الجمعة 27 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هاآرتس: «مرسى» ألقى الكرة فى ملعب «حماس»




 
هل الرئيس المصرى «محمد مرسى» قادر على التأثير لتغيير التوجه السياسى والعسكرى لحركة حماس؟ هذا ما استهل به الكاتب الإسرائيلى «تسيفى برئيل» مقاله فى صحيفة «هاآرتس»، حاول «برئيل» المحلل السياسى لشئون الشرق الأوسط فى الصحيفة أن يحلل الموقف الحالى فى مصر، وركز على اللقاء الخير الذى جمع بين «مرسى» مع رئيس حكومة حماس «إسماعيل هنية»، فخرج «هنية» بعد اللقاء ليعلن أن مصر ستطيل من عملية فتح معبر رفح وتسمح بعبور مواطنى غزة لمصر، ووافق أيضا على إدخال كمية أكبر من الوقود، والعديد من التعهدات التى حصل عليها من الرئيس المصرى.
 
 
وبالرغم من كل هذا، فأن استجابة «مرسي» للطلبات التى قدمها «هنية» كانت جزئية، فيرى الكاتب الإسرائيلى أن مصر حتى الآن ليست مستعدة لفتح المعبر بشكل دائم وحر لتمرير البضائع، وذلك بسبب الضغط الأمريكي، وأيضا بسبب ضغوط المجلس العسكرى الذى طالب بأن كل تنازل لحماس يكون مقابل تغيير موقف الحركة. والمطلبان الرئيسيان من حماس هما الإنفصال عن الخلايا والجماعات الإرهابية التى تنشط فى سيناء والتى تتسبب فى أضرار اقتصادية وسياسية لمصر، والثانى هو التقدم فى عملية المصالحة الداخلية مع حركة فتح لتشكيل قيادة موحدة. ورأى «برئيل» أن مطالب الجيش المصرى والإدارة الأمريكية لم تردع حماس وأشار إلى ما نشرته صحيفة «روزاليوسف» وكشفها لتفاصيل فى لقاء رئيس المكتب السياسى لحماس «خالد مشعل» مع المرشد العام للجماعة «محمد بديع» حيث اقترح مشغل خلال اللقاء خطة عمل لإنهاء نشاط حماس المسلح خلال عام، وأن مصادر مصرية أوضحت أن حماس قد تعلن عن الحد من أسلحتها مقابل تعهد إسرائيلى بوقف العمل ضد الحركة. ووفقا لما نشرته «روزاليوسف» فإن الأمر الذى فاجئ مرشد الإخوان كان طلب مشعل بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية لتشكيل ضغط على إسرائيل لإطلاق سراح 220 أسيرًا للحركة من السجون الإسرائيلية مقابل الكشف عن معلومات عن الجيش السورى.
وأوضح أن نظام الاتصالات مع القيادة المصرية الجديدة من التخلى عن سوريا وقطع العلاقات مع إيران يلزم «حماس» بإعادة النظر لبدائلها الاستراتيجية فعلى سبيل المثال: إعلان الرئيس المصرى بتمسكه باتفاقية السلام مع إسرائيل يضع حماس أمام معضلة: هل تعترف الحركة بإسرائيل؟ وأكد «برئيل» أن الدور المصرى قد تغير مقارنة بعهد مبارك، الذى لم يتردد فى التعاون لفرض عقوبات على غزة، لكن «مرسي» لا يريد أن يصل لوضع يواصل خلاله سياسات مبارك فيما يتعلق بنشاطها المسلح وهذا بالفعل ما أدركه مشعل. مقارنة بـ«مبارك» فإن «مرسى» إتخذ أسلوبا مختلف، فلم يضع شروطا مسبقة، واستجاب لعدة مطالب لكنه مازال يمسك أوراق المساومة وألقى بالكرة فى ملعب حماس، والسؤال هو كيف سيستطيع هنية ومشعل وباقى الجناح السياسى بالحركة فى إقناع الجناح العسكرى بضرورة تغيير استراتيجيته ونقل دور الوصاية السياسية من سوريا لمصر.
 
 
الحجة القوية التى يستخدمها الجناح السياسى لحماس هو أن نظام الإخوان فى مصر هو الفرصة السانحة لتحييد سطوة إسرائيل على معبر رفح ورفع الحصار المفروض على القطاع ولكن لتحقيق هذا الهدف، فإنه يجب على حماس أن تدفع الثمن السياسى الذى يخدم مصر وسيجعلها فى نهاية المطاف تواجه معضلة صعبة.