الجمعة 18 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حصن منيع فى مواجهة أكاذيب «الإرهابية»

عصام خليل:  الأعمال الدرامية والأفلام الوثائقية والسوشيال ميديا «ثالوث» مواجهة مروجى الشائعات



مواجهة الشائعات ورفع حالة الوعى الشعبى، جزء لا يتجزأ من الحرب التى تخوضها الدولة المصرية، ضد قوى الظلام والشر التى تحاول إثارة الرأى العام وتأجيجه، رغم ما تحقق من إنجازات ضخمة على أرض الواقع فى عهد الجمهورية الجديدة على كل المستويات، إذ تقوم أجهزة الدولة برصد الشائعات التى تثأر بشكل مستمر وتفندها للرد عليها ببيانات واضحة ومعلومات دقيقة، مما يعزز الثقة بين المواطن والدولة، وتعتمد الاستراتيجية الوطنية لمواجهة الشائعات على التوعية الجماهيرية وتوفير المعلومات الصحيحة فى الوقت المناسب مما يمنع انتشار الأخبار الكاذبة.

وأكد الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، أن الأحزاب لها دور كبير وتعتبر من أذرع الدولة لمواجهة الشائعات، وروشتة تقوم على عدة محاور أولها التركيز على الأعمال الفنية التى تقدم صورة هذا الفكر وتؤرخ أفعالهم خلال فترة حكمهم، وما سبقها من عنف ضد المجتمع والوطن على خلفية الكاتب الراحل وحيد حامد، الذى قدم أعمالاً حول تكوينات تلك الجماعات “من أنشأها؟ وكيف خرجوا؟”, وأنهم أذرع لأجهزة الاستخبارات الأجنبية للإيقاع بمصر واستهداف الهوية، أما المحور الثانى فيركز على وسائل التواصل الاجتماعى “سوشيال ميديا “وإنتاج الأفلام الوثائقية والفيديوهات المصورة حول أفعال الإخوان السابقة وتوثيق أقوالهم ومدى تناقضها مع ما يفعلون.

وأشار “خليل”، إلى ضرورة إعادة مشاهد الإخوان إلى الأذهان بصفة مستمرة حتى لا يتم طمس ونسيان أفعالهم خلال تلك الفترة، مطالبًا بتقديم عمل درامى على الأقل سنويًا ضمن السباق الرمضانى، لتوثيق أساليبهم وطريقة تفكيرهم للسيطرة على عقول الشباب والتمكن منهم، مشيرًا إلى أن حزبه يقوم بالتركيز على كشف مخططات اللجان الإلكترونية للجماعة الإرهابية، والتى تتضمن الدعوة للتظاهر أو إحداث أعمال تخريبية هدفها عزعة استقرار الدولة، إذ تتحرك فرق من الحزب لنقل صورة حية من الأماكن المزعومة لإظهار كذبهم وادعائهم.

وتابع رئيس حزب المصريين الأحرار: “أن مواقع التواصل الاجتماعى تقف ضد كل الجهود التى يقوم بها الحزب لمواجهة الشائعات، من خلال منع نشر المقاطع التى تؤكد زيف ما يتم ترويجه من دعوات بداعى أنها مقاطع سياسية، إلا أنها تقبل بث المقاطع التى يروج الجماعة الإرهابية من الخارج”.

بينما قال اللواء الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية: “إن جماعة الإخوان كانت ولا تزال تمثل تهديدًا كبيرًا على استقرار الدول والمجتمعات التى تحاول زعزعة أمنها من خلال خطاب تحريضى وأفعال تستهدف ضرب الدولة الوطنية”، مشيرًا إلى أن تاريخ الجماعة ملىء بالجرائم التى ارتكبوها فى حق الوطن والمواطنين، بدءًا من تأسيسها فى عام 1928، حيث سعت إلى اختراق مؤسسات الدولة وتحقيق أهدافها عبر التحايل على القوانين واللعب على وتر الدين لخداع البسطاء.

