السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحد الشعر




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه عبر السنين والأجيال داخل نفوس المصريين.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره بالآخر.. ناشرين السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر.. للشعر.. سيد فنون القول.. الذى يجرى على ألسنة شابة موهوبة..
 شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بمشاركتك على  [email protected]
 

قصيدتان

أيقظتها
بهاتفى
صباح خيركِ العميمِ
ياصديقتى
فأيقظتنى من
مخاوفى
لاتدَّعى صداقتى
ولاتحمِّل الفؤادَ
فوق
َطاقتيه
فوقَ
كل فوقياتِ
طاقتى
ماأنتَ بالصديقِِ
أنت
عنفوانُ لهفتى
صباىَ
وارتعاشةِ الصَّبا
على
جوى ربابتى 
وأنت خافقى
وخفقتى
وساحلى
إنْ
تُلقى بى
مراكبِ الضياعِ 
بينَ ثورةِ العُبابِ 
دونما ثيابٍ
 دونما حقائب السفرْ
وأنتَ لى الأمانُ
من  مطارقِ الخطر
وأنت لى
كدفقة الأمطارِ
للحقول فى مواسمِ الجفافِ
أنت لى الظلالُ- فى الهجير-
 من مظلَّة الشجر
وزقزقاتُ  بلبل االغيوم
فى بيادرى
وأنتَ
رقِّةُ الحنانِ
فى عوالمى
وأنت شاعرى
 وساحرى
وحالمىِ
حفظتَ كلَّ شىءٍ
فى معالمى:
 عيونى َ المدى
وهمسىَ الندىَ
وبسمتى إذا ترنُّ
عند وجهى القمرْ
وضِحْكتى 
يشوبها
ترنيمةُ
(الكسوفِ)
والخفَرْ 
وحمرةُ الورودِ
عند خدَّى التفاحِ
فى صباحِه المولودِ
من بكارةِ السَّحَرْ
وروعةُ الرحيق
من فمى
سخونةُ الشموسِ
فى دمى
أطلالةُ الرمانِ
من نوافذِ القميص
خطرةُ الغزلانِ
فى مشارفِ الميدانِ
فى ابتداءِ شارعى
فكن معى 
ولاتغبْ
ولاتضعْ
من كفكِ الذهبْ
وخذْ فى آخرِ الغناءقبلتى
......
وعندما هممتُ فى تقبيلها
بلهفتى
وغبطتى
وجدتُنى
أقبِّلُ المحمولَ
حاضناً دموعَ خيبتى
2
-----
حينَ أراها
تفنى 
داحسُ والغبراءُ
وتسقطُ   حربُ بسوسٍ
وتتوهُ التبَانةُ ومجراتُ الكونِ
عن السِّربِ
أقيمُ على ساحاتِ القلبِ الشاسعِ
سوقَ عكاظٍ
 يتبارى الشعراءُ المظلومون
المحرومونَ
فأمنحهمْ
جائزةَ الصحراءِ الأولى
وقلاداتِ النيلِ
القادمِ
من برزخِ
عينيها
وأحجُّ
إليها!!
شعر - عزت الطيري
 
هطول

وغدًا نطيرُ مع الغمامْ
مُتَشًفْيِيْنِ من المَواجعِ، والفَواجِعِ
وانكساراتِ الغرامْ
طَيفَانِ من ألقٍ
على أفُقِ النهاياتِ الجميلةْ
تأوى الشُموسُ إليهما،
وتكون للمعنى دليلةْ
نيلانِ ملتحمانِ
فى وطنٍ يُروِّضُ مستحيلَهْ
وغدًا نطيرُ مع الغمامْ
مُتشابكينِ بغُصنِ قافيةٍ يُهدهدهُ وئامْ
مُتناغمين كبلبلينِ
تقاسما عشقَ الحياةْ
مُتلهفين..
كما الغريقِ إلى النجاةْ
نهرانٍ منْ شغفٍ..
يُطوِّقُ دِجلةٌ وجعَ الفُراتْ
وغدًا نطيرُ مع الغمامْ
متشوقين..
كغيمةٍ عطشى
إلى ولهِ الترابْ
متحررين من الكنايةِ
والمجازاتِ العقيمةِ،
والعتابْ
متجاورين كقطرتين
يلُمُّ شوقَهما سحابْ
متعريين من الندامةِ،
واحتراقاتِ الغياب
وغدًا نطيرُ مع الغمامْ
مُتخفيين كجملةٍ قيلتْ
على أذنِ الزحامْ
مُتألقينِ كنجمتين
على فضاءات بعيدة
متموسقين، كما البحورِ
على تفاعيل القصيدة
لا تحبسُ الأحزانُ ضحكتنا،
ولا المُدن البليدةْ
وغدا نجئ مع الغمام..
مُتوهجينِ كخضرة المعنى
على شجرِ الكلام
مترشفينِ حلاوة اللقيا
بشوقٍ لا ينامْ
شعر - منى حسن _السودان
 
