الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ساعات قبل صدور العدد الأول!

ساعات قبل صدور العدد الأول!

لم تهتم روزاليوسف أو تتأثر بمقابلتها مع النحاس باشا وعدم اقتناعه بكلامها حول الجريدة.



وتمضى روزاليوسف قائلة: مضت بنا دوامة الاستعداد لإصدار الجريدة وكنت مصممة على أن تولد من يومها الأول جريدة كبرى لا ينقصها شىء وجمعت لها أسرة تحرير ضخمة ضمت أبرز المحررين فى ذلك الوقت.

كان الدكتور «محمد أبوطايلة» رئيسًا لقسم الأخبار والدكتور «رياض شمس» رئيسًا لقسم الأحاديث والدكتور محمد على صالح يحرر صفحة التجارة والصناعة، وكان سكرتير التحرير «توفيق صليب» وكان من بين المحررين المخبرين «كامل الشناوى» وكان له دور كبير، ولطفى عثمان وعبدالصبور قابيل وراغب عبدالملك ومحمد حسنين مخلوف وحبيب جاماتى وعلى بليغ.

صفحة السينما يحررها.. أحمد كامل مرسى وصفحة الشباب يحررها يوسف حلمى، وصفحات التسلية والصور والمجتمع يشرف عليها زكى طليمات، الصفحة الشرقية يحررها جميل الرافعى، وصفحة الأطفال تحررها «أبلة زوزو» - السيدة زكية عبدالحميد - وصفحة الأوراق المالية الأستاذ نجيب ولاية وكان مصور الجريدة الأستاذ «محمد يوسف» ورسامها للكاريكاتير «رفقى» وجعلت لها مندوبًا فى لندن الأستاذ «محمد نجيب» ولست أذكر عشرات آخرين فى أقسام الترجمة والتحرير والتصحيح فى الإسكندرية والأقاليم.

وتمضى روزاليوسف فى تذكر تلك الأيام قائلة: 

ولم تكن الصحافة اليومية قد عرفت قبل ذلك جريدة تحمل هذا السخاء فى الأبواب، وأبواب جديدة تمامًا، الصحافة اليومية كأبواب الأطفال والتسلية، ولم تكن الصحف اليومية قد حملت قبل ذلك رسمًا كاريكاتيريًا قط، حتى الأزهر كان له باب وعرفت الصحافة فيها أيضًا التعقيبات الصغيرة الخاطفة التى شاعت الآن وكان يكتبها «كامل الشناوى» ويوسف حلمى!

واتفقت مع الأستاذ زكى طليمات والمرحرم «رفقى» لرسم خطوط تبويب الجريدة بصفحاتها الست عشرة، وكان تبوبيها فريدًا لم يتكرر بعدها، إذ جعلنا ترتيبها بالمجلات، الصحافة السياسية فيها هى الصفحات الأولى المتوالية لا صفحات الوسط كما هو شائع فى الصحف اليومية الآن!

وحددنا يوم 25 مارس موعدًا لصدورها، وجاء اليوم الحاسم الذى يجب أن نعد فيه العدد الأول من  الجريدة ومنذ الصباح الباكر ازدحمت الإدارة التى لم تكن تزيد على سبع غرف بهذا الحشد الهائل من الكتاب والمخبرين والفنانين، وكانت أسرة المجلة الأسبوعية قد انكمشت فى غرفتين فقط تاركة الخمس حجرات الأخرى لأختها اليومية الكبيرة.

كنت أنا أجلس فى غرفة واحدة مع «العقاد» والدكتور «عزمى» - رئيس التحرير - يجلس ومعه سكرتير التحرير «توفيق صليب»، وزكى طليمات مع الدكاترة رؤساء الأقسام والأربعين محررًا يحتشدون فى الصالة وبقية الحجرات، والفراندة قد جلس بها الرسام وبعض موظفى الإدارة، وبالقرب من المطبخ جلس المصور «محمد يوسف» وكل محرر يبحث لنفسه عن مكان فى الصالة أو فى حجرة التليفون أو فى أى مكان يجد فيه موضعًا لقدم.

ومن حجرة العقاد كان يرتفع صوته الجهورى، ومن حجرة أخرى تتصاعد فكاهات كامل الشناوى يرددها بين ضحك كبار الوفديين الحاضرين، ومحمود عزمى غارق بين الأخبار والمقالات، والفاكهة التى ألزمه الطبيب بتناولها اتقاء لمرض السكر.. والزوار والمشجعون مع جميع الهيئات لا ينقطع سيل ورودهم ولا يخف!

وللذكريات بقية!