الجمعة 4 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بعد غمر إسرائيل لأنفاق حماس بمياه البحر

تحذيرات دولية من كارثة إنسانية وبيئية فى غزة

حذر المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فيليبو جراندي، من المزيد من النزوح فى منطقة الشرق الأوسط، بسبب الصراع فى غزة، فيما اجتمع مسئولو الأمم المتحدة وساسة ومجموعات إغاثة فى جنيف أمس الأربعاء للبحث عن حلول لأزمة نزوح عالمية.



وقال جراندى خلال المنتدى العالمى للاجئين فى جنيف، والذى يعقد كل 4 سنوات «هناك كارثة إنسانية كبرى تتكشف فى قطاع غزة، وحتى الآن فشل مجلس الأمن فى وقف العنف».

وأضاف «نتوقع سقوط مزيد من القتلى من المدنيين وزيادة المعاناة وكذلك المزيد من النزوح الذى يهدد المنطقة».

كما حث جراندى المجتمع الدولى على عدم نسيان أزمات أخرى تسبب النزوح.

وقال «بينما لا يزال هناك تركيز قوى على غزة، ولابد أن يبقى ذلك، أدعوكم فضلاً ألا تغفلوا الأزمات الإنسانية وأزمات اللاجئين الملحة الأخرى».

ومن المتوقع أن يقدم المشاركون فى المنتدى، الذى يستمر حتى يوم الجمعة، تعهدات حول قضايا محددة تتعلق باللاجئين مثل التعليم وتعزيز العودة الطوعية إلى البلدان الأصلية. ويلتحق 60 % فقط من الأطفال اللاجئين بالمدارس.

من ناحية أخرى، كشف مسئولون أمريكيون مطلعون أن الجيش الإسرائيلى بدأ بضخ مياه البحر إلى الأنفاق فى قطاع غزة فى إطار محاولات مكثفة لتدمير البنية التحتية للأنفاق التى أنشأتها حركة حماس.

فقد أدى هذا الكشف إلى قلق بعض المسئولين الأمريكيين بشأن الخطة الإسرائيلية بسبب تأثيرها على البيئة، وعلى توافر مياه الشرب الشحيحة أصلاً فى القطاع وامتداد آثاره إلى أجيال قادمة.

وقال البروفيسور إيلون أدار من معهد زوكربيغج لأبحاث المياه فى جامعة بن جوريون، إن المزيد من الأضرار البيئية المحتملة لطبقة المياه الجوفية فى غزة عن طريق إغراق الأنفاق ستعتمد على كمية المياه وكثافتها، بحسب ما نقلت صحيفة «تايمز اوف إسرائيل» فى وقت سابق من الشهر الجارى.

وأضاف أن ضخ كمية صغيرة نسبياً من مياه البحر يؤثر على المنطقة الواقعة بين ساحل البحر الأبيض المتوسط ونقطة اختلاط مياه البحر والمياه العذبة، مشيراً إلى أن ذلك سيكون له عواقب ضئيلة. 

فى سياق آخر، كشف القيادى فى حركة فتح الفلسطينية، سرحان سرحان، عن وجود اتصالات ولقاءات ثنائية مع حركة «حماس» للوصول إلى اتفاق ينهى الانقسام الموجود بين الطرفين، إذ يشكل الانقسام «خنجرا فى خاصرة الشعب الفلسطيني»، ويرضى الحكومة الإسرائيلية، مؤكدا أن الفصائل الفلسطينية موحدة فى الميدان ولن تتركه، دفاعا عن القرى والمدن الفلسطينية.

وفى حديث لإذاعة «سبوتنيك» الروسية ، شدد على أن منظمة التحرير الفلسطينية تجمع كل فصائل المقاومة، وتمثل الشعب الفلسطينى وقضيته المحقة، وهى من تقرر من يقود قطاع غزة والضفة الغربية بعد انتهاء الحرب، وليس حكومة نتنياهو.

من جانبها، دعت منظمة التعاون الإسلامي، أمس، المجتمع الدولى إلى إلزام إسرائيل، بالامتثال الفورى والكامل لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذى يطالب بالوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة لأسباب إنسانية.

ورحبت منظمة التعاون الإسلامى، التى تتخذ من جدة السعودية مقراً لها، فى بيان لها، اليوم الأربعاء، «بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذى يطالب بالوقف الفورى لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

فى المقابل، أكد وزير الخارجية الإسرائيلى إيلى كوهين أن الموافقة على وقف لإطلاق النار فى هذه المرحلة سيكون خطأ وإن إسرائيل ستواصل حربها على حماس سواء بدعم المجتمع الدولى لها أو دونه.

وقال كوهين إن «إسرائيل ستواصل الحرب على حماس سواء بالدعم الدولى أو بدونه»، مضيفاً أن «وقف إطلاق النار فى المرحلة الحالية سيكون هدية لمنظمة حماس الإرهابية وسيسمح لها بتهديد سكان إسرائيل مرة أخرى».

كما دعا كوهين المجتمع الدولى إلى للعمل «بفعالية وحزم» من أجل حماية مسارات الشحن العالمية، بحسب ما نقلت «رويترز».

فى سياق متصل، قال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية ليئور بن دور إن الولايات المتحدة لا تزال تعطى الضوء الأخضر «الواضح» لمواصلة الحرب فى غزة، وإن تصريحات الرئيس الأمريكى جو بايدن التى وجّه فيها انتقادات لحكومة إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ما هى إلا نصائح كى تنجح فى مهمتها.

ميدانيا، شنت قوات إسرائيلية، أمس، حملة اقتحامات ومداهمات واعتقالات واسعة فى مناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس.

وتخلل الاقتحامات مواجهات أدت لاعتقالات طالت 38 فلسطينياً، فيما دارت اشتباكات فى جنين ونابلس أسفرت عن إصابات متفاوتة فى صفوف الفلسطينين.

وأفادت هيئة شئون الأسرى والمحررين الفلسطينيين بأن قوات إسرائيلية اعتقلت عشرات الفلسطينيين من الضفة، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية.

من جانب آخر اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى، الأربعاء، وسط دعوات لتكثيف هذه الاقتحامات بالتزامن مع حلول «عيد الأنوار» اليهودى الذى يتواصل حتى نهاية الأسبوع.

وأفاد شهود عيان بأن قوات إسرائيلية أدخلت عشرات المستوطنين لباحات المسجد ووفرت لهم الحماية.