الإثنين 4 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأكاديمية العسكرية لا تتوقف على إعداد وتأهيل الطلبة ولكنها تعد كوادر للعمل بمؤسسات الدولة

الرئيس فى تصريحات له خلال جولته بالأكاديمية العسكرية: حريصون على إيجاد حلول نهائية للأزمة الاقتصادية

 قال الرئيس عبدالفتاح السيسى: إننا حريصون على إيجاد حلول نهائية للأزمة الاقتصادية والعمل بجد فى كل القطاعات والمجالات، مشيرا إلى أن الحكومة تعمل على تنفيذ مجموعة من الإجراءات للتخفيف من آثار تلك الأزمة.



وأوضح الرئيس خلال لقائه مع طلبة الأكاديمية العسكرية أثناء زيارته التفقدية لها فجر أمس،  أننا نعمل على توفير العملة الصعبة ولن نتوقف عن توفير احتياجاتنا الأساسية، مشددا على أننا بذلنا جهودا غير مسبوقة لزيادة الرقعة الزراعية.

وأضاف الرئيس أننا نحرص على توفير احتياطى استراتيجى من السلع الأساسية لمدة تتراوح ما بين خمسة إلى ستة أشهر.

وأكد الرئيس أن سياسة مصر الخارجية تتسم بالاعتدال والتوازن وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للآخرين، لافتا إلى أننا نحاول أن نكون عاملا إيجابيا لإيجاد حلول للأزمات التى تواجه المنطقة كما حدث عندما استضافت مصر مؤتمر دول جوار السودان لمحاولة إيجاد حل سلمى لأزمة السودان.

وأشاد الرئيس بدور الأكاديمية العسكرية المصرية، مؤكدا أن دور الأكاديمية لا يتوقف فقط على إعداد وتأهيل الطلبة ولكنها تقوم بدور فى إعداد كوادر للعمل بمؤسسات الدولة المختلفة.

ووجه التهنئة للخريجين من الأكاديمية العسكرية، متمنيا التوفيق للطلبة الجدد وداعيا الله عز وجل أن يحفظ مصر.

وأكد الرئيس أن هناك تطويرا مستمرا كل يوم لأن هذا هو سنة الحياة ومن يتوقف عن التطوير تتجاوزه الأحداث، وبالتالى نحن فى تطوير مستمر.

وطمأن الرئيس المواطنين على الأحوال، مؤكدا أننا لم نتوقف أبدا عن العمل فنحن فى عمل مستمر على كل شبر من أرض مصر.

وحول الأزمة التى تثير قلق المواطنين، أكد الرئيس أن البلاد شهدت العديد من الأزمات فيما مضى، ولكن بالجهد والمثابرة عبرنا العديد من الأزمات، لافتا أن الأزمة الراهنة لم تكن الدولة السبب فيها وإنما كانت نتاجا لأزمة عالمية.

وأشار الرئيس السيسى إلى أنه رغم الأزمة الراهنة وارتفاع أسعار السلع الأساسية، إلا أن الدولة بذلت جهدا غير مسبوق لزيادة الرقعة الزراعية وستضيف خلال الشهور القليلة القادمة إلى خريطة مصر أكثر من 3 ملايين فدان فى الدلتا الجديدة وسيناء وشرق العوينات، ولكن سنظل فى حاجة إلى الاستيراد نظرا إلى ارتفاع كميات الاستهلاك من قمح وزيت وغير ذلك من سلع أساسية.

وأكد السيسى اعتزازه وتقديره للجهد المبذول من قبل الأكاديمية العسكرية فى إعداد الطلبة، مشددا على متابعته الدائمة لهم من خلال التواصل الدائم مع قادة القوات المسلحة ومدير الأكاديمية العسكرية، مشيرا إلى أن الاختبارات النهائية للكلية والأكاديمية انتهت بالكامل، ونستعد حاليا لموضوعين فى وقت واحد وهما تخريج دفعات جديدة من الأكاديمية والكليات العسكرية بالكامل واستقبال دفعة جديدة من الطلبة الجدد.