وأضاف “فرحات”: “إن الجماعة الإرهابية لم تتوان عن استخدام العنف والإرهاب لتحقيق أجنداتها الخاصة، كما أنها قدمت نموذجًا واضحًا لاستغلال الدين فى السياسة، وكانت فترة حكمهم القصيرة كاشفة لحقيقتهم، إذ أظهرت تخبطهم وفشلهم فى إدارة الدولة، فضلًا عن محاولاتهم المستمرة للسيطرة على مفاصل البلاد بما يتنافى مع مبادئ الديمقراطية وسيادة القانون”.

وشدد أستاذ العلوم السياسية، على أن التصدى للجماعة الإرهابية لا يقتصر على المواجهة الأمنية فقط، بل يتطلب أيضًا مواجهة فكرية شاملة تهدف إلى رفع مستوى وعى المواطنين وتعريفهم بخطر الأفكار المتطرفة، لافتًا إلى أهمية توجيه الشباب نحو المشاركة المجتمعية من خلال الانخراط فى مبادرات تنموية مثل “حياة كريمة” وغيرها من المبادرات الوطنية التى تسهم فى تحسين مستوى المعيشة وتعزز شعورهم بأهمية دورهم فى بناء الوطن.

فيما أوضحت الدكتورة مها عبدالقادر، أستاذ أصول التربية، أن الهوية الثقافية تعد ركيزة أساسية لتحقيق الانتماء، كما أنها تعد وقاية من الانزلاق نحو ممارسات غير مناسبة لمجتمعاتنا، فعندما نتمسك بهويتنا الثقافية، نكون أكثر قدرة على توجيه الأجيال القادمة نحو قيم تشجع وتوكد على النهضة والترابط ضد المخاطر المحيطة.

أضافت “عبدالقادر”: “أن الوعى الثقافى لدى شبابنا لا يتم تشكيله بمعزل عن الجوانب الأخرى للحياة، فهناك ارتباط وثيق بين تنمية الجوانب الاقتصادية والتعليمية والسياسية والاجتماعية، لذا من الضرورى أن تقوم المؤسسات بدورها الفاعل فى تنمية الوعى الثقافى لترسيخ الهوية الثقافية والفهم العميق للذات فى إطارها الوطنى والإنسانى وتعزز من فهم الشباب لثقافتهم وهويتهم، ويتطلب ذلك الشراكة والتعاون بين مختلف الجهات، بما فى ذلك المدارس والجامعات والمنظمات غير الحكومية”.

فيما كشفت دراسة بحثية حديثة أعدها الدكتور سامح فوزى، كبير الباحثين فى مكتبة الإسكندرية، تحت عنوان “التعليم فى منطقة الصيد.. الدولة والإخوان”، أن الجماعة الإرهابية استغلت التعليم كأداة للسيطرة على العقول ونشر أيديولوجيتها، مشيرة إلى أن الجماعة استخدمت أساليب خفية للتأثير على وجدان الطلاب من خلال التلاعب بالمناهج والنشاط المدرسى. 

وأوضحت الدراسة، أن الجماعة سعت إلى أسلمة المدرسة سلوكًا وتفاعلًا، عبر منع الأنشطة الفنية والثقافية، وإلغاء النشيد الوطنى، وفرض الزى الإسلامى، مؤكدًا أن هذه الممارسات كانت تهدف إلى زرع ثقافة الكراهية وتغليب المصالح السياسية على القيم التعليمية.

وطالبت الدراسة، بضرورة إرساء التربية المدنية وحقوق الإنسان فى المناهج الدراسية، لتعزيز قيم التعددية والمساواة فى نفوس الطلاب، مشددة على أن هذه المحاولات لم تتوقف عند حدود المدارس، بل امتدت إلى الأنشطة الخارجية مثل مجموعات التقوية التى كانت تدار من قبل جمعيات تابعة للجماعة.

ولفتت أيضًا إلى أن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، التى أطلقتها الدولة المصرية خطوة ضرورية لحماية الأجيال القادمة من أى محاولات لاستغلالهم فكريًا أو أيديولوجيًا، وضمان مستقبل قائم على قيم العدالة والمساواة.