استخلاص الذهب من النفايات الإلكترونية بـ«شرش اللبن»

فى تجربة علمية أشبه بضرب عصفورين بحجر واحد، نجح باحثون من المعهد السويسرى للتكنولوجيا فى زيورخ من تطويع تكنولوجيا النانو لاستخلاص معدن الذهب من النفايات الإلكترونية باستخدام واحد من أكثر المخلفات الغذائية إهدارًا وهو «شرش اللبن» الناتج عن صناعة منتجات الألبان.

وتحتوى النفايات الإلكترونية على مجموعة متنوعة من المعادن الثمينة، منها الذهب والنحاس والكوبالت، لذ يسعى العلماء لاستردادها مرة أخرى بطرق مستدامة، حفاظًا على موارد الأرض.

وذكر موقع «Technology Networks»، أن الباحثين فى المعهد السويسرى للتكنولوجيا توصلوا لطريقة فعالة واقتصادية لاستخراج الذهب من مكبات النفايات الإلكترونية التى يتخلص فيها من الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر القديمة أو التالفة، باستخدام «إسفنجة» مصنوعة من مصفوفة بروتينات نانونية مشتقة من «شرش اللبن»، وهو السائل المفصول من اللبن عند تصنيع الأجبان والزبادى.

ولتصنيع الإسفنجة، لجأ د.«محمد بيدايش» عالم الهندسة الكيميائية، وزملاؤه لتغيير طبيعة بروتينات شرش اللبن فى ظل ظروف حمضية ودرجات حرارة عالية بحيث تتجمع فى ألياف بروتينية نانوية مكونة مادة هلامية مثل الإسفنجة، 

ثم استخرج الفريق الأجزاء المعدنية من داخل الأجهزة الإلكترونية التالفة، بعد ذلك تم إذابتها بالأحماض لتأيين المعادن أى تفكيك المعدن لأيونات معلقة فى المحلول الحمضى.

وعندما وضعوا إسفنجة ألياف البروتين فى محلول الأيونات المعدنية، التصقت أيونات الذهب بألياف البروتين، وفى الخطوة التالية، عرض الباحثون الإسفنجة للحرارة، لتحويل أيونات الذهب إلى رقائق، والتى قام العلماء بعد ذلك بإذابتها لتكوين كتلة صلبة من الذهب تحتوى كتلتها على 91% من الذهب والباقى من النحاس أى ما يعادل 22 قيراطًا.

ويؤكد العالم «رافائيل ميزنجا» المشرف على الدراسة أن هذه التقنية قابلة للتطبيق تجاريًا، خاصة أن تكلفة الطاقة المستخدمة زهيدة عن قيمة الذهب الناتج، كما يمكن للإسفنجة الحيوية أن تمتص معادن أخرى ثمينة مثل النحاس.