الخميس 3 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
صناع الشر

صناع الشر

هناك مثل قديم وشهير فى الوقت نفسه تعلمناه قديمًا يقول: «عندما يعض الكلب الرجل فهذا ليس خبرًا بل عندما يعض الرجل الكلب فهذا هو الخبر» وهو ما يحدث الآن فى السوشيال ميديا والإعلام بكل طوائفهما، الكل يبحث ويجرى حول الرجل الذى عض الكلب ويحاول أن يجود من عنده بأن هذا الرجل ما هو إلا حيوان مفترس استطاع أن يعض الكلب الأليف والحمل الوديع ثم يتحول الخبر إلى تريند بعدها يتحول إلى قضية رأى عام ويظل يتداول فى كل صفحات السوشيال ميديا ووسائل الإعلام حتى يقوم رجل آخر بعض كلب الآخر فينتقل التريند من الحالة الأولى إلى الحالة الثانية وهكذا أصبح حال السوشيال ميديا التى أصبحت أقوى سلاح مؤثر فى الرأى العام الذى يجرى دائمًا وأبدًا حول الإثارة وحول الحالات الشاذة وبمعنى آخر حول الفضائح لذلك نجد أن أغلب أخبار السوشيال ميديا متجهة حول الفنانين والرياضيين والشخصيات العامة وأخبار الفضائح عمومًا أو حول الحوادث المتعلقة بالسمعة والشرف، هذا المثل من الممكن أن يكون قيل فى وقت بعيد لتعليم أو تدريب من يريد أن يعمل فى الصحافة والإعلام أهمية الخبر أو كيفية صناعة الخبر الذى يلفت نظر القارئ أو الرأى العام وأعتقد من قال هذا المثل لا يمكن أبدًا أن يكون هدفه ما يحدث الآن فى وسائل الإعلام والسوشيال ميديا التى تحولت لإلقاء الاتهامات ونشر الفضائح دون ضابط أو رابط وبشكل مخيف لأنها أصبحت هى المحرك الحقيقى للرأى العام وحتى الشخص الذى يصيبه سهم السوشيال ميديا وتبين فيما بعد أنه برىء لن يستطيع أبدًا أن يعيد حقه الذى ضاع فى غمضة عين أو يعيد كرامته التى أصبحت فى الحضيض.



وأعتقد أيضًا أن أسلوب الاستسهال والبحث عن المشاهدات والقراءات والتريند لها مفعول السحر لدى أصحاب هذه الوسائل فكل ما يهم ناشر الخبر فى المقام الأول هو الانتشار الواسع بأى شكل من الأشكال حتى لو كان ذلك على حساب وسمعة صاحب الخبر وحتى لو تمت تبرئته فيما بعد فإنه لن يستطيع أن يعيد حقه وسمعته التى تكونت فى الواقع، الأمر أصبح خطيرًا جدًا ويحتاج إلى مراجعة وإعادة ضبط الوسائل الإعلامية من جديد والتمسك بميثاق الشرف الإعلامى الذى يضع ضوابط لعمليات النشر ويحتاج إلى نشر الوعى والفكر عن عمليات النشر الصحيحة ويحتاج فى المقام الأول إلى ضمير إنسانى يفرق بين الخبر الصحيح وبين أخبار الإثارة والفتنة التى يمكن أن تخلق جوًا عامًا مملوءاً بالتشاؤم ومصر لا تحتاج أبدًا مثل هذه الأخبار بلادنا الجميلة تحتاج من يخاف عليها ويكتب وينشر بكل صدق وأمانة، الناس فى الشارع فى حالة عصبية مشدودة دائمًا وإذا بحثت عن الحالة المزاجية لديهم تجدهم ليسوا فى أحسن حال والسبب الرئيسى يرجع لما يحدث من عمليات نشر واسعة فى كل الاتجاهات تحمل إثارة غير مسئولة وتحمل تشكيكًا فى كل شىء حتى الثوابت أصبحت الآن مباحة من أجل التريند وكثرة المشاهدات مما أصاب المواطن بحالة اهتزاز نفسى.

حفظ الله مصر وحفظ شعبها وقيادتها