الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أنت ضحية «التكدس الرقمى».. انتبه!

أنت ضحية «التكدس الرقمى».. انتبه!

 كل منا فى ممتلكاته المادية شىء من القديم، يحتفظ به كأنه جزء لا يتجزأ من جلده، قد لا يستخدمه ولا يستفيد من وجوده بشىء سوى علاقة نفسية تعطيه شعورًا وهميًا بالراحة النفسية وعدم القلق؛ وأبسط مثال على هذا دولاب ملابسنا المكدس بالقديم، والبالى الذى نأبى التخلى عنه!



من الغريب.. أن هناك علاقة نفسية بين الممتلكات المادية والممتلكات الرقمية، جعلت هذا الشخص الذى يحتفظ بالممتلكات المادية البالية هو نفسه الشخص الذى يمارس نفس السلوك فى العالم الرقمى، ولأن التكنولوجيا الحديثة جعلت من الفضاء الرقمى مساحة شاسعة للتخزين إلى ما لا نهاية تسببت فى عشوائية الاستخدام للفضاء الرقمى، وجعلت منه مساحة لتخزين «الخردوات الرقمية» بدون النظر إلى نفعها من عدمه، وبالتالى صعوبة الاستفادة الحقيقة مما هو مفيد ومجد.  أغلبنا يحتفظ بالكثير من «خردواته الرقمية» من صور ومقاطع فيديو قد تكون ليست لها قيمة فعلية على جوجل درايف، على صفحات التواصل الاجتماعى يحتفظ بأصدقاء لا تربطه بهم أى علاقة أو منفعة من التواصل، أو الإعجاب بصفحات على السوشيال ميديا لا فائدة من متابعتها بل بالعكس قد تكون مؤذية نفسيًا ومضيعة للوقت، أو متابعة أشخاص بمحتوى غير هادف لمجرد تمرير الوقت وعدم الشعور بالملل! 

 للأسف.. الكثير منا ليس لديه الشجاعة النفسية للتخلى والحذف، فنحن اعتدنا على ممارسة هذه السلوكيات بشكل لا إرادى تجنبا للشعور بالفراغ أو القلق.. وفقدان مثل هذه الخردوات قد يتسبب للأسف بشعور عدم الراحة.. فدائما نحتفظ بهذه الخردوات تحت شعار «ربما نحتاج إليها فى المستقبل»! 

الكثير منا لا يعلم أن هذه السلوكيات اللإرادية والعشوائية التى اعتدنا على ممارستها فى عالمنا الرقمى جعلتنا نقع ضحايا فى فخ «التكدس الرقمى»، مما تسبب بشكل كبير فى الإصابة باضطرابات نفسية مزعجة نتيجة الاحتفاظ بكم كبير غير مجد من محتويات رقمية، أفقدتنا الخصوصية وجعلت عالمنا الشخصى منتهكا باستمرار، فنحن ضحايا الهوس التكنولوجى، ضحايا عدم إدراك قيمة الوقت وثمنه، ضحايا الجهل بأهمية الحفاظ على صحتنا النفسية، ضحايا عدم النضج لأهمية انتقاء ما يجب متابعته والاحتفاظ به فى عالمنا الرقمي، ضحايا صناع التكنولوجيا! 

من المهم أن تعلم عزيزى القارئ أن عالمك الرقمى مثل خزينة ملابسك تحتاج لإعادة الترتيب بحيث يسهل عليك الاستفادة من كل شىء تحتفظ بيه فى عالمك الرقمى، من المهم أن تتعلم كيف تتخلص وبكل شجاعة من كل ما هو مؤذ لك نفسيًا على مواقع التواصل الاجتماعي، من المهم أن تعى بسلوك استخدامك لعالمك الرقمى.. فلا تكن الضحية لها بل كن السيد عليها.