الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الروائى اليابانى هاروكى موراكامى.. الحاضر الغائب فى عالم نوبل للآداب




هناك العديد من الأسماء التى تتردد كل عام مرشحة لنيل جائزة نوبل للآداب، وإذا كان أشهرها فى الثقافة العربية الشاعر أدونيس، فإن الأدب اليابانى يعرف أيضا هذه الظاهرة ويمثلها الروائى اليابانى هاروكى موراكامى، بوصفه المرشح الأوفر حظا للفوز هذا العام بجائزة نوبل للآداب إلا أن لجنة نوبل فضلت فن القصة القصيرة على فن الرواية الطويلة بمنحها الجائزة للأديبة الكندية» آليس مونرو (82 عامًا).
ودومًا مايأتى اسم موراكامى(64 عاما) فى قائمة المرشحين للفوز بنوبل، إلا أن اسمه على مايبدو هو تميمة الحظ التى لا ينتهى سحرها ولكن ليس له إنما لغيره من أدباء العالم الذى تتجه لهم بوصلة جائزة نوبل، وكان فى مقدمة المتنافسين عليها أيضًا للعام الماضى إلا أن الكاتب «مويان» ابن جارته الصين كان هو ملك نوبل المتوج للعام المنصرم.
وهو مقارنة بالفائزة باللقب القاصة الكندية آليس مونرو يتجاوز جمهور معجبيه وقرائه حدود بلده اليابان ليمتد لأنحاء العالم، كما أن أعماله ترجمت لكافة لغات العالم رغم أنه يكتب باليابانية وموراكامى نصيب كبير فى خريطة الترجمة للغة العربية إذ ترجمت أغلب أعماله للغة الضاد، اشتهر موراكامى فى اليابان بروايته «الخشب النرويجى» التى نشرها عام 1987 وتحولت لفيلم سينمائى عام..2010.
ويعتبر موراكامى هو أشهر أديب يابانى، ويرجع النقاد دوره البارز فى نشر الأدب اليابانى على نطاق أوسع إلى سر الخلطة السحرية التى تنبض بها رواياته والنزعة الفلسفية السريالية فيها، ولعل روايته «رقص رقص رقص» دليلاًعلى ذلك؛ حيث يجعل من بطل الرواية إنسانًا معذبًا بالاغتراب عن عالمه الرأسمالى الذى يسعى فيه إلى البحث عن معنى إنسانى خالص بعيدًا عن عالم الاستهلاك المادى الذى حول كل شىء حتى مشاعر الإنسان لسلعة ترفيهية.
يقول موراكامى على لسان بطل الرواية: «لسوء الحظ فإن الساعة تدق والساعات تمر ومع هذه الدقات الماضى يتزايد والمستقبل يتراجع.. الإمكانيات تتضاءل وأسباب الندم تتصاعد».
ويعلنها موراكامى صريحة فى رواية» كافكا على الشاطئ»: «السعادة لها شكل واحد أمّا التعاسة فتأتى بكافة الأشكال والأحجام»، كما يقول تولستوي: «السعادة تشبيه أمّا التعاسة فقصة»، ويقول فى رواية: «رقص رقص رقص»: «الناس يموتون فى كل وقت، الحياة أكثر هشاشة مما نظن، لذا ينبغى أن تعاملى الناس بطريقة لا تخلف وراءها ندما، بطريقة نزيهة وإن أمكن.. مخلصة»
 وقد حطمت آخر أعماله وهى رواية «تسوكورو تازاكى الباهت وسنوات ترحاله» التى صدرت فى اليابان فى ابريل الماضي، الأرقام القياسية؛ إذ تجاوزت مبيعاتها مليون نسخة فى الشهر الأول لها. وكانت روايته» آى كيو 84» التى تقع فى 1000 صفحة ظاهرة ادبية عالمية وبلغت مبيعاتها أكثر من 1.5 مليون نسخة فى اليابان بعد نشرها عام 2009، رغم أنها رواية أثارت الجدل من ناحية مضمونها الأخلاقى.
وقد تأثر موراكامى منذ نعومة أظافره بالثقافة الغربية، وخاصة الموسيقى الغربية والأدب. وكثيراً ما كان يتميز عن الكتاب اليابانيين الآخرين بتأثيراته الغربية ويعرف بولعه الشديد بكافكا وديستوفيسكى وبلزاك، وتعتبر الموسيقى خاصة الغربية هى العامل المشترك الجوهرى فى أعمال الأديب اليابانى سواء من عناوين أعماله المقتبسة من سيمفونيات أو أغان شهيرة كما أن عددًا كبيرًا من أبطاله يجيد العزف على البيانو، أو يعشق الموسيقى سواء كانت كلاسيكية أو موسيقى البوب أو الجاز.
درس موراكامى الدراما فى جامعة واسيدا فى طوكيو، حيث التقى زوجته، يوكو. كانت وظيفته الأولى فى متجر تسجيلات، وهو عمل إحدى شخصياته الرئيسية، تورو واتانابى فى رواية الخشب النرويجي. قبل وقت قصير قبل انتهائه من دراسته، فتح موراكامى مقهى «بيتر كات» مع زوجته الذى كان عبارة عن مسرح لموسيقى جاز فى المساء فى حى كوكوبونجى بمدينة طوكيو.
قام بتأليف روايته الأولى وهو فى عمر 29 عامًا وقد حصل الروائى اليابانى على جائزة فرانز كافكا من قبل وذلك لتميز رواياته بحبكة درامية متسربلة برداء سريالى.
ومن أشهر أعماله: «اسمع صوت أغنية الريح» و«بينبال» و«كافكا على الشاطئ» و«جنوب الحدود، غرب الشمس» و«سبوتنيك الحبيبة» و«الغابة النروجية» و«رقص.. رقص.. رقص».