عادل العاطفى: اللحظة الأولى للعبور كانت مهيبة
بورسعيد - أيمن عبد الهادى
جندى مجند مقاتل عادل العاطفى سلاح المهندسين ابن محافظة بورسعيد أظهر بطولة كبيرة فى حرب أكتوبر على الرغم من أنه كان أصغر جندى مقاتل فى حرب1973 ، حيث استطاع أن يكتب اسمه بحروف من نور فى تاريخ الوطن.
يقول عادل العاطفى إنه تربى على أصوات الصواريخ فى فترة العدوان الثلاثى على بورسعيد عام1956 ، وعاش مرارة الهزيمة فى 67 عندما كان صغيرًا، ويقول: أنا طفل صغير اعتدت على أن أرى الدبابات والحروب أسفل منزلى فى حى المناخ وكنت أنام على صوت المدافع وطلقات الرصاص مما جعلنى لا أخشى هذا الصوت.. وأن البرمائيات نقلت إلى الضفة فى الأول من رمضان وفوجئ أن ترتيب البرمائية التى يقودها هى الأولى، ولم يكن أحد يعلم ساعة الصفر والمهام المكلف بها، وظلت أسئلة كثيرة تراود العاطفى فى يومى الرابع والخامس من أكتوبر، وكان يظن أن القتال سوف يكون ليلًا، ويتأهب فى كل ليلة للحرب التى لا يزال لا يعرف دوره بها.
وفى يوم السادس من أكتوبر جمع القادة الجنود قادة البرمائيات وأبلغوهم بأن ساعة الصفر للحرب قد اقتربت، وطلبوا منهم أداء ركعتين للشهادة وتحدثوا إليهم: “يا أبطال الطلقة إللى جايه لواحد فيكم مكتوبة والخوف مش هينجيك.. النصر أو الشهادة يا أبطال”، بعدها وضع القائد يديه على كتف البطل وقال: “يا عادل ساعة الصفر إللى كان نفسك تعرفها أول ما تسمع صوت الطيران وإطلاق المدفعية فوق القناة، ومهمتك نقل رءوس الكبارى إلى الضفة الشرقية وتثبيتها ثم المساعدة فى نقل الجنود والمعدات”.
ويستكمل العاطفي: ربنا كتبلى شرف أن أكون أول جندى مقاتل يبدأ بالنزول لقناة السويس، وحملت رأس الكوبرى وأنا أسمع صوت المقاتلين “الله أكبر الله أكبر” وعلى الرغم من أن البرمائية غير متطورة فإن الله سخرها للنصر، ويقول: فرحتى كانت لا توصف بالنجاح فى رحلة تثبيت أول رأس كبرى ولم أتوقف لحظة عن تنفيذ مهمة فى الحرب حتى الساعة 12 منتصف الليل، لا أتذكر إنى شربت الماء أو تناولت الطعام، ولم أكن أفكر إلا فى سرعة إنهاء رحلة تلى الأخرى حتى تكتمل الكبارى وينقل الجنود وأسلحة الحرب ليتمكن زملائى الأبطال من نقل الأسلحة الأخرى لتدمير خط برليف المنيع.
ويستكمل عادل العاطفي، أنه ظل على الجبهة حتى يوم 19 أكتوبر وكان قاصدًا أن يقاتل صائمًا، وينتظر الرصاصة التى تأتى للشهادة أو يحقق الانتصار، مؤمنًا بأن روحه ليست غالية فى سبيل تحرير أرض سيناء الغالية، ويؤكد أنه لم تنته مهمته إلا بعد أن يحقق النصر.