الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شارلى شابلن الذى لا تعرفه!

شارلى شابلن الذى لا تعرفه!

ومن منا لم يشاهد أفلام عبقرى السينما العالمية «شارلى شابلن» ومن منا لم يقرأ مذكراته البديعة التى ترجمها باقتدار مايسترو الصحافة الأستاذ صلاح حافظ.



كان شارلى شابلن نجم الصحافة العالمية وكذلك المصرية الكل يتتبع أخباره وحكاياته سواء فنية أو شخصية وهذا مقال نادر ترجمته مجلة الصرخة سنة 1930 وهى المجلة التى أصدرتها السيدة روزاليوسف عندما أمر إسماعيل صدقى باشا رئيس الحكومة بتعطيل مجلتها روزاليوسف.

عنوان المقال «شارلى شابلن» فى حياته الخاصة وجاء فيه: لا شك أن شارلى شابلن من أشهر الأحياء الآن، ونحن نجهل كثيرًا من أسماء الملوك والأباطرة والقواد والأمراء والعلماء ولكنه لا يوجد شخص يجهل اسم شارلى بل يعرف عنه أكثر من اسمه!!

لم يدرس شارلى شابلن دروسًا خاصة وليس له ميل محدد إلى نوع من أنواع العلوم والفنون، وهذا لا يمنع أن مكتبته تحوى أكثر من ثلاثة آلاف مجلد ضخم لا يفتأ يقلبها ويطالعها فهو يقرأ كثيرًا جدًا، وخصوصًا سير العظماء، ويحب حبًا جمًا الكتب المحلاة بالصور والرسوم، وقد تلفت تلك الرسوم والصور نظره واهتمامه اكثر من موضوع الكتاب!

وشارلى شابلن يستطيع أن يكتب باليد اليسرى كما يكتب باليد اليمنى ولكنه لا يستخدم كثيرا هذه الموهبة الغريبة لأنه لا يميل إلى الكتابة بنفسه بل يملى ما يريد كتابته على سكرتيره الخاص وهو فى السنتين الأخيريتين لم يكتب أكثر من ثلاثة أو أربعة خطابات بيده لا يزيد الخطاب منها على أربعة سطور!

وهو يشتغل عندما يروقه العمل بلا نظام ولا ترتيب، وعندما ينام يضع أمامه «الديكتافون» أى الآلة التى تكتب ما يملى عليها، فإذا حدث أن جاءته فكرة أو خطر له خاطر فى الليل فإنه يميل رأسه إلى ناحية الديكتافون - المسجل - ويلقى فيها الكلمات التى يريد أن يدونها ثم يستغرق فى نومه!

وفى صباح اليوم التالى يأخذ الموظفون الذين فى خدمته تلك الآلة وينقلون منها ما أملاه شارلى فى الليل وكثيرا ما تأخذهم الحيرة ويرتبكون فى فك الألغاز التى يجدونها لأن شارلى لا يملى بنظام أو ترتيب بل إن الجمل والكلمات تخرج من فمه متقطعة أو متباينة أو متراكمة متزاحمة!

وهو يؤلف قطعًا موسيقية ويلحن روايات كثيرة ويعزف على آلات عديدة كالبيانو والأرجن والكمنجة والسكسفون والأكورديون وغيرها بالرغم من أنه لم يدرس الموسيقى ولم يتعلم شيئًا منها إلا من تلقاء نفسه وبدافع الغريزة!

وإذا أراد شارلى أن يقرأ فإنه يضع النظارة لأن نظره ضعيف وكان من قبل يدخن كثيرا أى ثمانين سيجارة فى اليوم أو أكثر!

وشارلى شابلن يأخذ أربعة أو خمسة حمامات فى اليوم الواحد، وفى الصباح وقبل الغداء وقبل العشاء وقبل النوم وأحيانا مرة بعد الظهر، واذا وقف تحت «الدوش» أو جلس فى حوض الماء فإنه يغنى بصوت مرتفع جدا ألحانا يأخذها من روايات الأوبرا فهو يعرف الألحان ولكنه يجهل الكلام الموقع عليها وعندما يغنى يلفظ كلمات غريبة عجيبة هى خليط من الفرنسية والايطالية والألمانية والصينية أحيانا، ولا يستطيع عالم لغوى أن يشرح معناها لان شارلى شابلن لا يعرف غير الإنجليزية! وعنده ثلاثون بيجاما ذات ألوان زاهية واذا جاء المساء فإنه يدخل غرفته ويقفل على نفسه الأبواب ويظل فى الحجرة الى الصباح ولا يفتح لاحد مهما كانت الأسباب وأيا كانت الظروف، وعندما يستيقظ من نومه يحضر له خادمه اليابانى «كونو» جرائد الصباح مع الفطور وهو يهتم اهتماما شديدا بثيابه وعنده منها أكداس مكدسة ولا يُرى إلا فى أزياء حديثة جميلة، لكنه كثير الإهمال فيما يتعلق بوجهه اذا إنه يبقى أحيانا ثلاثة أو أربعة أيام دون أن يحلق ذقنه ويهمه كثيرا أن يكون المنديل الذى يضعه فى جيب الجاكتة من لون الكرافتة التى يلبسها!

وأخيرا ملحوظة لها مغزاها عندما يتحدث شارلى شابلن عن شارلى فى السينما أى عن الدور الذى يمثله فإنه لا يقول أبدا «أنا» بل يقول دائما «هو» أى أنه يعنى أن شارلى هذا غير شارلى ذاك!. عشنا زمن شارلى شابلن ولا يزال يمتعنا!