الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

معا فى وقت الأزمات

30 من كبار رجال الأعمال بمصر والسودان يدشنون أول شراكة تجارية واستثمارية بين البلدين

فى إطار التعاون الاقتصادى والشعبى بين مصر والسودان، شهدت القاهرة ورشة عمل بمشاركة رجال الأعمال من القطاع الخاص المصرى والسودانى المقيمين بمصر، نظمتها جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة برئاسة الدكتور يسرى الشرقاوي، وجاءت بعنوان «معًا وقت الأزمات».



وشارك فى الفاعلية 30 من صفوة رجال الأعمال فى البلدين فى قطاعات الزراعة والأمن الغذائى وإنتاج الحاصلات الزراعية وكذا مجال مواد البناء والتشييد والبناء والمقاولات وقطاع الصناعة فى تخصصات مختلفة وقطاع الصحة العامة وقطاعات الطاقة.

وأكد رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة د. يسرى الشرقاوى أن «القطاع الخاص المصرى والسودانى فريق واحد ونسيج واحد وأن الدعوة تتطلع لتأسيس شراكة فاعلة تمتد وتخطط لمرحلة ما بعد الأزمة وتستهدف تضافر جهود الطرفين فى البلدين لحل المشكلات وتذليل الصعوبات أمام الأشقاء من القطاع الخاص السودانى الذين اضطرتهم الظروف للانتقال لمصر بأعمالهم وأسرهم وكيف يمكنه إيجاد سبل للتعاون لجعل «القاهرة» هى المقر والمركز التجارى والاستثمارى لقطاع خاص البلدين والانطلاق فى نسق واحد نحو القارة الإفريقية لاستكمال التعاون والتبادل التجارى والاقتصادى مع الأشقاء الافارقة».

وخلال اللقاء تحدث المشاركون فى ورشة العمل من رجال الأعمال المصريين والسودانيين، وأكدوا أن ضرورة العمل للخروج بتعاون فاعل ومثمر، وعليه تم الخروج بعشر توصيات مهمة، فى مقدمتها الخروج بتأسيس أول فريق عمل مشترك، تشكل من 20 عضوًا فاعلًا من رجال أعمال البلدين، كما خرجت التوصيات بضرورة أن يتواصل هذا الفريق مع أبناء السودان فى الخارج من المستثمرين والمهنيين والخبراء وذلك لبحث كيفية التعاون الجاد مع الأشقاء على أرض مصر، كذلك كيفية تفعيل القاهرة كنقطة تجارة مهمة للجانبين، كذلك ضرورة البدء فى إعداد قواعد بيانات للسودانيين فى مصر وكذا الفرص الاستثمارية والتجارية المتاحة وما يمكن توظيفه واستغلاله لصالح اقتصاد البلدين.

 

4 شهور على أزمة الحرب السودانية

 

فى تقرير صادم كشفت الأمم المتحدة عن أن أكثر من 20.3 مليون شخص فى السودان، 42% على الأقل من عدد السكان، يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائى الحاد أى الجوع الشديد, حيث أفادت الأمم المتحدة بأن السودان يواجه واحدة من أكبر حالات انعدام الأمن الغذائى فى العالم، فى ظل استمرار الصراع والتدهور الاقتصادى.

وحذر آدم ياو ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) فى السودان من خطورة الوضع وقال إن الأسر تواجه معاناة لا يمكن تصورها، مشيرًا إلى أن عدد من يُتوقع أن يعانى من انعدام الأمن الغذائى بين شهرى يوليو وسبتمبر سيزداد بمقدار الضعف تقريبًا مقارنة بالرقم الذى توقعه تحليل الأمن الغذائى المتكامل الذى أجرى فى مايو الماضي.

وأضاف أن نحو 14 مليون شخص فى السودان يواجه ما وصفها بمستويات الأزمة من الجوع وأن ما يقرب من 6.2 مليون شخص يواجه مستويات طارئة من الجوع الحاد، مشيرًا إلى أن الولايات الأكثر تضررًا هى التى يشتد فيها الصراع، بما فى ذلك الخرطوم وجنوب وغرب كردفان بالإضافة إلى وسط وشرق وجنوب وغرب دارفور.

كما أعرب دى رو مدير مكتب برنامج الأغذية العالمى فى السودان عن المخاوف نفسها، وقال إن التوقعات القاتمة تصبح حقيقة بعد مرور نحو 4 أشهر على اندلاع الصراع وأن الجوع سيتزايد لينال من أكثر من 19 مليون شخص.

