الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السيسى يطرح رؤية مصر للسلام المستدام وسبل معالجة آثار وتداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية على الدول الإفريقية

سلام الأقوياء

اهتمت القمة الروسية الإفريقية الثانية، التى عقدت فى مدينة سان بطرسبرج على مدى يومين، على إجراء مباحثات بين القادة الأفارقة والجانب الروسى، بهدف العمل على إنهاء النزاع الروسى الأوكرانى، باعتبار أن القارة الإفريقية أكثر المتضررين منها. 



من هذا المنطلق، كانت قضية الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حاضرة فى مباحثات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الثنائية مع القادة الأفارقة، وأيضا على المستوى الجماعى خلال فعاليات القمة الروسية الإفريقية الثانية والمنتدى الاقتصادى والإنسانى الروسى والإفريقى.

 

المبادرة الإفريقية 

فى هذا الإطار شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى مساء الجمعة، بمدينة سان بطرسبرج، فى اجتماع مع قادة الدول الإفريقية لمبادرة الوساطة لتسوية الأزمة الروسية الأوكرانية، بحضور الرئيس «عثمان غزالى» رئيس جزر القُمُر الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى، والرئيس الجنوب إفريقى «سيريل رامافوزا»، والرئيس الكونغولى «دينيس ساسو نيجيسو»، والرئيس السنغالى «ماكى سال»، والرئيس الأوغندى «يورى موسيفينى».

ووفقًا لما أعلنه المستشار أحمد فهمى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن القادة الأفارقة تابعوا خلال الاجتماع تطورات الموقف التنفيذى للمبادرة، خاصةً عقب زيارة الوفد الإفريقى لكل من روسيا وأوكرانيا فى شهر يونيو الماضى لمحاولة الإسهام بشكل جاد فى مساعى الحل الجارية للأزمة بين البلدين، مع تأكيد مواصلة دعم القارة لجميع الجهود الرامية لتسوية الأزمة الروسية الأوكرانية اتصالًا بالتداعيات الاقتصادية بالغة الأثر على اقتصادات الدول الإفريقية والحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

الرؤية المصرية للسلام

وجاءت قضية تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، فى صدارة الملفات التى ركزت عليها مباحثات الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارته لروسيا، وعبر الرئيس السيسى عن ذلك فى كلمته أمام القمة الروسية الإفريقية الثانية، حينما أشار إلى أن توقيت انعقاد تلك القمة يتزامن مع ظرف دولى بالغ التعقيد، ومُناخ عام يتسم بدرجة عالية من الاستقطاب، والتغيرات التى باتت تمس القواعد الرئيسية التى بُنى على أساسها نظامنا الدولى بمفهومه الحديث، وتواجه الدول الإفريقية على إثر ذلك عددًا ضخمًا من التحديات، التى لا تؤثر فقط على قدرتها على استكمال مسارها التنموى، وإنما تُهدد مُحددات أمنها، وحقوق الأجيال القادمة.

وطرح الرئيس السيسى فى كلمته مقاربة للسلام، حينما أشار إلى أن «مصر كانت دومًا رائدة وسباقة، فى انتهاج مسار السلام، سلام الأقوياء القائم على الحق والعدل والتوازن، فكان هو خيارها الاستراتيجى الذى حملت لواء نشر ثقافته، إيمانًا منها بقوة المنطق لا منطق القوة، وبأن العالم يتسع للجميع». 

وطرح الرئيس السيسى رؤية مصر بشأن الظرف الدولى، حيث أكد على أن الدول الإفريقية يجب أن تبقى بمنأى عن مساعى الاستقطاب فى الصراعات القائمة، لأنها ذات سيادة وإرادة مستقلة وأنشد السلم والأمن والتنمية المستدامة.

وأكد الرئيس السيسى أيضا على أن صياغة حلول مستدامة للصراعات القائمة فى عالمنا اليوم، يتعين أن تتأسس على أهداف ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ القانون الدولى بما فى ذلك التسوية السلمية للنزاعات، والحفاظ على سيادة الدول ووحدة أراضيها، بجانب ضرورة التعامل مع جذور ومسببات الأزمات، لاسيما تلك المتعلقة بمحددات الأمن القومى للدول، وكذا أهمية الامتناع عن استخدام الأدوات المختلفة، لإذكاء الصراع وتعميق حالة الاستقطاب، ومن بين ذلك توظيف العقوبات الاقتصادية خارج آليات النظام الدولى متعدد الأطراف.

