الأربعاء 17 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حماس طه حسين والعقاد لإنشاء معهد التمثيل!

حماس طه حسين والعقاد لإنشاء معهد التمثيل!

ستون حلقة إذاعية استغرقها حوار وذكريات الفنان الكبير المخرج زكى طليمات مع الإذاعية الكبيرة والقديرة هدى العجيمى فى برنامجها الأشهر «مشوار حياتى» وضمنت حكاياتها فى كتابها الممتع «الإذاعة المصرية قصة عشق».



حكى زكى طليمات معاناة روزاليوسف السيدة ومجلتها من خصومها وناله جزء ونصيب من هذه المعاناة فيقول: حدثت ضغوط علىّ لأن زوجتى «روزاليوسف» تشتغل بالسياسة، وقد اتصلت فى وقتها بالأستاذ التابعى وكان صحفيا من الطراز الأول، وقد أبدع كثيراً فى الصحافة، وقد اتيحت لى الفرصة أن أكتب فى الصحافة إلى جانب نشاطى الفنى.

وكان البلد وقتها يئن من الإنجليز الذين يحتلونه وفوق هذا فقد كانت الاحزاب أكثر سوءاً ونصحت بأن أقدم تقريرا عن المسرح واحتياجات مصر له، وشكلوا لجنة من الدكتور طه حسين والاستاذ عباس العقاد، ومحمود عزمى وعملوا مناقشة حول التقرير كبداية لحركة مسرحية، فوافقوا على بدء تنفيذ العمل لإقامة معهد للتمثيل ليقدم للشباب من الدارسين مادة الالقاء، وفن التمثيل وحرفية المسرح، خاصة أن الممثل فى حاجة إلى الألعاب الرياضية لكى يكتسب الجسم قوة ومناعة ومرونة وأيضا فن الرقص، وهذا جر علىّ متاعب كثيرة من كل المجتمع.

وبدأت الدراسة فى المعهد وحرصت على أن أقدم من الروايات الأوروبية المترجمة ترجمة صحيحة وقد واجهنا متاعب أخرى خارج المعهد من الجماعة المتحفظين حول فكرة معهد التمثيل بصفة عامة، اضطررت  أن أرد عليهم بمقالات فى الجرائد، ثم كان لهم رأى آخر وهو: ممكن نجعل البنت لا تقف أمام الولد فى التمثيل؟

فقلت: وماذا أفعل فى قصة «قيس وليلى»؟ هل أجيب رجل يقوم بدور ليلى مستحيل! وإلا نعمل روايات ليست فيها نساء فشعرت أن هناك حركات غريبة لإفساد العمل!

وكانت السنة حافلة بالانفعالات الشديدة والجهود التى يبذلها الدكتور طه حسين وهو استاذ كبير كان دائم الحضور لحصص الإلقاء ومتابعة فن الإلقاء الذى كان يدرسه جورج أبيض وهو رجل عريق فى رومانسيته وإليه يرجع انتشار الرومانسية لأنه هو رومانسى عريق حباه الله بصوت جميل تستريح إليه الأذن وبالحضور على خشبة المسرح وأنا نفسى نشأت ممثلا رومانسيا لكن بعد سفرى إلى أوروبا تطورت بعض الشىء!

وكان عزيز عيد مغرقا فى واقعيته وعبدالرحمن شكرى مغرقا فى الرومانسية أيضا!

وعندما سافرت إلى أوروبا لبعض الأعمال المتعلقة بالمعهد علمت بأن معهد التمثيل قد أغلق لأن الوزير عين سفيرا فى بلجيكا وجاء مكانه وزير آخر كان وزيراً للأوقاف وأغلق المعهد فنقلونى إلى دار الأوبرا وكنت أول سكرتير مصرى يتولى هذا المنصب قبل شكرى راغب تم هذا فى عام 1932 وكنت موظفا فى مصلحة الفنون الجميلة، وعند مراجعتى لأوراقى وجدت شيئا مهما وهو أنه من الضرورى أن نوجه نظر الجمهور إلى المسرح قبل أن نفكر فى التمثيل لأنى لاحظت أن الجمهور قد انصرف عن المسرح فالجمهور يريد أن يأكل طعاما مصريا، والمسرح لم يصبح مثل الخبز عند الجمهور بعد اذن علينا أن نعمل على إيجاد الجمهور أهم من أى شىء. فكرت فى أن أنشئ مسرحا مدرسيا لتصبح المدرسة هى السبيل لنشر التمثيل وتحبب الطالب فى التمثيل والمسرح وبالفعل فى عام 1937 أنشئ المسرح المدرسى وأصبح التمثيل من الأنشطة التى يمارسها التلميذ مثل الرياضة البدنية! ذكريات وذكريات وزمن مضى وانقضى!