الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

توشكى الطريق لتأمين الأمن الغذائى فى مصر

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى مداخلة هاتفية مع الإعلاميين خلال زيارتهم التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة لمشروع «توشكى»، أن ما يحدث فى توشكى هو جهد أفراد لا يعرفهم الناس، مضيفًا: «نستهدف الوصول لزراعة من 3 إلى 4 ملايين فدان خلال مدة لا تتجاوز عامًا على مستوى الجمهورية، حيث أنجزنا جزءًا كبيرًا من المشروع والانتهاء من دق الطلمبات ومحطات الرفع وحفر الترع وتشييد شبكة الكهرباء وتسوية الأرض، لنكون جاهزين على موسم القمح فى شهر أكتوبر المقبل، والحمد الله كل الأمور تسير بخطوات جيدة».



وحول مشروعات التصنيع الزراعي، قال الرئيس: «حجم الأراضى بالمشروع كبير، وفى شرق العوينات يوجد مصنع بطاطس يستحوذ على كل إنتاج المشروع من المحصول ويحوله لبطاطس نصف مقلية، علاوة على تعاقدنا لمصنع للخشب ومصانع للتغليف»، مضيفًا: «التصنيع الزراعى يعتمد فى الأساس على استقرار المنتجات، علاوة على أن الواقع يقول إن هناك فجوة فى إنتاج القمح، ويجب تعويضها قبل الحديث عن المنتجات الأخرى من الخضروات والفاكهة، فالحمد الله عندنا اكتفاء ذاتى من تلك المنتجات».

وعن طرح الشركات فى البورصة، أكد الرئيس أن طرح تلك الشركات، يفتح الباب أمام الشباب والمواطنين للاستثمار، علاوة على زيادة نسبة الشفافية والمصداقية أمام المواطنين، والطرح يحقق كل ذلك، ولو حد عايز 3 آلاف فدان للاستثمار متاح».

وتابع الرئيس: «الجهد اللى بنعمله فى توشكى وشرق العوينات والدلتا الجديدة «مستقبل مصر»، سيكون النصيب الأكبر منه لزراعة الذرة والقمح لأنهما المحصولان اللذان يستهلكان جزءًا كبيرًا من العملة الصعبة»، مضيفًا:«اطمنوا اللى بيحصل فى توشكى وشرق العوينات والدلتا الجديدة، مجرد خطوة من خطوات كبيرة، وكل نقطة مياه هنستغلها فى تنفيذ المشروعات.

فيما قال رئيس الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، إن السر وراء إحياء العمل فى منطقة توشكى مرة أخرى يُكمن فى «الإرادة السياسية»، بعد أن أهمل المشروع منذ عام 2000 ولم يتم إنجاز المُستهدف منهُ منذ ذلك الوقت، موضحًا أنه تلقى تكليفات مباشرة من قبل الرئيس السيسى بدراسة إحياء مشروع توشكى من جديد وإضافة مساحات كبيرة لهُ، وخلال عامين وبدءًا من عام 2019 تم استصلاح مزرعة توشكى على مساحة 25 ألف فدان، ثم بدأنا فى مشروع تنمية جنوب الوادى بتوشكى بمساحة 500 ألف فدان عام 2019 تصل لـ 600 ألف فدان بنهاية 2024.

وأشار إلى أن هُناك ما يزيد على 4000 مدنى يعملون داخل الشركة، نصفهم فى مشروع توشكى، بجانب المئات من العمالة غير المباشرة ومهن وصناعات مرتبطة بمشروعات الشركة الزراعية المنتشرة فى ربوع مصر.

فيما قال د.حسن أبو اليسر، الأستاذ بمعهد بحوث وقاية النباتات التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة: «يتم استخدام أساليب الرى الحديث داخل مزرعة توشكي، حيث يحصل كل نبات على الكمية المُخصصة له من المياه بعد أن تم إجراء الأبحاث والدراسات على طبيعة الأرض والزراعات التى ستتم زراعتها وعوامل الجو وكمية المياه، موضحًا أن هناك متخصصًا مُقيمًا داخل المزرعة من تلك المعاهد والمراكز يقدم المادة العلمية والاسترشادية مدعومة بمواد لتحقيق أقصى استفادة إنتاجية بأقل إمكانية استخدام المياه.

ويقام فى «توشكى» مشروع التمور، حيث من المستهدف زراعة 2.4 مليون نخلة على مساحة 37000 ألف فدان، حيث قال أحد العاملين بالمشروع ويدعى محمود أبوالحياس محمد من الأقصر، إنه يعمل داخل مزرعة توشكى منذ خمسة أعوام ونصف العام منذ تم الإعلان عن حاجة المشروع لوظائف متنوعة، مضيفًا أنه يُحب عمله ويتلقى معاملة جيدة ومرتبًا جيدًا وظروفًا معيشية تمتاز بتوافر كل شيء فيها داخل المزرعة التى يقيم بها 15 يومًا ثم ينزل إجازة 12 يومًا للذهاب لأسرته وابنته.

وأضاف أحمد يسرى: «بدأت العمل بالمشروع منذ البداية، حيث كان النخل صغيرًا منذ أربع سنوات، حيث تمت زراعته فى أرض صحراوية شديدة»، موضحًا أنهم يتنقلون داخل المزارع المختلفة بمزرعة توشكى باختلاف مواسم الحصاد لكل زرعة.

وأوضح المهندس وائل عياد مدير مشروع شرق الريف المصرى «المرحلة الثانية»، أن المشروع كان مُخطط تنفيذه خلال عدة سنوات، لكن تكليفات رئاسية أتت بأن يتم تنفيذ المشروع قبل بدء الموسم الزراعى الجديد، وهذا ما جعل الجميع يتساءل عن كيفية التعامل مع هذا التحدى.

وأضاف المهندس إسلام عشرى، والذى يعمل فى إحدى شركات المقاولات، أن محطة الرفع بالكيلو 8 تبلغ أبعادها 600 متر فى 150 مترًا وتشمل 12 طلمبة كما تبلغ القدرة الكهربائية للمحطة 11 ميجافولت أمبير ، علاوة على أن كميات الحفر الإجمالية للمحطة 3000000 م3 كما أن قدرتها 36 م3/ الثانية، موضحًا أن ما تحقق من إنجاز تنفيذى يتماشى مع المعايير العلمية والفنية والتى سيخلدها التاريخ.

وقالت المهندسة رانيا فايز مدير عمليات المشروع المهندسة بشركة أوراسكوم، أن مدة تنفيذ المشروع كانت 24 شهرًا لكن توجيهات رئاسية أتت أن يتم تنفيذ المشروع خلال ثمانية أشهر فقط لكى يتم اللحاق بموسم الزراعة الجديد، موضحة أن الطاقة الإنتاجية لمحطة الرفع تبلغ 6.2 مليون متر3 فى اليوم كاشفة أن 95% من الخامات المستخدمة فى المشروع هى صناعة مصرية 100 %.

وقال المهندس حسام سيد متولى مدير مشروع محطة الرفع، أن المحطة يوجد بها 12 طلمبة وكان التحدى الأكبر هو فى مدة تنفيذ المشروع وفقًا للتوجيهات الرئاسية، موضحًا أن ملحمة البناء التى تحدث يشارك فيها 1500 عامل ومهندس واستشارى يعملون على مدار 24 ساعة لتنفيذ المشروع الذى يعمل على رفع المياه20 مترًا رأسيًا ويضخ 4.6 مليون متر مكعب فى اليوم.