 

مفتتح
أنا المصرى .. أنا الأسمر
أنا اللى ف قلبى يتمخطر
ربيـع أخضر
ومتســــــــطر على لسانى
كلام سكـــر
أنا من نيلك أتقطر
ندى فوق خضرة الوادى
أنا على غيرك أستكتر
كلام عادى
أنا يابلادى من نبتك
وعشق النبت للتربة
دا متــــــــــقدر
أنا المصرى أنا الأسمر
« ع السواقى»
الامل يفتح الجرح القديم
لما نرجع ع السواقى
ارجع الشب الصغير
 وترجعى حلوة بضفيرة
 واملك الدنيا بيدى
ورد بلدى وحلم وردى
 توهه .....وحيرة
وافرش الدنيا حكاوى
عن طفولتى وعن صبايا
وعن حنان امى وغناها بينظم غنايا
لما نرجع ع السواقى
تحودى دفة كلامنا للبواقى
لحلم اخضر لسا باقى
وتفردى الضحكة الندية
تحجبى بيها عنيا
 عن جفاكى مرتين والتالتة جاية
 قبل م نروح ع السواقى
 تزرعى الخوف فى جواهر من كلام
 حبنا يكبر جناحه
يطير كما يطير الحمام
لسا طاير....تلمحه الدنيا الغبية
تنعقد عقدة ودواير
وتطلق الدنيا رصاصة ....تجرح الحب اللى طاير
ارتجف يا ام الضفاير
واتزرع نبته خريفها لسه ساير فوق كتافها ترتجف يوقع ورقها ع اللى باقى م السواقى
ع اللى باقى م السواقى
هنشدك وانا لسه بتنفس هواكى
حبى باقى ..حبى يتربى حداكى
سىيف ووردة
 يكبروا جواىَّ ثورة..ويعملوا بنبضى هتافك:
بحبك
حنينة يا نيل يا جنينة
بحبك حنينة يا مينا وسفينة
يا شارع صبانا وضحكة مدينة
بحبك حنينة
 وشجرة وزينة...
بحبك
 بحبك
 يا حبى اللى باقى
 
 

بيطبطب على رجليه المقطوعة
امبارح..
والجو مغيّم جداً
كان ساند نفس الكركوب..
على عكاز تجاعيد روحه
ومستفرد بالعيَّال..
اللى بيلعبوا ماتش كوره شراب
وبيتحسّر على رجليه المقطوعه..
ويعيَّط.
لاحظ الواد اللى بيزقه..
على كرسى باربع عجلات
نشع حيطان الحزن
فاتكعبل ف أول عمود نور..
وعيَّط.
اخد باله صاحبه..
اللى مقرفص وبيلحم كاوتش عجله
فافتكر انه اتأخر ع البنت..
اللى بتستناه ع السطوح
فوقعت الأجنّه..
على ضافره الوسطانى..
فصرَّخ.
شافه عيَّل..
بيدوّر فى الزحمه..
على ديل جلابية أمه
اللى زمانها بتشيل م الأرض
وتحط على راسها
وبتشلشل بالطرحه السوده..
وبتلطم.
شافها قهوجى عينه زايغه..
قعد يفعص ف صدرها..
ويطبطب على كتفها..
ويسقيها ف ميّه بسكر
وافتكر ابنه الوحيد..
اللى مات م الجفاف..
الصيف اللى فات..
فعيَّط.
زغرت له مراته..
اللى كات بتدلدل فى سبت..
مشنوق بحبل غسيل
لبياع بيبرم لها ف شنبه
طرفت عينها هاموشه
فافتكرت أبوها اللى مرمى..
على سرير فى مستشفى الحميات
والدوره الشهريه اللى انقطعت
والغدا اللى قرب يتحرق ع البوتاجاز..
فعيّطت.
 شافها كمسرى..
كان بيبص بالصدفه من شباك القطر
وهىّ بتحاول تسلّك السبت..
من منشر البلكونه اللي تحت
فافتكرها ونسى التلاجه
اللى بيملا منها إزازة الميه للسواق.
شافه السوّاق..
اللى كان بيهدّى..
وهوّ خاشش ع المحطه..
ولامح نفس الكركوب..
اللى راكن..
على كرسى باربع عجلات
وبيتفرج ع العيّال..
اللي بيلعبوا ماتش بكوره شراب..
وبيطبطب..
على رجليه المقطوعه
وبيضحك؟!
شعر - السعيد المصرى
 