وشدد الرئيس على أنه دائما ما يزداد تقديره للجهد المبذول والإعداد الكبير الذى تقوم به الأكاديمية خلال الفترة الحالية المهمة جدا، مؤكدا الاستمرار الدائم فى تطوير الأكاديمية العسكرية.

وفيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية الراهنة التى تقلق الناس، قال السيسى: «مصر مرت بأزمات كثيرة وبالجهد والمثابرة عبرتها»، منبها إلى أن الأزمة الاقتصادية التى نعانى منها حاليا لم نكن سببا فيها بل حدثت نتيجة لظروف مر بها العالم أجمع سواء أزمة (كوفيد- 19) والتى كان لها تأثير سلبى على الاقتصاد العالمى الذى نرتبط به بشكل أو بآخر، أو الأزمة الروسية- الأوكرانية والتى لها تأثيرها على الأسعار.

وأضاف «أنه رغم هذه الأزمة الكبيرة وارتفاع أسعار السلع الأساسية بالرغم من الجهد المبذول.. سنضع خلال شهور قليلة على خريطة مصر مساحات ضخمة جدا من الأراضى الزراعية سواء كانت فى الدلتا الجديدة أو فى توشكى أو شرق العوينات بالإضافة إلى سيناء والريف المصرى ليصل مجموع تلك المساحات الزراعية المستصلحة لأكثر من 3 ملايين فدان وهى مساحات زراعية ضخمة جدا جاءت نتاج العمل والجهد الجبار لتحقيق إنتاج زراعى غير مسبوق فى فترة زمنية قصيرة».

وأكد الرئيس أنه حتى فى ظل هذه المساحات الزراعية المستصلحة الضخمة فإننا نحتاج إلى استيراد سلع أساسية مثل القمح والذرة وزيت الطعام وبكميات كبيرة، فنحن نستهلك على الأقل من 18 إلى 20 مليون طن قمح فى مصر سنويا، وحتى إذا أنتجنا نصف تلك الكمية فإننا بحاجة إلى استيراد النصف الآخر من الخارج، ولذلك ترتفع الأسعار.

وأوضح الرئيس أن الدولة تستورد أكثر من 90% من إجمالى حجم استهلاكها من زيت الطعام، لافتا إلى أن كل ما يتم استيراده يكون بالعملة الصعبة ويتم بيعه للجمهور بالجنيه، وبالتالى مطلوب من الدولة بشكل دائم تدبير عملة صعبة تكفى جميع المطالب ومستلزمات الإنتاج وغيرها.

ومضى الرئيس قائلا: «نحن لا نتوقف أمام تلك الأرقام الكبيرة لتكلفة استيراد السلع ولكننا نتوقف أمام الظروف التى يمر بها العالم ونتأثر بها»، مؤكدا أنه يتم العمل دون توقف وليس هناك ما يدعو للقلق حول وجود أزمة فى تلك المواد، حيث يتم تدبير الاحتياطيات بحوالى من 5 إلى 6 أشهر من تلك السلع الأساسية لمجابهة أية ظروف غير مواتية.

وقال الرئيس: إن الدولة تعمل على توفير الوقود بشكل منتظم لأكثر من 10 ملايين سيارة تتحرك يوميا على امتداد الجمهورية، مشيرا إلى أن هناك كمية يتم استيرادها من الخارج. وأضاف الرئيس السيسى أن مصر فى حاجة يوميا إلى 18 ألف طن مازوت لتشغيل محطات الكهرباء فى ظل الارتفاع الكبير فى درجات الحرارة.. موضحا أنه يتم شهريا إنفاق من 300 إلى 350 مليون دولار لتوفير حوالى نصف مليون طن مازوت.

وأكد الرئيس، أن إنتاج الدولة من الغاز أسهم بشكل كبير أيضا فى سد احتياجاتنا، مشيرا إلى أنه لولا ذلك الإنتاج لحدثت أزمة كبيرة.

وتطرق الرئيس إلى قضية ارتفاع أسعار السلع، مطمئنا المواطنين بأن الحكومة تعمل على وضع مجموعة من الإجراءات لتخفيف آثار هذه الأزمة.

