الخميس 25 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الفنانة سماح أنور فى حوار لـ«روزاليوسف»: مصر ستظل «هوليوود الشرق»

حوار ـ آية مجدى



بفضل موهبتها الفطرية واحتكاكها المبكر بعالم الفن، استطاعت سماح أنور، أن تحجز لنفسها مكانة بارزة بين نجمات السينما والدراما المصرية، إذ قدمت خلال مسيرتها أعمالًا خالدة فى ذاكرة الجمهور، أبرزها “ذئاب الجبل”، “سنبل بعد المليون”، “رأفت الهجان”، و”راقصة قطاع عام “ ، “ الليلة الموعودة”، وصولًا إلى شخصيتها الأخيرة “أم هاشم” فى مسلسل “كتالوج”.

سماح تحدثث فى حوار خاص لـ«روزاليوسف»، عن شخصية «أم هاشم» وتجربتها معها، وعن رحلتها الطويلة مع الفن الذى تعتبره رسالة حقيقية تعكس الواقع المصرى بكل تفاصيله، كما كشفت عن كواليس تعاونها مع النجم الراحل أحمد زكى، وخططها للعودة إلى السينما خلال الفترة المقبلة، إلى جانب العديد من الأسرار الأخرى التى ترويها فى السطور التالية:

■ ما سر تقديمك دور (أم هاشم) فى مسلسل «كتالوج»؟

 الموضوع بدأ عندما قرأت السيناريو فشعرت بسعادة كبيرة تجاه فكرة المسلسل، لأنها تحمل أهمية خاصة فى عصرنا الحالى، خاصة أنه يركز على الترابط الأسرى، لم أتردد لحظة فى الموافقة، بل كنت متحمسة جدًا للمشاركة فيه.

■ هل هناك صفات مشتركة بينك وبين (أم هاشم)؟

 بالفعل، هناك الكثير من أوجه الشبه، أبرزها الوضوح والصراحة، فهى شخصية تعبر عما فى قلبها بلا مجاملة، هذه الصفات أعادتنى كسماح أنور إلى ذكريات سابقة وجعلتنى أشعر بسعادة وأنا أعيش تفاصيلها، كما أن (أم هاشم) تمثل الحياة البسيطة المليئة بالرضا، وهو ما لمس الجمهور وقرّبهم منها بشكل كبير.

■ من وجهة نظرك.. ما السبب الذى جعل الجمهور يتعلق بمسلسل كتالوج؟

 لأن العمل يشبهنا ويشبه حياتنا، ونحن بحاجة إلى أعمال تعبر عن هويتنا وثقافتنا، فالجمهور المصرى لا يفضل المجاملات، بل يميل إلى الأعمال التى تعكس واقعه وتعبر عنه، بالإضافة إلى أن العمل يحمل رسالة مهمة، وأنا دائمًا أرى أن أى عمل فنى يجب أن يكون له رسالة ويعبر عن مجتمعنا وأفراده، لا أن يكون مجرد انبهار بثقافات أخرى.

■ بما أن العمل يتناول موضوع العائلة.. كيف تصفين علاقتك بوالديك؟

 كنا أصدقاء وهما علّمانى كل شيء، وكنت قريبة منهما للغاية، فلم يكن لدى أصدقاء سواهما، وكنت أعتبر نفسى محظوظة لكونى ولدت فى عائلة فنية ناجحة، فوالدى المنتج والسيناريست أنور عبدالله، ووالدتى الفنانة سعاد حسين، كانت حياتنا مليئة بالفن، واكتشفت أن لدى خبرات قبل أن أبدأ العمل فى المهنة، إذ كنت أمارسها وأستمع إليها، وكنت أرى والدى يقدم لى السيناريوهات، وكنت أقرأها لأننى أحب القراءة، وكنت أدخل مكتبته وكان يقول لي: “لماذا لا تأخذين هذا السيناريو وتقرئينه وتخبرينى برأيك فيه؟” والدى كان السبب فى غرس حب الفن بداخلى دون أن يستشيرنى فى ذلك.

■ من الأشخاص الذين كان لهم دور فى مسيرتك الفنية ؟

 البداية مع والدى المؤلف أنور عبدالله الذى رأى فيا إمكانيات مختلفة و قدم لى عمل أكشن رائع، وهو ابتكار يعود له فى فيلم «حالة تلبس» الذى حقق نجاحًا كبيرًا واستمر فى دور العرض لأكثر من عامين، وهى ظاهرة لم تحدث من قبل، وكانت هذه الخطوة مهمة جدًا لأنها لم تكن ممكنة فى السابق، لكننا تمكنا من تحقيق شيء ناجح، وأيضًا المخرج جلال الشرقاوى فى مسرحية «راقصة قطاع عام» منحنى فرصة جديدة، إذ طلب منى أداء دور راقصة فى «شارع محمد علي»، وهو ما تطلب شجاعة كبيرة، كذلك شخصية «ذيبة» فى مسلسل «سنبل بعد المليون» التى قدمتها مع الفنان الكبير محمد صبحى كانت من الشخصيات التى أحبها وأفخر بها كثيرًا، وكانت مختلفة وجديدة عليا، أيضًا، شخصية «أم هاشم» كانت محطة مهمة، لأن المخرج وليد الحلفاوى كان مصممًا على أن أقدم هذا الدور، حيث كانت لديه رؤية فنية واضحة وجاءت من بيئة مشابهة لبيئتنا، وكان يريد أن يكون الأمر غير متوقع، وقد نجح بالفعل فى ذلك،  وبالتأكيد المخرج هانى خليفة قدمنى فى دور مهم فى مسلسل «الليلة واللى فيها»، وكانت الشخصية جديدة علىّ وجعلتنى أتعلم كيفية أداء أشياء جديدة، فالحقيقة أنا ممتنة لهؤلاء الأشخاص جميعًا، لأنهم ساعدونى فى اكتشاف نفسى من خلال أدوار لم أكن أتوقع أن أقدمها.

