع بين 25 و50 نقطة أساس.
وفى وقت سابق أكدت رئيسة البنك المركزى الأوروبى كريستين لاغارد، أن التضخم فى منطقة اليورو سيواصل الانخفاض فى الأشهر المقبلة بفضل تراجع أسعار الطاقة ورفع معدلات الفائدة، محذرة فى الوقت نفسه من أن هذه التوقعات يلفها «قدر كبير من عدم اليقين». بدوره أقر نائب رئيس البنك المركزى الأوروبى لويس دى جويندوس فى تصريحات الأسبوع الماضى أن التضخم الرئيسى فى منطقة العملة الأوروبية الموحدة أثبت أنه قوى للغاية، مضيفاً أن التضخم قد يكون أكثر استمراراً مما كانت الأسواق تتوقع.
إلى ذلك، ارتفعت أسعار المواد الغذائية فى بريطانيا إلى مستوى قياسى جديد حيث يستمر المستهلكون فى الشعور بضيق أزمة تكلفة المعيشة، وأصبحت الوجبات الجاهزة والقهوة أكثر تكلفة بكثير.
وتراجع التضخم فى المتاجر بشكل طفيف عن المستويات المرتفعة القياسية فى أبريل، حيث أدت الخصومات فى متاجر الأزياء والأثاث إلى تباطؤ تضخم التجزئة على نطاق أوسع. لكن أسعار المواد الغذائية ارتفعت إلى 15.7% وهى أعلى نسبة مسجلة، وفقا لأحدث مؤشر أسعار متجر BRC-NielsenIQ. وأفادت الأرقام الجديدة بأن أسعار المتاجر ارتفعت بنسبة 8.8% فى أبريل مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضى، بتراجع طفيف من 8.9% فى مارس.
وجاء ذلك فى الوقت الذى سجلت فيه المتاجر غير الغذائية تضخمًا بنسبة 5.5% للشهر، متراجعا من 5.9% فى مارس حيث خفضت المتاجر الأسعار فى محاولة لجذب العملاء.
لكن أسعار الغذاء قفزت إلى 15.7% من 15% فى مارس، وارتفعت أسعار المواد الغذائية الطازجة بنسبة 17.8% على أساس سنوى لشهر أبريل، فى حين ارتفعت أسعار السلع المعلبة بنسبة 12.9%.
وقالت هيلين ديكنسون، الرئيسة التنفيذية لاتحاد التجزئة البريطانى (BRC): «انخفض التضخم فى أسعار المتاجر بشكل طفيف فى أبريل بسبب التخفيضات الكبيرة على الملابس والأحذية والأثاث.
ومع ذلك، ظلت أسعار المواد الغذائية مرتفعة نظرا لضغوط التكلفة المستمرة فى جميع أنحاء سلسلة التوريد».
وأشارت إلى أن «التأثير الضار من زيادة تكاليف الإنتاج والتعبئة يعنى أن الوجبات الجاهزة أصبحت أكثر تكلفة، كما ارتفعت أسعار القهوة أيضا بسبب ارتفاع تكلفة حبوب البن، فضلا أن الدول المنتجة الرئيسية تصدر كميات أقل».
