الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هيكل وفاتن حمامة وعمر الشريف والعندليب!

هيكل وفاتن حمامة وعمر الشريف والعندليب!

أظنك شاهدت فيلم «صراع فى الميناء» بطولة فاتن حمامة وعمر الشريف عشرات المرات فى فضائيات السينما، لكنك لم تشاهده فى قاعة السينما، كما حدث مع الأستاذ «محمد حسنين هيكل» فى فبراير 1956.



عقب مشاهدته للفيلم كتب يقول:

«أريد أن أسجل أن هناك طلائع روح جديدة فى السينما المصرية!

لست من هواة الأفلام؟ ولا أنا ناقد سينمائى.. وإنما أحسست بهذه الروح الجديدة وأنا أشاهد فيلمًا مصريًا لأول مرة منذ سنوات، والفيلم المصرى الذى رأيته هذا الأسبوع هو «صراع فى المينا».  ولقد رأيت «فاتن حمامة» بعد أن كبرت، فإن آخر مرة رأيت فيها فاتن حمامة على الشاشة كانت عندما ظهرت مع «محمد عبدالوهاب» طفلة فى فيلمه القديم «دموع الحب» منذ ما يقارب خمسة عشر عامًا!!

ولقد دخلت الفيلم مصادفة، وخرجت منه وفى عزمى ألا أنكر الشهادة وأن أقول كلمة الحق. وأنا لم أر فاتن حمامة شخصيًا فى حياتى، وكذلك لم أر زوجها بطل فيلمها «عمر الشريف، بل إن رأيى فى «عمر الشريف» من مجرد صورته فى الصحف لا يرضيه كثيرًا.. ولو كان لى أمر عليه لأخذته من يده إلى أقرب حلاق وطلبت منه أن يحلق له «شوشته» التى ينكشها على مقدمة رأسه فتوة وشبابًا!

وكذلك لا أعرف كاتب القصة أو واضع السيناريو أو مخرج الفيلم، ولكن الحق إنى خرجت معجبًا بكل هؤلاء بفاتن حمامة التى أدت دورها ممثلة رائعة.. وبعمر الشريف رغم «شوشته» المنكوشة على رأسه، وبكاتب القصة وواضع السيناريو وقبل هؤلاء جميعًا بمخرج الفيلم.

ولم يكن الفيلم كما تعودنا أن نرى دائمًا قصة بنت الباشا الهاربة مع سائق سيارته!! ولم يكن فى الفيلم رقص بطن، ولم تكن فيه أغان تحشر بين المشاهد والسلام.

إنما كان الفيلم قطعة من صميم الحياة.. قطعة فيها فكرة.. ولها روح وورائها هدف!

ولقد خرجت من الفيلم وأنا مؤمن أن الدولة يجب أن تغير سياستها تجاه السينما المصرية «مادامت السينما المصرية قد بدأت تغير اتجاهها أيضًا.

لقد كنت حزينًا لمأساة السينما المصرية، وأنا أكره أن تضمحل السينما المصرية كفن وكصناعة!» ومن فيلم «صراع فى الميناء» إلى فيلم آخر شاهده الأستاذ «هيكل» وهو «بنات اليوم» فيكتب قائلا:

«رأيت فيلم «بنات اليوم» الذى يمثله «عبدالحليم حافظ» وأمامه «ماجدة» والذى أخرجه بركات! إذا لم أقل إنه جهد رائع من جميع جوانبه لكنت بذلك أكتم شهادة حق لابد أنه أؤديها، لقد أنار هذا الفيلم أمامى أزمة السينما المصرية، مع أن السينما المصرية موضوع بعيد عما أتعرض للكتابة فيه عادة!

ينبغى ألا تموت السينما فى مصر، وينبغى ألا تترك بين الموت والحياة تحت أعباء الأنقاض التى خلفتها لها التجارب التى مرت بها، لست خبيرًا ولا أنا أحاول ادعاء الخبرة إن الذى تحتاج إليه السينما المصرية هو:

- فهم من الدولة لرسالتها.

- إعطاء دروس للرقباء يضع لمحات من النور فى رؤوسهم.

- إبعاد العناصر الدخلية التى تشبه فى هجومها على السينما المصرية غارات التتار فى نفس الوقت الذى تبعد فيه العناصر التى تريد انتهاز فرصة دبح سريع بأى شكل وبأى ثمن!!

وأخيرًا السينما المصرية فى حاجة إلى تشجيع، تشجيع بالمال وليس تشجيعا باللجان،

ان الخطر على السينما المصرية خطر على القومية العربية!

إن الفيلم والكتاب والجريدة كانت- وستظل - طلائع الدعوة إلى القومية العربية.

وأظن أن دنيا النقد الفنى خسرت قلم الأستاذ هيكل!