وأشار الرئيس السيسى إلى ضرورة الأخذ فى الاعتبار احتياجات الدول النامية وعلى رأسها دول القارة الإفريقية فيما يتعلق بالتداعيات شديدة الوطأة على اقتصاداتها جراء الصراعات والتحديات القائمة، وبالتحديد فى محاور الأمن الغذائى، وسلاسل الإمداد وارتفاع أسعار الطاقة، وهو ما يستدعى أهمية إيجاد حلول عاجلة لتوفير الغذاء والأسمدة بأسعار تساعد إفريقيا على تجاوز هذه الأزمة.

وأكد الرئيس السيسى على أن التطورات الدولية المتلاحقة وتداعياتها تحتم وجود صوت إفريقى مؤثر وفعال، داخل المحافل الدولية القائمة وبما يعمل على إيصال موقف الدول الإفريقية ويحقق القدر المطلوب من التوازن عند مناقشة القضايا ذات التأثير المباشر على مصالحها، ومن بينها عضوية الدول الإفريقية فى مجموعة العشرين.

 التفاعل الروسى مع  المب ادرة الإفريقية

فى المقابل تفاعل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مع مبادرة القادة الأفارقة الداعية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وقال فى كلمته بالمؤتمر الصحفى فى ختام القمة الروسية الإفريقية إن بلاده مهتمه بدراسة الحلول الإفريقية للأزمة الأوكرانية، وإن هناك مناقشات مع القادة الأفارقة فى هذا الشأن.

وأكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أنه تم اتخاذ موقف موحد بالقمة الإفريقية الروسية على تحدى النظام الاستعمارى ومحاولات القضاء على القيم، وأكد بوتين أنه ستكون هناك آلية عمل وتنسيق بين روسيا وإفريقيا فى المرحلة المقبلة.

وأشارإلى أن روسيا ستأخذ بعين الاعتبار مقترحات شركائنا الأفارقة خلال أعمال القمة الروسية الإفريقية، مضيفًا: «شركاتنا منفتحة لتسليم الشركاء الأفارقة التكنولوجيا وزيادة التعاون الثقافى والرياضي».

وأشار بوتين إلى أن إفريقيا تتحول إلى مركز قوة جديد وينبغى للجميع أخذ ذلك فى الحسبان. وقال «لنأخذ على سبيل المثال مبادرة عدد من الدول الإفريقية بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية. هى مشكلة حادة ونحن لا نتغاضى عن النظر فيها. هذه الخطوة تدل على الكثير، إذ إن جميع عمليات الوساطة فى السابق كانت حصرية على الدول التى يُقال إنها ديمقراطيات نامية، أما الآن فلا».

وأضاف «اليوم إفريقيا مستعدة للمساعدة فى معالجة مشاكل تقع خارج نطاق مصالحها الأساسية. بكل احترام نتعامل مع مبادرتكم، وسندرسها بكل اهتمام».

وأكد رئيس الاتحاد الإفريقى، رئيس جزر القمر غزالى عثمانى، فى المؤتمر الختامى للقمة، على ضرورة تحقيق وقف إطلاق النار فى أوكرانيا، وقال «الرئيس الروسى أظهر أنه مستعد لمساعدتنا فى مجال توريد الحبوب»، مشيرا إلى أن هذا الأمر مهم، لكنه قد يكون غير كاف، ومن الضرورى أن نحقق وقف إطلاق النار».

 

إعلان قمة سان بطرسبرج 

١٠ مكاسب أعلنتها خطة الشراكة الروسية - الإفريقية

  

أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ورئيس جزر القمر عثمان غزالى، رئيس الاتحاد الإفريقى، إعلان القمة الروسية الإفريقية الثانية، والذى تضمن نتائج قمة الشراكة الروسية الإفريقية التى عُقدت فى مدينة سان بطرسبرج، بحضور وفود من ٤٩ دولة إفريقية. وتضمن الإعلان الختامى خطة عمل مشتركة، بين روسيا وإفريقيا حتى عام ٢٠٢٦، وتضمن الإعلان مجموعة من المحاور وملفات التعاون المشترك فى الفترة المقبلة وهى كما يلى: 

 

1 - التعاون السياسى

 

حيث أكد الرئيس بوتين أنّ «القادة الأفارقة عبّروا عن رغبتهم السياسية فى التعاون مع روسيا»، مشددًا على أنّ موقف روسيا وإفريقيا موحّد بشأن تشكيل نظام عالمى عادل ومُتعدد الأقطاب يقوم على مبادئ القانون الدولي.

