الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مباراة وليست معركة
كتب

مباراة وليست معركة




 


  كرم جبر روزاليوسف اليومية : 07 - 11 - 2009


أهلاً بالجزائريين ولكن في قلوبنا حزناً


1


أحمد حسن وعمرو زكي ومتعب وزيدان وبقية زملائهم، هم القادرون علي الرد علي حملة الهجوم والتشويه والتطاول التي تشنها بعض وسائل الإعلام الجزائرية ضد مصر والمصريين.


في أقدامهم وعقولهم أمانة غالية هي أن يسكتوا الأصوات الشاردة التي تسيء لنفسها قبل أن تسيء لبلدنا وشعبنا، وإذا فعلوا ذلك فسوف نرفعهم فوق الأعناق.
نحن لم نفعل شيئاً، لم نحول مباراة كرة قدم عادية إلي معركة عسكرية، لم نعبئ ولم نحشد ولم نعلن حالة الطوارئ القصوي وكأنها معركة حياة أو موت.
2
لا أؤيد تماماً المتساهلين الذين يرفعون شعار "مصر كبيرة" ويجب أن تبتلع الشتائم.. نعم مصر كبيرة، ولكن هناك رأياً عاماً يتابع ويشعر بالأسف والحزن مما يفعله بعض الجزائريين.
الرأي العام في مصر صار يكره كل مصري يقلل من قدر بلاده للدفاع عن الآخرين، وصار يمقت نجوم التجميل الذين ظهروا لتحسين صورة المتطاولين علي مصر.
نعم، صرنا نكره كل من ينافق ويجامل علي حساب بلده، حتي لو ألبس ذلك ثوب الدفاع عن العروبة، والبكاء علي أطلال العلاقات التاريخية والأزلية والمصيرية.
3
نعم.. مصر كبيرة، وسوف ترتفع فوق الصغائر ولن تتطاول علي أحد وستظل عفيفة اللسان، نظيفة القلب، لا تحمل غلاً ولاضغينة لأحد.
ستظل مصر وطناً للجميع، تفتح قلبها وعقلها لأبناء وطنها الكبير، ولن تذكرهم في يوم من الأيام بأنهم أساءوا إليها، أو تطاولوا عليها.
لن نرد عليهم، ولن ندخل في حرب زائفة، تضرب القيم السلوكية والأخلاقية في مقتل، وتجهض الأهداف النبيلة للتواصل بين الدول والشعوب.
4
لكن، لا تقولوا لنا استقبلوهم بوردة وابتسامة.. نعم، سوف نستقبلهم ونرد الإساءة بحسن الضيافة، ونرحب بهم، ولكن دون ورود.
لماذا لم تنصحوهم بذلك في المباراة الأولي، التي استخدم فيها بعض المتعصبين كل وسائل الترهيب ضد منتخبنا الوطني، لدرجة أنهم حرموهم من النوم طوال الليل؟!
هل تنفع الورود في زمن الطوب والحجارة؟ وهل يصلح التسامح النفوس المتعصبة والألسنة البذيئة والعقول المتحجرة؟ وهل تنمو الورود بالماء المالح؟
5
لا أستطيع أن أعمم هذا الكلام علي الشعب الجزائري، فأنا واثق من أنهم طيبون وأخلاقهم رفيعة، ويعرفون قدر مصر، ولكن لماذا يسكت الطيبون علي سفالات المسيئين؟
لماذا لم يصدر أي بيان عن أي جهة أو هيئة أو مسئول جزائري، يدعو إلي احترام مصر وشعبها، وهل الارتفاع عن الصغائر عملية من جانب واحد فقط؟
هل هو السكوت "علامة الرضا"؟.. أم الخوف من المبتزين والشتامين؟.. وما ذنبنا في ذلك؟ وهل سنواجه هذا الغل في كل مباراة رياضية؟
6
نصيحتي لزملائي في وسائل الإعلام المصرية أن يتجاهلوا ذلك تماماً ولا يعطوه أدني أهمية، ونصيحتي لأحباب الجزائر أن يصمتوا لأن الناس زهقت منهم.
نصيحتي ألا يفرط أحد في كرامة بلده تحت أي لافتات أو مسميات، فتحت شعار العروبة.. دفع هذا الوطن كثيراً، وتحمل أكثر.
كرامة مصر والمصريين أولاً وفوق أي اعتبار، ولن ينال منها أبداً لوبي الجحود العربي فهذه شيمهم وهذا طبعهم، ونحن دائماً فوق كل ذلك.
7
الرياضة غالب ومغلوب، ومن الخطأ أن نحشد الجمهور المصري ونعبئه في اتجاه واحد هو أننا "سنفوز، سنفوز، سنفوز".. ولا شيء غير ذلك.
نعم من كل قلبي أدعو الله أن يكلل أمنيات 80 مليون مصري بالتوفيق والنجاح وأن ينصر الله الفريق المصري، وقولوا معي "يارب".
ولكن يجب أن نسلح الناس بالروح الرياضية، وأن يعرفوا تماماً أننا سواء فزنا أو العكس فليست نهاية العالم ولا يأس مع الحياة.
8
هذه العقلانية لا تستطيع أن تكبح جماح الحلم الذي سوف يصبح جميلاً - بإذن الله - يوم السبت، يوم يتحقق الفوز ونخرج جميعاً إلي الشوارع نهتف "مصر. مصر".
أحلم بأن أري الجمهور المصري الجميل يملأ الاستاد عن آخره بالأعلام وصور اللاعبين والملابس الجميلة الملونة لنقول للجميع "هذه هي مصر.. وهذا هو شعبها".
أحلم بمتعب وزكي وزيدان ورفاقهم الأبطال يصولون ويجولون في الملعب، يدافعون عن كرامة وطنهم ضد التطاول والبذاءة.. بالأخلاق الرياضية والأهداف الملعوبة.
9
تبقي كلمة للشعب الجزائري الشقيق الذي نحبه ونحترمه ونحيي بطولاته وتضحياته ونقول: مصر لا تستحق هذا أبداً، ولا تجعلوا شعبها الطيب يشعر بأن العرب والعروبة وبال عليهم وعلي أنفسهم.
ارفعوا شعار اللعب النظيف والأخلاق النظيفة والروح النظيفة، وامنعوا البلطجية والفتوات من الحضور إلي القاهرة لإفساد هذا اليوم الجميل.
أهلاً وسهلاً بكم.. ولكن في قلوبنا ألماً.. مرحباً في بلدكم.. ولكن نعتب عليكم أن سمحتم للصغار أن يمسحوا تضحيات الكبار.


E-Mail: [email protected]