وفى تطور إيجابى قال برنامج الأغذية العالمى إنه تمكن الأسبوع الماضى وللمرة الأولى من توصيل المساعدات الغذائية إلى ولاية غرب دارفور، وتوجهت قافلة تضم 5 شاحنات تقل 125 طنًا متريًا من السلع الغذائية من شرق تشاد إلى غرب دارفور حيث تمكن البرنامج من تقديم المساعدة لنحو 15,400 شخص فى 3 قرى.

 

%17 زيادة فى حجم التجارة البينية بين مصر وإفريقيا

 

تستعد القاهرة لاستضافة النسخة الثالثة من المعرض الإفريقى للتجارة البينية، المقرر إقامته فى الفترة من 9 حتى 15 نوفمبر المقبل، وهى المرة الثانية التى تستضيف فيها مصر المعرض، من أجل دفع جهود تعزيز التبادل التجارى وبناء شراكات استراتيجية بين القطاع الإفريقى والشركات المصرية، ما يؤكد أهمية تعزيز التعاون والروابط القارية لتحقيق التنمية المستدامة فى القارة الإفريقية.

وأعلنت اللجنة المنظمة للمعرض الإفريقى للتجارة البينية، عن اختيار جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة (EABA) شريكًا استراتيجيًا للنسخة الثالثة من المعرض، حيث يأتى المعرض فى إطار تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وهو موضوع اجتماعات رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقى لهذا العام. ويمثل هذا الحدث منصة مهمة لتعزيز التجارة بين دول القارة وتحقيق التكامل الاقتصادي.

سيشهد المعرض مشاركة من العديد من الشركات والمنظمات الإفريقية والدولية، وسيكون فرصة لبناء شراكات استراتيجية وتبادل الخبرات وتسليط الضوء على إمكانات التجارة فى القارة الإفريقية.

وأكد د. يسرى الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة والسفير الشرفى للنسخة الثالثة من المعرض، أهمية تعزيز التجارة البينية الإفريقية كخطوة رئيسية نحو تحقيق تطلعات القارة نحو النمو والازدهار، كما شدد على دور المبادرات القارية مثل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية فى تحقيق هذه الأهداف.

وأشار الشرقاوى إلى أن حجم التجارة البينية الإفريقية بين مصر ودول القارة الحالي، يبلغ ٨.٣ مليار دولار للعام حتى النصف الأول من ٢٠.٢٣ وبزيادة تصل إلى ١٧% عن مثيلتها فى العام السابق، وتوقع الشرقاوى أن العمل والزيادة للمستقبل، وأعرب عن طموحات كبيرة فى زيادة هذا الحجم بنسبة تصل إلى 300٪ خلال السنوات القليلة المقبلة. وفى هذا السياق، أكد أهمية دور جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة فى تحقيق هذه الأهداف، حيث تعمل الجمعية على أن تكون عنصرًا فاعلًا وجسرًا قويًا مع مجتمع القطاع الخاص الإفريقى وذلك بهدف واضح هو تعزيز التجارة بين مصر وباقى دول القارة.

وأكد ضرورة تعزيز التعاون وتبادل الخبرات من أجل تحقيق نمو اقتصادى قوى ومستدام وأنه يجب على جميع الأطراف حكومات وقطاع خاص وخدمى فى القارة العمل على رفع حجم التجارة البينية بين دول القارة من ١٥% من إجمالى تجارة القارة مع العالم إلى ٥٠-٥٥% فى غضون ٥ سنوات، الأمر الذى لن يتأتى إلا بتعزيز المعرفة بقدرات القارة من سلع أولية وخامات ومنتجات تامة الصنع «ذات منشأ إفريقى» وهذه لن تتحق إلا بنسخ حقيقية فاعلة لمعارض ومؤتمرات داخل القارة ونحن بدورنا سنقدم كل ما لدينا لإنجاح هذه النسخة المهمة التى تستضيفها مصر.

 

التغيرات المناخية وأزمات إفريقيا

 

تزامنًا مع رئاسة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ cop27، وتبنى الدولة المصرية لقضايا تغير المناخ وأثارها فى القارة الإفريقية، ركز التقرير الاستراتيجى السنوى، الصادر عن كلية الدراسات الإفريقية العليا، بجامعة القاهرة على قضية تغير المناخ فى قارة إفريقيا، فضلًا عن القضايا التى تواجهها القارة وخصوصًا ما يتعلق بتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على القارة.