■ قدمتِ مع الفنان الراحل أحمد زكى أعمالاً متميزة... كيف تصفين علاقتك به على المستوى الفنى والإنسانى؟

 أحمد زكى لم يكن بالنسبة لى مجرد زميل عمل، بل كان صديقًا حقيقيًا ، وجيلنا كله عاش بروح الأسرة الواحدة، وكان الفنانون الكبار دائمًا يحرصون على دعم ومساندة الأصغر سنًا، وأحمد زكى شعرت بنوع خاص من الأبوة والاحتواء، خاصة أنه كان يعرف عائلتى منذ البداية، وهو ما جعل العلاقة بيننا أكثر قربًا ودفئًا، كان يتميز بكرم شديد فى تعامله مع الجميع، فلم يفرّق بين شخص وآخر، بل كان يمنح كل من حوله نفس القدر من الحب والاهتمام، وعلى المستوى الفنى، كان حريصًا جدًا على مساعدة زملائه الشباب وتشجيعهم على خوض تجارب جديدة ربما لم يكونوا ليتجرؤوا عليها وحدهم، كان يفعل ذلك عن حب وإخلاص، لا بدافع الواجب، ولهذا أصبح رمزًا صادقًا للعطاء والخير داخل الوسط الفنى.

■ ابتعدتِ لفترة طويلة عن الساحة الفنية.. ما الأسباب الحقيقية وراء هذا الابتعاد؟

 لا يوجد فنان يبتعد عن مجاله بإرادته، لكننى أنا فعلت ذلك لعدة أسباب، أولها الثورة الفنية التى حدثت من عام 2000 حتى 2018، حيث لم يُعترف بالأجيال التى ظهرت قبل عام 2000، ليس فقط من الفنانين، بل أيضًا من المخرجين والمؤلفين، فابتعد كثيرون، وكانت هذه حالة عامة وليست خاصة بى. إلى جانب ذلك، واجهت مشكلة صحية بعد حادثة تعرضت لها عام 1998 جعلتنى أجرى عملية جراحية فى قدمى، واضطررت لاستخدام الكرسى المتحرك فترة طويلة، فلم أكن قادرة على العمل حتى لو طُلب منى، كما أننى كنت أبحث عن التفرغ، وقد منحنى الله ما طلبته تمامًا.

■ كيف تقيّمين وضع الدراما المصرية اليوم مقارنة بالماضى؟

 نحن الآن فى بداية عصر جديد على مستوى الإخراج والتمثيل، وأصبحت لدينا تكنولوجيا متطورة فى السينما والدراما لم تكن متاحة من قبل، كنت دائمًا فى فترة الثمانينيات والتسعينيات أسال نفسي: لماذا لا نستخدم هذه التكنولوجيا كما فى الأفلام الأمريكية؟! ولم أجد إجابة.. كنت شابة وأشعر بثورة داخلية تجاه الطريقة التقليدية وقتها، رغم وجود مؤلفين ومخرجين وفنانين كبارًا وممتازين فى ذلك الوقت، لكننا كنا نفتقر للصوت والصورة، اليوم الوضع اختلف، فالشباب يعرفون كيف يوظفون التكنولوجيا الحديثة، لكن المشكلة أحيانًا فى النصوص التى تميل إلى الطابع الأمريكى فلا أجد فيها بيئتى أو عائلتى أو جيرانى، ومع ذلك، ظهرت أعمال مصرية متميزة فى السنوات الأخيرة أبرزها «كتالوج» و«سابع جار»، اللذان نجحا فى تقديم خصوصية المجتمع المصرى، ولهذا ستظل الدراما والسينما المصرية «هوليوود الشرق»بما تحمله من تميز وتفرد. 

■ كيف ترين تأثير المنصات الإلكترونية فى العصر الحالى؟

 سمة العصر أن المشاهد أصبح يختار ما يريد مشاهدته فى أى وقت، ولم يعد هناك ما يُفرض عليه، هذه المرونة تميز المنصات الإلكترونية.

■ ما القضية التى تودين رؤيتها فى عمل فنى؟

 أتمنى أن أرى حياة المصريين الحقيقيين يظهرون على الشاشة، وأن تُعرض حياتنا اليومية كما نعيشها، بعيدًا عن الصور النمطية التى تركز على البلطجية أو الخيانة، كما أريد أن أرى الأسر المصرية فى منازلهم، وهم يساعدون بعضهم البعض ويحبون بعضهم، لأننى ضد أى عمل يُدخل اليأس إلى النفوس أو يُسبب الإحباط للمشاهدين، مع ضرورة  أن يكون الفن مصدرًا لرفع معنويات الناس وليس لتحطيمهم.. وللأسف، هناك أعمال تهدف إلى تبسيط الوعى، وهى أجندات لا أريد رؤيتها، وأتمنى أن يتم التعامل معها بجدية أكبر. ما أتمناه هو العودة إلى الأعمال التى كانت تقدم واقعًا صادقًا وتمنح المشاهد الأمل كما كنا نشاهد فى الماضى.

■ ماذا عن مشاريعك القادمة؟

 انتهيت من تصوير فيلم «إن غاب القط»، وأقدم فيه شخصية مختلفة وجديدة عليّ، وحاليًا أقرأ سيناريو لمسلسل جديد من المقرر عرضه فى موسم رمضان، لكن لا يمكننى الحديث عن تفاصيله فى الوقت الحالى.