السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القرى السياحية تفقد «سيوة» طابعها والأثرى




مطروح - ياسر محمود

تتعرض البيئة الطبيعية لواحة سيوة لتعديات كبيرة من قبل المستثمرين بما اثر على خصوصيتها وتفردها بعد تكالب المستثمرين عليها لإقامة قرى ومدن سياحية يغلب عليها طابع التمدن بما يخالف الاشتراطات البيئية والجمالية التى تتم فى مبانى واحة سيوة منذ القدم، فمؤخرا شهدت الواحة إقامة 32 قرية وفندقا سياحيا فى تعد خارق لخصوصيتها الطبيعية وما يتبعها من إهمال وسرقة للآثار والمقتنيات السيوية فى غيبة المسئولين.

الغريب أن غيرة السائحين الأجانب على هذه الآثار وحرصهم عليها اكثر من حرص المسئولين عليها وما يؤكد ذلك الشكوى التى تقدمت بها إحدى عضوات بالسفارة الألمانية منذ عامين بالقاهرة اكدت فيها أن آثار واحة سيوة تباع فى الطرقات بالواحة مطالبة بضرورة حماية هذه الآثار والمحافظة عليها يؤكد خلف إبراهيم من الاهالى أن محافظة مطروح وضعت مجموعة من الضوابط عند التقدم لإقامة هذه القرى والفنادق والمنتجعات السياحية بحيث تناسب مبانيها الطابع البيئى للواحة ولا تؤثر على البيئة إلا أن عددا كبيرا من هؤلاء المستثمرين لم يلتزموا بهذا الاتفاق وقاموا بإنشاء مبان ذات طراز معمارى حديث يتسبب فى إهدار الشكل الطبيعى للواحة.
أشار الى أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل ان اهالى الواحة بعد ان كانوا يلتزمون بنظام معمارى ليحل محله البناء بالحجر الأبيض الذى شوه الشكل الجمالى للواحة.
وأضاف ان السيويين يحرصون فى البناء ان يتفق مع طبيعة المناخ والعمل الزراعى من استخدام مادة الكرشيف فى البناء وهى مادة مكونة من الطين ذى اللون الأصفر الممزوج بالملح وجذوع النخيل فى الأسقف وألواح خشب الزيتون للأبواب بدأوا يتخلون عن هذا النظام.  
ويقول رزق على حجاج "موظف" ان واحة سيوة تمتلك الكثير من المواقع الأثرية الهامة ولكنها مهملة وفى حالة يرثى لها فهناك الكثير من المعابد والآثار الملقاة فى العراء وبدون أسوار تحميها مما يجعلها عرضة للسرقة والنهب مثل متحف آمون ومتحف تتويج الاسكندر الأكبر والذى يئن من الاهمال، أيضا الطرق المؤدية الى هذه المناطق عفا عليها الزمن وفى حاجة الى رفع كفاءة مطالبا بتعيين كوادر فنية تكون قادرة على تحسين مستوى الأداء بهذه المناطق.
وأضاف انه سبق أن تم تخصيص قطعة أرض من المحافظة لإقامة متحف للآثار بمدينة سيوة يضم الآثار والمقتنيات الخاصة بالواحة والتى أثرت فى التاريخ المصرى القديم خاصة فى ظل إقبال السائحين المتزايد على الواحة مما يجعل من الضرورة إقامة هذا المتحف إلا أن هذا المطلب لم يجد صدى من قبل المسئولين حتى الآن مما عرض الكثير من اهالى الواحة الى التدمير والسرقة.
ويلفت "بكر محمد من الاهالى الانتباه إلى أن هناك الغابة الحجرية والتى تبعد عن الواحة بحوالى 50 كيلو مترا وتحوى جذوع أشجار نخيل وزيتون متحجرة وهى حفريات ترجع للعصور القديمة بحالة سيئة بعد استيلاء الزائرين على قطع كثيرة منها لاقتنائها بتكسيرها، وهناك أيضا الواحات المندثرة وتوجد على طريق سيوه - الواحات البحرية وتضم آثارا لقصور ومعابد ومعاصر زيتون وآبار قاربت على الاندثار بسبب عوامل التعرية بالمنطقة.
ويشير جعفر بدر سليمان الى أن معبد التنبؤات ترجع اهميته فى التنبؤ بالمستقبل واستلهام الوحى وكان يحج إليه ملوك وقادة العالم وهو موجود أعلى صخرة اغورمى وحتى الآن لم يتم اكتشاف المعبد كاملا لان أهالى سيوة قاموا ببناء منازلهم فوق أجزاء من المعبد،بالإضافة إلى أن هناك معبد الإله آمون بنى فى عهد الأسرة 26 ولم يتبق منه اليوم إلا آثار مهدمة بسبب عوامل التعرية وما يتعرض له من إهمال وسرقات.
يوضح محمد عبدالكريم خريج آثار أن الطريق بين قارة أم الصغير وهى قرية تابعة للواحة وبين الواحة نفسها عدة قرى قديمة أصبحت مهجورة وبها مناطق اثار رومانية وبها قرية "طباطا العرب " وهى مليئة بالمومياوات ومازالت كاملة الأجزاء مثل الشعر والأظافر ويعتقد الاهالى أن هذه القرى قد نزل عليه السخط والغضب فهجرت رغم وجود الماء بها وهناك منطقة جبل الدكرور وتعد من مناطق الآثار القديمة التى يرجع تاريخها الى العصر الفرعونى ويطلق عليها الاهالى مقابر "إبريق" وكان احد مشايخ الواحة قديما قد اتخذ له مقرا فى المقابر المنحوتة على جانب المرتفع بالجبل. وانتقد "عبد الكريم" الاهمال من قبل الجهات بالعيون الطبيعية بمنطقة المراقى فأشجار النخيل المحيطة بها ذبلت وعدد منها ملقى على الأرض بجوار العيون فى مظهر غير حضارى وتحيط بالمنطقة تلال صخرية من كل جانب تضم العديد من الآثار القديمة وكهوف ومقابر وقرى سياحية.
من جهته يؤكد شعبان محمد رئيس مدينة سيوة أن المحافظة وضعت مجموعة من الضوابط والاشتراطات عند التقدم لإقامة اى مشروعات استثمارية بالواحة أهمها الالتزام بالطابع البيئى للواحة من حيث المبانى وعدم تأثير هذه المشروعات على البيئة الطبيعية لها، خاصة أن الطابع البيئى والمحافظة عليه أساسا رئيسيا فى التخطيط لعملية التنمية بالواحة.
وأضاف انه لا يتم الموافقة على إقامة اى مشروع إلا بعد استيفاء الاشتراطات البيئية والصحية حتى لا يؤثر على خصوصيتها، وتم حظر التوسع فى تخصيص أراض زراعية جديدة حتى لا يؤدى ذلك الى تفاقم مشكلة الصرف الزراعى والإخلال بالتوازن البيئى.
وأشار رئيس المدينة الى انه تم اقامة مشروع لتطوير الصناعات الحرفية بالواحة لحماية بيئتها الطبيعية تحت إشراف وزارة التعاون الدولى ومحافظة مطروح.