تباشير نهارنا الجديد
(إلى شعب مصر العظيم الذى خرج فى 30 يونيه)
النور بيتسرسب من الشبابيك
وبيغسل الضىّ وش البيوت الكئيبة بالفرح
بالأغنيات الصبح.. والصوت الجرىء
يا صرخة الطفل البرىء
طالعة الأمانى بالأمل طوابير.. ورا طوابير
قناديل بتمحى العتمة م الأمخاخ
تباشير نهارنا الجديد
هاله فى طالعة عيد
وجايه ف المواعيد
طير الشجر عشش على الأغصان
بيغنى للحرية
بيغنى للأوطان
هربت وشوش البوم على الخربات
باتت حزانى وقلبها مكسور
«تلاتين يا يونية إنت كنت النور»
صهد الجماهير الغفيرة فجرت بركان
زلزال وهزك هزه
علشان تبان العزة والأمجاد
واتهدمت جدران بيوت الظلم والطواغيت
واتزلزلت بلاد العرب والأعجام
قام «الكونجرس» للثورة أحلى قيام
بين الفرح والانهزام
دى مصر لما تقوم وتصحى من نومها
بتغيّر العالم.. ويقوموا على قومها
خايخ يا كرسى الرئاسة
ورئيسك المهزوز
ماكنش له ف السياسه
عايش رهين التعاسة
والانحدار فى الوحل والأوساخ
قالت «جينس» دى ثورة خارجه مالتاريخ
دى ثورة الثورات
ملايين ورا ملايين
قمرة فى ايد قمرات
شايلين وطن فى الننى جوا العين
محروسة م الملاعيين
وبياعين الوطن.. وبياعين الدين
والكل واقف ديدبان
لما نادانا الوطن
الكل قال لبيك
«شبيك أيا لبيك»
النور بيتسرسب من الشبابيك .
شعر - عبده الزراع
 