وأشار الرئيس إلى وجود خطة طموحة جدًا لحل أزمة الاقتصاد والصناعة ومستلزمات الإنتاج وتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج وإيجاد بدائل فى مصر أو إنتاج يغطى مطالب هذه المستلزمات أو المنتجات التى نحتاجها فى حياتنا اليومية.

وتابع الرئيس قائلا: «إذا ظلت فاتورة الاستيراد من الخارج التى نحتاج لها عملة صعبة سواء لسلع أو مواد بترولية أو مستلزمات تدخل فى الصناعة فى مصر أو أدوية وهى احتياجات ضرورية تكلفتها رقم كبير جدا.. لافتا إلى أننا سنعانى حال عدم توفير ذلك الرقم من خلال العمل والتصدير وتوفير بدائل له داخل مصر، مؤكدا ضرورة تجاوز هذا الموضوع».

وأوضح السيسى أنه عندما يتم التحدث عن إنتاج زراعى لنحو 3 أو 4 ملايين فدان، فإن ذلك يعد رقما كبيرا يسهم فى تقليل جزء من استيراد السلع الغذائية، منوها إلى أننا خلال عام آخر على أقصى تقدير سنكون قد أضفنا على خريطة سيناء أكثر من 450 ألف فدان وفى الدلتا حوالى 2 مليون فدان تقريبا وتوشكى وشرق العوينات مليون آخر، ومناطق أخرى مثل بنى سويف والمنيا حوالى 60 ألف فدان وكوم أمبو حوالى 150 ألف فدان.

وتابع الرئيس قائلا: «يتساءل البعض عن السبب فى أننا ما زلنا نواصل العمل بعد كل هذه الأرقام التى تضاف إلى ما كان متواجدا سابقا.. أقول لهم نعم ما زلنا نواصل، لأن تعدادنا وصل إلى 105 ملايين نسمة بالإضافة إلى 9 ملايين لاجئ متواجدين معنا يحتاجون إلى توفير احتياجاتهم الأساسية».

وعن الوضع فى المنطقة قال الرئيس إن مصر لديها ثوابت أساسية فى التعاملات الخارجية تتسم بضمان توفير عامل الاستقرار فى محيطها.. موضحا أن مصر منذ القدم تدير سياستها الخارجية بمبدأ التوازن والاعتدال وأن تكون عاملا إيجابيا لحل الأزمات التى تمر بالمنطقة مثل ما يحدث فى ليبيا والسودان، مستدلا على ذلك بمؤتمر دول جوار السودان الذى استضافته مصر منذ أيام فى محاولة لحل الأزمة هناك.

وأعرب الرئيس عن سعادته بتواجده مع طلبة الأكاديمية العسكرية المصرية قائلا: «سعيد بما أسمعه وبما أراه .. ربنا يوفقكم.. سبق وأن قلت وأقول مرة أخرى أن الأكاديمية ليس دورها فقط أن تقوم بتأهيل وإعداد طلبة الكليات العسكرية ولكنها تقوم أيضا بدور فى إعداد كوادر تدخل وتعمل فى مؤسسات الدولة المختلفة، بحيث من يتولى الوظائف فى الدولة يكون على قدر من المسئولية والاجتهاد والأمانة والإخلاص، لذلك نحن نحاول ونسهم فى إعداد وتأهيل تلك الكوادر لمدة 6 أشهر مثلا وبعد ذلك نتابع نتائج ذلك التأهيل للتأكد من أن ذلك المسار يحقق الهدف المأمول، وأنه جيد أو بحاجة إلى المزيد من الإضافات.

ووجه الرئيس فى ختام كلمته التهنئة للخريجين متمنيا التوفيق للدفعة الجديدة التى ستدخل الأكاديمية، قائلا: «أشكركم وأتمنى لكم كل التوفيق والله دائما يحفظكم ويحفظ مصر».

رافق الرئيس السيسى، خلال جولة تفقدية للأكاديمية العسكرية فجر أمس، الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق أسامة عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من قادة القوات المسلحة.