الإثنين 27 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أهالي شهداء مذبحة بورسعيد يطالبون «مرسي» بالقصاص.. والمحكمة تدعو للمتهمين بـ«الهداية»




استمعت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحي عبدالمجيد أمس شهادة الشهود في القضية المعروفة إعلاميا بمذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها 74 شهيدا والمتهم فيها 73 من جمهور النادي المصري.
أكد أحد الشهود أنهم تعرضوا إلي الاعتداءات من قبل أهالي بورسعيد فور وصولهم إلي محطة قطارات الكاب بعد أن رفضت شركة النقل ركوبهم الأتوبيسات التي كان من المفترض أن تنقلهم للمدينة.. وأنهم قاموا بالدخول إلي الاستاد دون تفتيش علي غير العادة وبدون تذاكر.. وقال إنه دخل برفقة أصدقائه وأن جمهور المصري تعدي عليهم بالالفاظ والاشارات خلال المباراة وقام بعضهم بقذفهم بالحجارة. وأكد في أقواله أن هذه الاعتداءات كانت من المدرج الخاص بالدرجة الثانية للنادي المصري.
وأضاف أنه بمجرد انطلاق صافرة الحكم فوجئ بهجوم الجمهور المصري علي المدرج الشرقي الخاص بالنادي الأهلي وانه اثناء فراره فوجئ بشخص انهال علي رأسه ضربا بشومة وكاد يفقد الوعي وعندما حاول الهرب شاهد نفس الشخص ومعه آخر يستوقفان طفلا صغيرا ويجبرانه علي خلع «التي شرت» الأحمر الخاص به فبكي الطفل متوسلا اليهما قائلا «احنا آسفين هو احنا عملنا إيه» فرد عليه هذا الشخص قائلا «عاملين رجالة في بلدنا ياولاد الكلب والشرطة معانا» واستكمل الشاهد أقواله أنه بعد ذلك شاهد هذين الشخصين ينهالان بالضرب علي هذا الطفل بحديدة علي رأسه وقال «الطفل وقع ماقامش تاني».. وأثناء سماع أقوال الشاهد سمعت المحكمة صوت تكبير صلاة الظهر من داخل قفص الاتهام فاستفسر القاضي فأجاب رجال الأمن «المتهمين بيصلوا يا أفندم» فقالت المحكمة «طيب صلوا.. ربنا يهديكم» واستكملت المحكمة سماع اقوال الشاهد الذي اكد انه بعد المجزرة التي حدثت ذهب الي النيابة العامة للإدلاء بشهادته.
وقامت النيابة بعرض الفيديوهات والصور عليه وتعرف من خلال الصور علي المتهم الذي أحدث إصابته وتعدي بالضرب بالشومة عليه وعلي الطفل.. بدأ الدفاع الحاضر عن المتهمين في توجيه الأسئلة للشاهد موجها التحية الي قضاء مصر العادل قائلا «في هذا اليوم الجديد في مصر أوجه التحية إلي القضاء» وصفق جميع المحامين الحاضرين عن المتهمين بينما جلس اهالي الشهداء يشاهدون ما يحدث وسط صمت ممزوج بالحزن والقهر.. وبدأ الدفاع في سؤال الشاهد وعندما أطال في الاسئلة قالت المحكمة «القضية اشتغلت وسمعنا الشهود والنيابة اترافعت وسادة أفاضل من كبار المحامين اترافعوا وخلصنا علي الساعة 8 بالليل وإحنا لسه مخلصناش.. عايزين ننجز».. وطالب الدفاع بإخلاء سبيل بعض الطلاب والمتهمين لأداء الامتحانات كما طالب بإخلاء سبيل المتهمين الضباط الذين وصفهم بالمتضررين من حبسهم الاحتياطي لقرب حركة الترقيات الخاصة بهم.
وأشار إلي أن أكاديمية الشرطة تشهد علي إنجازاتهم.. وهنا صاح أهالي الشهداء داخل القاعة قائلين: «واحنا ولادنا ماتوا وهما اللي قتلوهم أصلا» فقالت المحكمة: «قدموا شهود نفيكم علشان كل واحد ياخد حقه».. وبينما قال المدعين بالحق المدني «دي ناس فاشلة وماكنش عندها خطة أمن كويسة وهما السبب في اللي حصل».. وعنما طالب دفاع آخر بإخلاء سبيل جميع المتهمين لأن معظمهم موظفون ويعولون أسرًا ثار أهالي الشهداء وصرخوا وهللوا وحدثت حالة من الهرج داخل القاعة معترضين علي هذه الطلبات.
ثم رفعت الجلسة.. بعدها صرحت إحدي الأمهات «ابني مات وحقه راااح وهما عايزين يخرجوا» ثم أغشي عليها من كثرة الصراخ.. بينما قال والد أحد الشهداء «والله لو أعرف واحد منهم أقسم بالله أخد حق أبني منه حتي لو هدخل السجن ولو هموت مش هسيب حقه».
وتعالت الهتافات داخل القاعة من قبل أهالي الشهداء وقالوا إن الرئيس محمد مرسي هو الذي سيأخذ القصاص من المتهمين ورددوا عبارات «القصاص القصاص»، بينما أعربت إحدي الأمهات عن حزنها الشديد والثقة في القضاء المصري والرئيس المنتخب بالإرادة الشعبية.
وأجلت المحكمة نظر القضية لجلسة اليوم لاستكمال سماع الشهود.