الجمعة 24 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«المتحف الجيولوجى» المصرى.. كنوز معرضة للضياع




أمام كورنيش النيل  يافطة كبيرة مكتوب عليها «المتحف الجيولوجى المصري» وبجوارها صورة لحيوان «الأرسينوثيريوم» الذى يعنى «حيوان الفيوم»، الذى اتُخذ شعارًا للمتحف، وعمره 35 مليون سنة، لم يجد العلماء سلفًا لهذا الحيوان الآن، أما عُمر المتحف فيزيد عن المئة بعشر سنين.
لم يكن بالمتحف المقام فى حديقة النقل النهرى سوى الموظفين المكان يحيطه الهدوء لا يوجد زائر واحد يتجول فيه، عدة سلالم تجعلك داخل ممر طويل بين الأشجار والشمس التى تلقى بأشعتها على المعروضات، على اليمين بعض الصخور المُكتشفة مثل الجرانيت والسماق والبازلت، وعلى اليسار يقف هيكل لديناصور «سبينوسورس» فى خُمس حجمه الحقيقي.

داخل المتحف ذاته، فى منتصفه يقابلك جمجمة «الأرسينوثيريوم» الذى يُشبه الخرتيت وله جسم فيل، فيما يُعرض بقسم الحفريات الفقّارية، اكتشف العالم سترومر الألمانى 5 أنواع من الديناصورات فى الواحات البحرية، وضعهما فى معرض بميونيخ الألمانية، لكن تم تدمير هذا المتحف فى الحرب العالمية الثانية، ومع تبادل البعثات الأمريكية تم اكتشاف عظام ديناصور فى نفس الموقع الذى عمل به العالم الألماني، وهو ثانى أكبر الديناصورات فى العالم، وعمره 77 ألف سنة، ويُمثّل بين معروضات المتحف، معظم حفريات المتحف اكتشفها علماء أمريكان منذ السبعينات مستخدمين عمالة مصرية، وما قبل السبعينات كان التعاون يحدث مع علماء ألمان وانجليز.

المتحف المؤقت
لا يسع المتحف جميع معروضاته التى كانت به فى موقعه الأصلى بميدان التحرير، لأعمال انشاء مترو الأنفاق، حيث تم نقله لمكانه المؤقت فى حديقة النقل النهرى منذ اثنتين وعشرين سنة حتى الآن، ورفضت وزارة الآثار فى عهد الرئيس المخلوع نقل المتحف لمنطقة «متاحف الحضارات» وحجتهم أنها منطقة للآثار، رغم تخصيص مكان له بالمنطقة.

بالمتحف أيضًا قسم للافقاريات، على طول ممر تتراص حفريات لأصداف وبرمائيات وشعاب مرجانية، والقسم الثالث هو الصخور والمعادن، به ثلاث نيازك مصرية، نيزك اسنا ونيزك النخليت وجبل كامل، وأهدت أمريكا مصر فى عهد كارتر عينة من صخور القمر عام 1973، وعُرضت بالمتحف.
أعجب أباطرة الرومان بصخور السمّاق الموجودة بمصر وقت احتلالهم، وبدأوا بنقل كتل ضخمة منه لاستخدامها كأعمدة فى تزيين الجدران والكنائس وقصور الأباطرة، يقف نموذج من ذلك الصخر فى مواجهة من يدخل للمتحف، وأعلاه كُتبت حكايته على ورقة مثبتة به، يجاور السمّاق صخر الجرانيت على هيئة مسلة، التى تُذكر الزائر بالمسلات الفرعونية.

جنيهان قيمة تذكرة الدخول إلى المتحف، والذى لا يرتاده الكثير سوى الباحثين والجولات التعليمية القادمة من المدارس والجامعات، لا يترك منظمو المتحف زواره دون بيانات تسرد تاريخ الحفريات، وبلوحة معلوماتية داخل اطار زجاجي، تُعرض بيانات أساسية تعطى مساحة للفهم للمهتمين، ومرشدين يهتمون بشرح تاريخ المتحف ومعروضاته، وأيضًا أفلام أغلبها أجنبية ومصرية عن المتحف والديناصورات، لكنها قديمة لارتفاع تكلفة إنتاج تلك الأفلام.

بآخر المعرض تجلس الديناصورات المرسومة ببرواز لقياس الطول، مكتوب أعلاه «قم بقياس طولك، وتخيل حياتك وسط حديقة الديناصورات»، وخرائط تعرض مراحل متابعة لتطور دلتا النيل منذ قبل الميلاد وحتى خريطة الإدريسي، مؤسس علم الجغرافيا.

قاعة مليئة بالكتب منها القديمة والذى مر عليه ثلاثة قرون من الزمان مثل كتاب «التاريخ الطبيعى للحفريات» المتحف، أبجديًا تُعرض الكتب التى تساعد الباحثين فى دراستهم ، وتزخر المكتبة الجيولوجية بأبحاث جيولوجية مصر، ومراجع ومجلات علمية.