وقال بوتين إنّ روسيا اتفقت مع البلدان الإفريقية على العمل فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن تخفيف العقوبات المفروضة على الدول الإفريقية.

 

2 - التعاون التجارى واستخدام العملات الوطنية

 

نص الإعلان على اتفاق روسيا وإفريقيا على زيادة التجارة نوعًا وكمًا، فضلًا عن استخدام العملات الوطنية فى المعاملات التجارية، وفق الرئيس الروسي.

 

3 - تصدير الحبوب

 

أكّد بوتين أنّ روسيا ستواصل إمداد الدول الإفريقية بالحبوب سواء على أساس تجارى أو مجانى، وقال إن بلاده ستقدم الحبوب مجانًا لـ6 دول إفريقية خلال 3 أو 4 أشهر، وذلك بتوفير 50 ألف طن من الحبوب مجانًا إلى بوركينا فاسو وزيمبابوى ومالى والصومال وجمهورية إفريقيا الوسطى وإريتريا خلال الأشهر المقبلة.

 

4 - تخفيف الديون

 

وأعلن بوتين، أنّ روسيا ستخصّص نحو 90 مليون دولار إضافية للدول الإفريقية لتخفيف الديون، كاشفًا أنّه حتى الآن تمّ شطب نحو  23 مليار دولار من الديون الإفريقية على روسيا.

 

5 - 1.2 مليار روبل مساعدات

 

وتعهد بوتين بأن تكون هناك آلية عمل وتنسيق بين روسيا وإفريقيا فى المرحلة المقبلة. وقال «سنقدم مساعدة للدول الإفريقية لمحاربة الأوبئة، وقد وصلت المبالغ المخصصة إلى 1.5 مليار روبل».

 

6 - تقدم الدعم فى الحرب على الإرهاب 

 

أعلن الرئيس الروسى تأسيس آلية تنسيقية روسية إفريقية فى مجال مكافحة الإرهاب، ودعم الدول الإفريقية فى مجال الأمن، وتزويد إفريقيا ببعض الأسلحة مجانًا لتعزيز الأمن فى القارة والعمل بشكل أوثق مع أجهزة إنفاذ القانون والمخابرات الإفريقية.

 

7 - زيادة صادرات المنتجات الروسية

 

أكد الرئيس الروسى على اتفاق روسيا والدول الإفريقية على إزالة الحواجز التجارية بين الجانبين، والعمل على زيادة صادرات المنتجات الروسية وخصوصًا الماكينات والأسمدة والحبوب إلى إفريقيا.

 

8 - التعاون الصناعى

 

اتفق روسيا وإفريقيا على تعزيز التعاون الصناعى بين الجانبين بإقامة المشاريع المشتركة، ومن بينها المنطقة الصناعية الروسية فى قناة السويس، وغيرها من المشروعات خصوصًا فى المجال المعلوماتى وأمن المعلومات.

 

9 - زيادة المنح الدراسية ونقل التكنولوجيا

 

اعلن الرئيس الروسى العمل على زيادة المنح الدراسية وتدريب الكوادر الإفريقية فى الجامعات الروسية، كما أعلن عن إقامة فروع للجامعات الروسية فى عدد من الدول الإفريقية.

وأكد الرئيس بوتين، ضمن بنود الإعلان الختامى، على أنّ الشركات الروسية منفتحة على نقل التكنولوجيا فى الإدارة العامة والقطاع المصرفى إلى الدول الإفريقية.

وأضاف أن الشركات الإفريقية منفتحة على تمكين الشركاء الأفارقة من التكنولوجيا وزيادة التعاون الثقافى والرياضى، وأن لدى موسكو خطة عمل مع إفريقيا حتى عام 2026 تهدف لزيادة التبادل التجارى وبنيته التحتية والتعامل بالعملات المحلية.

 

10 -دعم الأنظمة الصحية

 

أعلن بوتين عن خطة لدعم الأنظمة الصحية فى قارة إفريقيا وتجهيزها بالمعدات لمواجهة الاوبئة والأمراض، بإطلاق مشروع لمكافحة الأمراض المعدية حتى عام ٢٠٢٦ بقيمة ١.٢ مليار روبل.