الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عودى أطفالك على الصوم وأداء العبادات والعطاء فى رمضان

شهر رمضان الكريم بمثابة فرصة لتعزيز الأخلاقيات فى شخصية أبنائنا ومن أهم هذه الأخلاقيات الإيجابية خلق ( الصيام)، فهو المقصد الأساسى لهذا الشهر المبارك، مصداقا لقول الله عز وجل: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» (183)، سورة البقرة.



عودى أطفالك على الصوم وأداء العبادات والعطاء فى رمضان 

وتؤكد ريهام أحمد عبدالرحمن، أخصائى إرشاد نفسى وأسرى وتربوى معتمد من جامعة عين شمس ومدربة معتمدة فى علوم تطوير الذات، أن عمر السابعة يعد من أفضل الأعمار لتعويد الأبناء على الصيام؛ وذلك قياساً على فريضة الصلاة والتى قال عنها النبى صل الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين وأضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم فى المضاجع».

وأضافت أنه يجب أن تحرص الأم من خلال رغبة الأبناء فى التقليد بتدريبهم على الصيام بشكل تدريجي، بحيث يصوم الطفل لساعتين فى بداية الأمر ثم يصوم لمنتصف النهار فى اليوم التالي، وهكذا إلى أن يعتاد ويتحمل مشقة الصيام مع وجود الحافز الذى يشجعه على تكرار هذا السلوك، بزيادة المصروف مثلا أو الثناء عليه ومنحه الألقاب الحسنة.

استشارة المختصين:

ولفتت إلى أنه يجب على الأم استشارة الطبيب المختص حول صيام الطفل حيث إن هناك بعض الحالات التى يمنع فيها الطفل من الصيام كالأمراض المزمنة وأمراض السكر والقلب وبعض حالات الانيميا وبالتالى لابد من استشارة المختصين.

ترتيب الأولويات:

ونصحت ريهام أنه مع بداية شهر رمضان المبارك: عودى طفلك على ترتيب الأولويات وتحديد المهام المطلوبة منه حتى يستثمر وقته فى كل ما هو مفيد ونافع له، كالاستيقاظ فى الوقت المناسب والمحافظة على الصلاة، ووضع خطة للمذاكرة تتناسب مع قدراته النفسية والذهنية.

الدعم الأسري:

وأوضحت أنه للأسرة دور كبير فى غرس قيم التسامح والتعاون وحب العلم والوطن فى نفوس الأبناء، وذلك من خلال المحافظة على الحوار اليومى فى شهر رمضان والذى نعزز به ثقة الأبناء بأنفسهم ونكسبهم قيمة الاستحقاق الذاتى والتعبير عن الرأى مع احترام الرأى الآخر، وذلك من خلال تحديد ساعة يوميا تجلس فيها الأسرة لتنصت للأبناء وتسرد لهم القصص الإيجابية التى يتعلمون من خلالها القيم والأخلاق. 

صلة الأرحام:

وأشارت ريهام عبد الرحمن إلى أن شهر رمضان المبارك فرصة لصلة الأرحام وتقوية التماسك الأسري، بتدريب الطفل على احترام الكبار وتقديم يد العون والمساعدة لهم مع الحرص على تذكير الطفل بوصية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِى رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِى أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».

تحمل المسئولية:

ولفتت إلى ضرورة تعويد الأبناء على المشاركة فى تنسيق مائدة الإفطار وشراء بعض المستلزمات الضرورية للأسرة، ومساعدة الأم فى ترتيب غرف المنزل، والتعاون مع الأب فى توزيع المياه والعصائر على الصائمين، جميعها مهارات ضرورية تعزز لديهم قيم العطاء والشعور بالآخر.

تجنب المشتات:

وقالت إن هناك الكثير من المشتتات التى تستنزف طاقة الأبناء وتجعلهم يشعرون بالكسل والفتور فى أداء العبادات، كالجلوس لساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد ثبت علميا أنها تقتل الإبداع وينخفض معها التحصيل الدراسى فضلاً عن استنزافها للوقت بلا فائدة، فينبغى على الأسرة وضع وقت محدد يستخدم فيه الطفل الإنترنت، مع الحرص على أن نكون قدوة لأبنائنا فى ذلك الأمر. الصبر:

وأشارت إلى أنه ينبغى على الأم تدريب الطفل على مواجهة العقبات اليومية مثل عدم القدرة على اتمام الصيام أو الشعور بالكسل والخمول، وذلك من خلال تحفيزه بذكر فوائد الصيام وما أعده الله من جوائز للصائمين والذاكرين غرس الضمير:

ونصحت ريهام بضرورة تربية الأبناء على مراقبة الله تعالى فى أفعالهم بحيث يدركون أن الله يرانا من حيث لا نراه وبالتالى فلابد من غرس الضمير فى نفوسهم.