ملائكية
أحبكِ
حين تثورُ عليَّ الهمومُ
ويفتحُ لي الليلُ
بابَ الألَـمْ !
وحين يحاصرني الحُزنُ
مِن كُلِّ صوْبٍ
ويعصِرُ قلبي
أنينُ الندمْ !!
*  *  *  *
أحبكِ
وجهـاً يزورُ فِراشي
إذا ما احتوتني
ليالي الشتاءْ
ويفتحُ لي صدرُهُ ألفََ بابٍ
لِدُنيا الزهورِ
وصفْـوِ السماءْ !
*  *  *  *
وفي آخرِ الليلِ
يمضي الرفاقُ
وأُمسي وحيداً
بغيرِ رفيقْ
(28)
تُطِلُّ عيونُكِ عبْرَ حروفي
صديقاً وَدوداً
يُنيرُ الطريقْ !!
*  *  *  *
أُحبكِ
يا دفترَ الذكرياتِ
ويا أنَسَ الشِّعرِ
والذَّاكرةْ !!
ويا خنجراً مِخْمَلِيَّاً
ينامُ بقلبي
ويطعنُ في الخاصرةْ !!
*  *  *  *
أُحبكِ
تأتي القصيدةُ أُنثى
تُعانقُ حرفي
وتحنو عليهِ
فيصبحُ دفترُ شِعري
مَزاراً
يحُجُّ المُحِـبُّونَ
- عِشقاً - إليهِ !
*  *  *  *
أُحبُّكِ
حتى تصيرَ القوافي
(29)
والدنْدَنةْ !
ويصبحُ صوتُ النَّوارِسِ
سِحـراً
وأهربُ من ضيِّقِ
الأمكـنةْ !
*  *  *  *
أحبكِ
يصبحُ وجهي مزيجاً
من الوردِ
والفـلِّ
والياسَمينْ
ويصبحُ شكليَ
أنقى بياضاً
يغنِّي فؤادي
مع العاشقينْ !
*  *  *  *
أحبكِ
حتى أصير أميراً
يُعلمه الحُبُّ
معنى الإمارةْ
فحبُّكِ عندي
« أساسُ الحضارة «
*  *  *  *
(30)
تصبحُ كُلُّ المسافاتِ
زيْفاً
ويكسرُ حُبُّكِ كُلَّ الحُدودْ !
ويكتبني في جبين الزمانِ
يُتوِّجُني
في صِحافِ الخلودْ !
*  *  *  *
أحبكِ
حين أحبكِ أبني قلاعاً
من الأمنياتْ
ويُمسي هواكِ خليطاً عجيباً
من اللاَّتعقُّـلِلمعجزاتْ !
*  *  *  *
أحبكِ
أشعرُ أنَّ هواكِ
حكايةُ حُبٍّ
أتتْ كالقدَرْ
وأنَّ حديثَكِ شهْدٌ مُصَفَّى
وأنكِ في ليلِ حُزني
قـمَـرْ !
*  *  *  *
أُحبكِ
حين أُضيئُ السراجَ
(31)
يُنيرُ ليَ الليلَ
كي أكتُبـا
فتأتي القصيدةُ عِطراً يفوحُ
وتغدو حروفي
نسيمَ الصَّـبا !!
*  *  *  *
أحبكِ
حتى أعود صغيراً
يعلمُني الحُبُّ
كيف القراءةْ !
وكيف أُفَرِّقُ
بين الصدور
التي أرضعتْني الشقاءَ
ومَن أرضعتني
البراءةْ !!
*  *  *  *
أُحبكِ
أنتِ قصيدةُ عُمري
ونبضُ حروفي
وبوْحُ المُغـنِّي
ونجوى الفؤادِ
وهمسُ المِدادِ
وأغلى التمـنِّي !
*  *  *  *
(32)
أُحبكِ
يا نجمـةً لم تزلْ
تُحادثُ عنِّي
ضياءَ القمـرْ
وتكتُبُ عني رسائلَ حُبٍّ
وتُرسلها
في
بريدِ المـطـرْ !!
قصيدة ....
أُغنيةٌ مُسافرةُ الحروف
أنا لا أزالُ
أحبُّ في عينيكِ
أحلامَ الطفولةْ !
وسنابلاً خُضراً
نمَتْ وتفتَّحَتْ
وشدَتْ بأنغامٍ جميلةْ
أنا لا أزالُ أراكِ
لحناً ساحراً
مازال رغم تمزُّقِ الأوتارِ
يأبى أنْ
يذَلَّ إلى الكهولةْ !
*  *  *  *
لا تحزني
إنْ جاء صوتي
من شروخِ النفـسِ
معدومَ الصَّدى
عيناكِ
آخِرُ ما تبقَّى
مِن مفاتيحِ الهُدى
كم عشتُ أحلمُ أنْ أراكِ
وأنْ أضُمَّكِ لحظةً
(36)
حتى أُحسَّ بأنَّ عُمري
لم يضِعْ مني
سُـدى !!
*  *  *  *
والآن أجثو عند بابكِ
كالغريبْ !
قلبي كمثلِ الزورقِ الحيرانِ
في ريحِ المغيبْ !
*  *  *  *
الآن أُدركُ
أنني ضيعتُ عمري
في هواكِ بلا ثمـنْ !
يا مَن أشَحْتِ
بِوجهِكِ الوضَّاءِ عني
مساءاتِ الشجَنْ !
مقطع من شعر - اشرف محمد قاسم