الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكاوى أثرية

حجرة المكتب..هنا عشق الضابط الإنجليزى مصر وحول بيته لمتحف أهداه لها

إذا أردت أن تأخذ جولة فى تاريخ مصر عبر العصور المختلفة يمكنك الذهاب الى بيت الكرتيلية أو متحف جاير أندرسون، والذى يضم قاعات كثيرة منها حجرة المكتب، حيث استخدم «أرجيه جاير - أندرسون» هذه الغرفة كمكتب عندما عاش فى البيت.



وقد تدرب روبرت جرينفيل جاير اندرسون (1881-1945) كطبيب بمستشفى «جاى»: والتحق بالفريق الطبى للجيش البريطانى عام 1904،  ثم انتدب للعمل فى الجيش المصرى، فجاء الى مصر عام 1907 ورقى عام 1914 الى رتبه الرائد « ماجور «، وعين معاونا لمساعد الجنرال القائد للتجنيد،  وتقاعد من الجيش فى عام 1920 وخدم لفترة قصيرة سكريتير لشئون الشرق بالمقر البريطانى بالقاهرة.

وكان جاير أندرسون مولعاً بجمع التحف منذ الصغر،  فكرس نفسه بعد التقاعد الدراسة وجمع القطع الجميلة والهامة، وقد حفظت مجموعته بداية فى شقه بشارع عدلى ثم ببيت الجزيرة فى حى الزمالك، لكنه تلقى الإذن من مصلحه الآثار فى عام 1935 بالعيش فى بيت الكرتيلية.

وكان البيت قد رمم حديثاً ووفر له البيئة المثالية لعرض مقتنياته، فانتقل اليه فى عام 1937،  وسرعان ما شرع فى تحسينه وتأثيثه على النمط الشرقي، ومع هذا لم يكتب له الاستمتاع بمنزله الجديد لوقت طويل، حيث استدعى للعودة الى بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية،  وتمكن من الرجوع الى مصر مرة واحدة فقط فى عام 1944 لكى يقوم بترتيب مجموعته،  ويوصى بها لمصر قبيل وفاته فى العام التالى.

والغرفة مزدانة بعدد من الصور المأخوذة من مجموعة عائلة جاير - أندرسون، ومن بينها صور لشقيقه التوأم « توماس» و لزوجتة « إفيلين مورجان». ولوالدتة «مارى»،  ولابنه «جون»، ومن بين الصور المعروضة نسخة من فرمان للملك فاروق بالإنعام على «جاير - أندرسون» بلقب «باشا». تقديراً له على هبته لمصر، وأقام جاير - أندرسون فى بريطانيا بمنزله المسمى « القاعة الصغرى» فى «لافينهام - صفوك».

وهذا البيت اليوم هو متحف يضم مقنيات كثيرة، وزودت غرفة المكتب فى بيت الكريتلية ايضاً بعدد من اللوحات الفنية لشقيقة التوأم «توماس» الذى كان فنانا موهوبا الى جانب مجموعة صغيرة من أقنعة حية للعائلة والاصدقاء،  ترى عند المدخل إلى غرفة المكتب بعض النماذج للزجاج الإسلامى الملون «القمريات» المثبت فى هيكل من الجص، ومن أبرز المعروضات فى الغرفة الأختام الشخصية لجاير أندرسون وآلة كاتبة كان يستخدمها.