وصدر التقرير الاستراتيجى الإفريقى السنوى رقم 15، عن كلية الدراسات العليا الإفريقية وبرعاية جامعة القاهرة، وركز بشكل أساسى حول قضية التغيرات المناخية فى إفريقيا، وذلك بالتزامن مع احتفال الكلية باليوبيل الماسى ومرور 75 عامًا على تأسيسها وفى إطار اهتمام الجامعة بالملف الإفريقى ودعم دور مصر الريادى فى القارة الإفريقية.

وقال الدكتور عطية الطنطاوى، عميد كلية الدراسات الإفريقية العليا، إن التقرير تناول قضية التغيرات المناخية فى إفريقيا، وتداعياتها وآثارها المختلفة سياسيًا واجتماعيًا وبيئيًا وإنسانيًا، وسُبل معالجتها ومواجهتها، وذلك من خلال 4 محاور أساسية تضمنتها 27 ورقة بحثية قدمها 28 باحثًا متخصصًا فى الشئون الإفريقية.

واستعرض التقرير المحور الأول الذى جاء بعنوان “التغيرات المناخية فى إفريقيا: التداعيات– سُبل المواجهة”، وتناول 3 أبعاد، تمثل البعد الأول فى الأسباب والجهود الوطنية والدولية للتعامل مع التغيرات المناخية، وذلك من خلال عدة موضوعات، أهمها التغيرات المناخية.. إلى أين؟ وقضية التغير المناخى على أجندة العمل الدولي: ما بين الواقع والمأمول، التغيرات المناخية فى مصر: الجهود الوطنية والاستراتيجية 2050.

وتناول التقرير، البعد الثانى «آثار التغيرات المناخية وتداعياتها على القارة الإفريقية» من خلال تغير المناخ وتداعيات ظاهرة الجفاف فى الصومال، وأثر التغيرات المناخية على الأمن الغذائى فى إفريقيا، والآثار الاقتصادية والاجتماعية للتغيرات المناخية فى القارة الإفريقية، كما ناقش البعد الثالث سُبل مواجهة التغيرات المناخية من خلال تناول الاقتصاد الأخضر والأزرق فى ضوء أجندة إفريقيا 2063 للحد من آثار التغيرات المناخية، ودور الطاقة النظيفة والمتجددة فى مواجهة التغيرات المناخية فى إفريقيا.

 

إفريقيا والعالم 

 

وأوضح د.عطية الطنطاوى، أن المحور الثانى تعرض لقضية التغيرات المناخية الإفريقية وحمل عنوان «إفريقيا والعالم»، وتناول دور كل من أمريكا وأوروبا فى القارة الإفريقية، وموقف القوى الدولية من القضايا الإفريقية الأمنية، والأبعاد السياسية للدور المصرى فى إفريقيا، بالإضافة إلى المحور الثالث بعنوان “التطورات السياسية فى القارة الإفريقية 2021-2022» واستعرض التطورات السياسية التى شهدتها القارة الإفريقية فى مجالات الأمن والسلم والديمقراطية، مثل حالة التحول الديمقراطى فى إفريقيا، والأزمة الإنسانية فى القرن الإفريقى، والأزمة السياسية فى السودان، وتطورات المشهد السياسى فى ليبيا. وأضاف د.الطنطاوى أن التقرير جاء محوره الرابع بعنوان “التطورات الاقتصادية فى القارة الإفريقية 2021-2022، وتضمن ملامح الاقتصاد الإفريقى وآفاقه، ورصد حالة التكامل الاقتصادى الإفريقى فى ضوء تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية، وتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية على دول إفريقيا، وتداعيات الأزمة الروسية- الأوكرانية على الاقتصاد الإفريقي، وقضايا الاستدامة المالية فى إفريقيا ومخاطر الديون الخارجية، وتداعيات اضطرابات سلاسل الإمداد العالمية على الدول الإفريقية، والسياسات المالية للتعافى من الأزمة.

جدير بالذكر أن التقرير الاستراتيجى الإفريقى الذى تصدره كلية الدراسات الإفريقية العليا يُعد أول إصدار من نوعه باللغة العربية عن القارة الإفريقية، وبدأ إصداره مع تأسيس الاتحاد الإفريقى والألفية الثالثة، ويستهدف تقديم وجهة نظر علمية مستقلة لما يحدث فى القارة الإفريقية وأهم القضايا التى تشهدها على جميع المستويات، ورصد أسبابها، والوقوف على التطورات التى تمر بها، وطرح الحلول لها، ودعم مصالح القارة وأمنها واستقلالها فى مواجهة القوى والكتل الخارجية، وتعزيز تفاعلاتها البيئية وسلامها الإقليمى ووحدتها، وتوحيد الرؤى، وتحقيق الفهم الدقيق للشأن الإفريقى على نطاق واسع داخل العالم العربى.