الثلاثاء 16 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
النجمة التى لم يعجبها كلام «إحسان»!

النجمة التى لم يعجبها كلام «إحسان»!

الطريق سهل نحو السماء.. قصة قصيرة للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس نشرها ضمن مجموعته القصصية الرائعة «حائر بين الحلال والحرام» كتب إحسان مقدمة قصيرة من عدة سطور لهذه القصة قال فيها: الاسم الصريح لبطلة هذه القصة كان مكتوبا فى الطبعة الأولى من مجموعة «بائع الحب» والقصة نفسها كانت قد نشرت بموافقة صاحبتها، وقد رفعت اسم البطلة من هذه الطبعة».



ولم يذكر إحسان السبب فى عدم نشر اسم البطلة، والقصة تحكى عن فتاة طموحة تبحث عن المجد والثراء وقررت أن تصبح نجمة سينمائية إنه طريق سهل إلى الثراء، ولا تحتاج فيه لأكثر من الجمال وهى جميلة وهكذا أكد لها الناس!

ويقول إحسان فى قصته: بدأت الطريق ولكنها بداية خاطئة، فقد كان كل همها أن تقلد الممثلات اللاتى سبقناها إلى الشاشة فغيرت اسمها ولغمطت وجهها بالمساحيق وبدأت تتكلم من أنفها.. و.. وفقدت شخصيتها! التى كان يمكن أن تؤهلها للفن، وأصبحت لا شىء أو شيئًا مائعا لا طعم له، ولكن متى كان المنتجون والمخرجون يهتمون بالشخصية المتميزة، أن الفن هو آخر مؤهلات السينما فى مصر ويكفى الجمال والجمال فقط!

ومتى كان الجمال البريء الساذج يستطيع أن يجد مكانا فى دنياهم!

وبدأت تحيط نفسها بفيلق من الأصدقاء كل منهم له مهمة تستطيع أن ترتفع فوقها، وعارضتها عائلتها بشدة، ولكنها ثائرة وكانت عنيدة وكانت قوية فخضعت العائلة.

ويقول إحسان إنها استطاعت أن تتعرف على منتج سينمائى فى الخمسين من عمره ذهبت إليه فى بيته وقدمت إليه نفسها، ويضيف:

المنتج السينمائى رأى فيها جمالا ورأى فيها شبابا وأرى فيها وجها جديدا يستطيع أن يستغله دون أن يكلفه غاليا، ورضيت هى أن ينتج لها فيلما لا  تتناول فيه أجرا إلا ثمن الثياب التى ستبدو بها فى مشاهده.

وقد نجح الفيلم، ولم تنجح هى! لأنها تصنعت فى كل موقف من مواقفه! ولم تجد المخرج الذى يعالج هذا التصنع، بل ربما شجعها المخرج على تصنعها فإن معظم مخرجينا يعتقدون أن الفن «تصنع» وينسون المبدأ الرئيسى الذى يعبر عنه الانجليز «الفن هو ألا تتصنع الفن»! وأصبح الطريق بعد ذلك سهلا ممهدا لا يحتاج إلا إلى الصبر الجميل، لكن كان ينقصها أن تضم إلى أصدقائها بعض الصحفيين ليكتبوا اسمها بأقلامهم فى سماء الفن..

وجاءتنى ضمن من ذهبت إليهم لتحدثنى عن مستقبلها الفنى، واستمعت إلى حديثها وأنا ألمح فى أعماقها جوهر الفن الأصيل، الجوهر الذى تخفيه أتربة زعماء السينما المصرية! ثم قلت: هل تريدين رأيى الصريح؟ انك صورة رسمها فنان مبتدئ غبى لموديل جميل، امسحى هذه الأصباغ عن وجهك، وبدلى هذا الثوب المذوق بثوب بسيط واكسرى كعب حذائك الطويل! وكونى ضنينة بابتسامتك ونظرات عينيك، وتكلمى دون افتعال، ودعى النفس الحلوة تبدو على وجهك، والأصل الطيب يطل من عينيك، ولا تجعلى من رأسك ورشة لمشاريع، بل اعتمدى على القدر واكتفى بالمبدأ الصالح، وامنحى قلبك حق الحياة، ليحيا الجمال الهادئ العبقرى على خفقانه!

وقلت لها: إنك ستكونين نجمة نجوم السينما، ولكنك لن تكونى فنانة إلا إذا درست الفن وتعبت فى دراسته إقرائى ألف كتاب وشاهدى ألف مسرحية، وتتلمذى على يد فنان كبير يبدأ بك السلم من «أوله»، حتى يذيب فيك روح الإنسان، ويخلق منك روح الفنان!

قالت: يظهر يا أستاذ أنك خيالى قوى «أوريفوار بأه»!!

وينهى إحسان القصة ساخرًا بقوله:

وابتسمت فإن رجال السياسة أيضا يتهموننى بأننى خيالى!