الثلاثاء 16 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أحمد بهاء الدين بعيون لبنانية!

أحمد بهاء الدين بعيون لبنانية!

الكاتب اللبنانى الكبير «سمير عطاالله» لا يترك مناسبة تمر دون الحفاوة والاحتفال بنجوم الصحافة المصرية، فيكتب عنهم بحب وتقدير وامتنان كبير، ويشيد بفضلهم ومكانتهم ليس فى صحافة مصر وحدها بل فى صحافة العالم العربى كله.



كان الأستاذ الكبير «أحمد بهاء الدين» آخر من كتب عنهم الأستاذ «سمير عطاالله» فى عموده اليومى بجريدة الشرق الأوسط فى مقاله البديع «نبيل الأثر» وقال فيه:

تذكرت صحافة مصر «أحمد بهاء الدين» فى ذكرى غيابه السادسة والعشرين، جميع صحفيي مصر كان حولهم خلاف صغير أو كبير، خصوصًا محمد حسنين هيكل ومصطفى أمين وأنيس منصور وموسى صبرى وإحسان عبدالقدوس فى حياتهم ومماتهم!

فى حياته وفى غيابه كان حول «بهاء» بإجماع لم يكن لأحد غيره، أحبه الجميع واحترمه الجميع، وحاز تقدير وإعجاب الجميع، فى مصر وسائر العالم العربى بعكس «هيكل» كان يميل إلى الانزواء، وبعكس مصطفى أمين كان صاحب شخصية خجولة، وبعكس إحسان عبدالقدوس كان بلا حكايات وحواديت!

وبعكس الجميع لم يكن اجتماعيا، وربما كان هذا أحد أسرار الصعيدى الأسمر المتواضع القامة، العملاق الذكاء والخلق والثقافة والشجاعة الأدبية.

ربما اختلف معه البعض لكن لم يخاصمه أحد، ولا أحد سواه امتلك تلك القدرة على أن يكون «عربيا» ومصريا بالدرجة نفسها والتوازن نفسه، والحرية نفسها، سكينة رائعة فى الذات وثقة كبرى فى طاقاتها ومعارفها.

فى هذه المعانى لم يكن له قرين فى الصحافة، لم يستطع أحد تقليد بساطته ودقته وانتباهه خصوصًا إلى المواهب الجديدة التى تعبر أمامه، ربما أخطأ أحيانا فى كثرة التقدير، لكن أبدًا فى قلته! وبينما تهافت كثيرون على التقرب من الرئيس والسلطة، وبهرجة النفوذ، لم يأبه الشىء من ذلك كان يفضل صحبة الأصدقاء، ورفقة الحكمة وعشرة الطيبين وظرف الظرفاء.

وفى هذا لم يخالف طبيعة المصرى وطباعه ومزاجه، كان يحب سماع النكتة ملء رئتيه، ويجيد روايتها ملء الأصول، وفى حضوره «الأليق» يطغى على المجالس جدًا وفكرًا وفطنة ودعابة.

فى رفقته كانت لندن تندثر بأنس العروبة والنبلاء من العرب، وقد انضم إلى كتاب هذه الجريدة بناء لرغبة شخصية من الملك «سلمان بن عبدالعزيز» الذى قال له:

قد يمضى يوم لا تصل إلينا «الأهرام» أما «الشرق الأوسط» فمعنا كل يوم! ويختتم الأستاذ سمير عطاالله مقاله المهم بقوله:

«أحبه الملوك والرؤساء والزعماء والصحفيون وطلاب الإعلام ونجوم الفن وخصوصًا أم كلثوم وعبدالوهاب، وأنست به عواصم العرب، وفى مهنة الخصومات والعداوات مر قصير العمر نبيل الأثر».

وفى مقال آخر كتبه الأستاذ سمير عطاالله قبل سنوات قال فيه: «فى جيل بهاء كان الصحفى معلمًا ومؤرخًا وصاحب مدرسة ينخرط فيها الآلاف والتخرج كان صعبًا وبهاء كان متفردًا بين الكبار لم يرفض الوهج السياسى لكنه ابتعد عن مواقع النفوذ وصراع المواقع، بهاء كان فلتة متواضعة من العلم والتأمل، لا تعثر فى أى سطر له على نعت أو توتر أو كلمة ملقاة بخفة كأنها وضُعت لسلة المهملات وليس لمقال إلى الأهالى».

مقال محترم من كاتب محترم عن كاتب محترم!